ونحن في شهر الخير الذي يستحب العمل الطيب والاقتداء بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم حين يكون أجود من الريح المرسلة ولذلك يجب أن لا ينسى المسلم قوله الله تعالى في الآية الكريمة (وآت ذا القربى حقه) الذي يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيرها (وأمر بإيتاء ذي القربى لِقُربِ رَحِمِه، وخير الصدقة على الأقارب، وفيها صلة الرحم. وقد فضّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة على الأقارب على عتق الرقاب.. أما المسألة الثانية في الآية فهي كما يقول القرطبي:" بل للقريب حق لازم في البر على كل حال. وقال مجاهد: لا تقبل صدقة من أحد ورَحِمُه محتاجة." ويقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالى (وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا، إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين): " والقرآن يجعل لذوي القربى والمسكين وابن السبيل حقاً في الأعناق يوفى بالإنفاق، فليس هو تفضلاً من أحد على أحد إنما هو الحق فرضه الله، ووصله بعبادته وتوحيده. الحق الذي يؤديه المكلف البريء ذمته ، ويصل المودة بينه وبين من يعطيه ، وإن هو إلاّ مؤد ما عليه لله....