المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٦

الغزو الثقافي والمثقفون

(المدينة المنورة العدد  (12486)16صفر 1418هـ  (21يونيو 199م المقال:288)             أتعجب كثيرا من الذين يزعمون أن الغزو الثقافي أمر وهمي، هل غاب عن أذهانهم أن العالم يتسع لعشرات الهويات والمذاهب والشخصيات وأن الحضارة العربية مهما كانت قوتها ونفوذها لن تستطيع أن تمحو تلك الهويات والشخصيات؟ هل غاب عنهم ما حاولت الدول الاستعمارية أن تفعله بالشعوب العربية المسلمة التي وقعت تحت نير الاحتلال؟        من السهل أن أحيل القارئ الكريم إلى عشرات الكتب التي تناولت هذه القضية مثل كتاب الدكتور محمد حسين رحمه الله تعالى حصوننا مهددة من داخلها، أو في وكر الهدامين أو كتابه ( الإسلام والحضارة الغربية ) أو كتابه الاتجاهات الوطنية في الأدب العربي الحديث ، وأو كتاب الشيخ محمود شاكر رسالة في الطريق إلى ثقافتنا أو كتابه  أسمار وأباطيل وغيرها من الكتب، ولكنني أود أن أنقل صورا من واقعنا المعاصر الذي نعيشه للغزو الفكري الذي ابتلينا به بعد أن رحل المستعمر الأبيض وحل محله المستعمر الأسمر.        ونبدأ بالجانب العقدي فقد تأثر العالم الإسلامي الطرق الصوفية، وضعف تمسك المسلمين بالعقيدة الإسلامية من حيث ح

رحمك الله يا محمد كامل خطّاب

          بسم الله الرحمن الرحيم                           قبل سنين طويلة حينما كنت طالباً في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة  بلغنا في الفصل أن أحدهم قد توفي وكانت حصة اللغة الفرنسية فترحمنا عليه وذكر الرجل بخير فما كان من أستاذ اللغة الفرنسية الأستاذ حكمت الخانجي رحمه الله إلاّ أن ردد بيت الشعر الذي يقول          والموت نقّاد على كفّه جواهر   يختار منها الجياد.      ومرت السنون وكنت أسمع بين الحين والآخر بموت أحد من أعرف فقلت في نفسي مات الذين عرفتهم وكأنّ بقية الجملة أن الدور قادم علينا. وإذ بأحدهم يقول لي إن ثمة بيتاً من الشعر يقول: مات الذين أحبهم    وبقيت مثل السيف وحدي.     تداعت هذه الأفكار وأنا أسمع خبر وفاة الأخ الحبيب الصديق الغالي الدكتور محمد كامل خطاب. فقلت رحم الله الدكتور محمد كامل خطّاب فقد كان أخاً حبيباً وأستاذاً فاضلاً وبدأت أستعيد شريط الذكريات مع الدكتور محمد كامل خطّاب.      كان مذيعاً في الإذاعة ومن كان لا يعرف الخطّاب بصوته الجهوري القوي ونبراته الواضحة حتى كأني كنت أتصوره درساً في الإلقاء وإخراج الحروف من مخارجها وفي الهدوء والتؤدة. لقد كان مدرسة في

جئناهم بالحجاب والحياء وجاؤونا بالخنا والفجور وعظائم الأمور

        وقف مسؤول ياباني كبير قبل مدّة يعلن اعتذار بلاده عمّا ارتكبته في حق بعض شعوب دول جنوب شرق آسيا، وعندما فكّرت أن هذه لفتة حضارية إنسانية ولكني تراجعت بعد قليل لأتساءل ولماذا ارتكاب تلك الجرائم في المقام الأول؟ وما ذا يفيد الاعتذار منها؟ هل يعيد الشرف إلى من دُنّس شرفها، وهل يعيد العفة إلى من فقدت عفّتها؟ وهل يعيد للأيتام آباءهم أو للأرامل أزواجهن أو للثكالى أبناءهن؟ هل يعيد المشردين إلى ديارهم؟      نقل المستشرق الهولندي الكبير رينهارت دوزي ، المتوفى في القاهرة سنة ١٨٨٣ ، في كتابه ( المعجم المفصل بأسماء الملابس عند العرب - مادة : إزار ) نصوصا كثيرة عن رحالة غربيين زاروا مصر والشام والعراق والمغرب ذكروا فيها كيف أن المرأة العربية كانت تستر نفسها عند الخروج من منزلها بلحاف ودثار طويل من رأسها حتى قدميها . بل إن نساء طرابلس بلبنان كن يسترن أيديهن . وفي القاهرة كانت المصرية تغطي جسدها تغطية شاملة بحيث لا يبصرن الطريق إلا من ثقب واحد ! وليس هذا خاص بالمسلمات ، بل شمل ذالك المارونيات . ويأتيك من يتحدث بلساننا - من السَّقط والخُشارة - من يزعم أن تغطية المرأة لوجهها بدعة نجدية حنبلي

الإجابة عن أسئلة الشيخ خباب الحمد

السؤال الأول: سيرة ذاتية أو تعريف موجز بنفسك الإجابة: كانت حياتي التعليمية عادية جداً ابتدائي فمتوسط فثانوي، كنت متفوقاً في معظم سنواتها، لكن لم أكن متميزا إلاّ في نظر والدي رحمه الله وبعض أساتذتي، وكان والدي رحمه الله يبث فيّ روح التفوق والتميز اللامحدود والطموح ومما حفظت منه قول الشاعر يقولون لي ما أنت في كل بلدة    وما تبغي أبتغي جلّ ما يُسمَى           وفي بداية المرحلة المتوسطة كنت أتابع بعض أعداد مجلة العربي فقرأت ذات مرة مقالة للدكتور أحمد زكي رحمه الله موضوعها ما معنى أن تكون رجلاً يشار إليك بالبنان، وكأنه كان يتحدث عن الإبداع والتفوق حتى يصبح الشخص علماً في تخصصه. كما قرأت في مرحلة الابتدائية قصص الأنبياء وتلك القصص لا شك تبعث في النفس حب التميز والصلاح والدعوة. ومما قرأت في المرحلة المتوسطة كتابي الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله (رجال من التاريخ) و(قصص من التاريخ)           ولما أنهيت المرحلة الثانوية كان طموح الشباب في سنّي أن يدرسوا الهندسة أو الطب، وحاولت الحصول على بعثة من وزارة الدفاع لدراسة الطب ولكني فشلت ولا زلت لا أعرف سبب عدم قبولي. ولكن حصلت على بعثة لد

مراسلة أخرى للكويت

أخي الحبيب الدكتور عبد الرزاق الشايجي              حفظه الله         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:           أتقدم إليكم بالتهنئة الأخوية الصادقة بعيد الفطر المبارك سائلاً المولى عز وجل أن يعيدكم لأمثاله وأنتم تنعمون بالصحة والعافية وأن يعيد أمتنا الإسلامية إليه عوداً جميلاً. أخي الكريم           لم يحدث بيننا اتصال منذ لقائنا في القاهرة قبل أكثر من شهرين. لقد كان لقاءً ممتعاً ومفيداً. وإنني أتطلع إلى مزيد من التعارف والتآلف والعمل الإسلامي. وقد لاحظت أن مجلة الشريعة طلبت منّي أن أكتب تقريراً حول بحث عن الصوفية في الجزائر. وقد قمت باللازم وأرسله اليوم إن شاء الله.           أخي الكريم أعد الآن لزيارة الكويت ولدي عدد من المحاضرات التي قدمتها في بعض الأندية الأدبية في المملكة وأرفق لكم موجزاً لهذه المحاضرات التي سوف أضمنها كتاباً أبحث له عن ناشر الآن. فيمكن اختيار محاضرة أو أكثر لتقديمها في كلية الشريعة. كما أرجو أن تتضمن زيارتي لقاءً مع مجلة المجتمع والبلاغ وبعض الصحف الكويتية وكذلك الدكتور إسماعيل الشطي الذي أرسلت له رسالة الدكتوراه في البريد الممتاز ولم يبلغني بوصو

طلب عمل في الكويت

فضيلة عميد كلية الشريعة المساعد بجامعة الكويت                        حفظه الله           السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أتقدم إليكم بالتهنئة بعيد الفطر السعيد سائلاً المولى عز وجل أن يعيدكم لأمثاله وأنتم تنعمون بالعفو والعافية والتوفيق وأن تعود أمتنا العربية الإسلامية إلى ربها عوداً جميلاً. أتقدم لكم بهذا الخطاب برغبتي في العمل أستاذاً بكليتكم الموقرة علماً بأنني حصلت على الدكتوراه عام 1415(1995) ولكني نشرت العديد من الكتب والدراسات قبل حصولي على الدرجة، كما قمت بالعديد من النشاطات الفكرية والثقافية والإعلامية بعد الحصول على المؤهل كما تلاحظون من خلال السيرة الذاتية المرفقة. أرجو التفضل بإفادتي عن إمكانية العمل لديكم في أقرب فرصة ممكنة حتى يتيسر لي ترتيب أموري مع جامعتي الحالية (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ). ومتى تريدون الاطلاع على هذا الإنتاج العلمي لأتمكن من إرسال نسخ منه أو إحضاره معي في زيارتي القريبة إلى الكويت في أوائل شهر مارس بإذن الله. لكم تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 8شوال 1419هـ. 25يناير 1999م.                                   

طلب العمل في جامعة قطر وطلب شفاعة

الأخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن عمير الجبر النعيمي                   حفظه الله                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: تسلمت اليوم خطاباً من مدير جامعة قطر ورئيس لجنة ترشيحات أعضاء هيئة التدريس الأستاذ الدكتور إبراهيم صالح النُعيمي يقول فيه أن أوراقي قد أحيلت على القسم المختص للنظر فيها. ولمّا رأيت أن اسمه النُعيمي قررت الاتصال بكم لتشفعوا شفاعة حسنة لقبولي للتدريس في جامعة قطر فاختصاصي في الاستشراق يكاد يكون نادراً وإن كان يدرس أحياناً جزءاً من الثقافة الإسلامية لكنه يحتاج إلى عناية خاصة. حاولت الاتصال بك هاتفياً ولكني وجدت الرقمين ليسا في الخدمة فأرجو أن تصلك هذه الرسالة وأن تتخذ حيالها ما يلزم. كما أود أن أطمئن على انتهائك من بحث الدكتوراه راجياً أن يكلل الله عز وجل جهودك بالتوفيق والنجاح. وتقبلوا تحياتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 10ذو القعدة 1419. 27فبراير 1999م.                                                                              أخوكم                                                                         د. مازن مطبقاني

من رسائلي الشخصية لأستاذي الدكتور قاسم السامرائي

                                         بسم الله الرحمن الرحيم  أستاذي الجليل الدكتور قاسم السامرائي                حفظه الله ورعاه         السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:         سبقتني وأنت السبّاق دوماً فسألت عنّي، وأدّعي أنني مشغول، و لا ينبغي أن ينشغل الإنسان عمّن أحب. أسرعت إلى الاتصال بك وفرحت بسماع صوتك ولم أستطع أن أقول كثيراً في المكالمة ولا أستطيع أن أتحدث في الرسالة. ولا يمكن أن يقول المبتلي غير (إنّا لله وإنّا إليه راجعون) و(حسبي الله ونعم الوكيل)         قدّمت في جازان محاضرة بعنوان (الأدب العربي الحديث في الكتابات الاستشراقية) وقد لاقت قبولاً من جمهور النادي سوى بعض الحداثيين الذين يبدو أنني آلمتهم قليلاً أو أوجعتهم بذكري اهتمام المستشرقين برموزهم.         غداً لي في تبوك محاضرة حول المؤتمرات الاستشراقية حول الإسلام والمسلمين ولولا كلفة البريد لأرسلت المحاضرتين لاطلاعك ، ولكني أرسل واحدة ثم أبعث بالأخرى فيما بعد إن شاء الله .         أنتظر أن يطبع لي نادي المدينة المنورة كتاباً وكذلك نادي أبها الأدبي. أفكر في تقديم تصور عن إنشاء كلية للدراسات الأور

وصحبة ماجد أو غير ماجد - من أروقة المؤتمرات

يقول المثل العامي (معرفة الرجال غنيمة) وأود أن أضيف (معرفة الناس تجارة) والشافعي جعل صحبة ماجد أحد فوائد السفر  الخمس، وهناك من جعلها سبع، ولكن هاهي الخمس: تغرب عن الأوطان في طلب العلا           وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هم واكتساب معيشة      وعلم وآداب وصحبة مـــــــاجد وفي أحد المقالات التي تقدم نصائح لمن يحضر المؤتمرات أن يكون الباحث أو الأستاذ جريئاً في الحرص على التعرف على الآخرين فهم قد جاؤوا لمثل هذا الهدف. وعلى الرغم مما أجده في نفسي من خجل في التعرف إلى الآخرين وبخاصة حين أكون الوحيد من جامعتي أو من العالم العربي فأضطر إلى المشي وحيداً وإلى الجلوس في صالة الطعام وحيداً حتى يشاركني غيري. ولكن أجد نفسي جريئاً في مواقف أخرى، ففي أحد المؤتمرات كانت هناك نزهة بحرية أو نهرية وجلست مع زوجتي وكان بالقرب منّا طاولة يجلس إليها عدد من الأساتذة الأمريكيين فسمعت طرف الحديث وكان يهمني فقمت إليهم وقلت إن ما تتحدثون به هو جزء من اختصاصي فهل تسمحون لي بالاشتراك معكم؟ وقدمت نفسي ورحبوا وكان حديثاً شيقاً وتبادلت بطاقات الزيارة مع عدد منهم. وفي هذ المؤتمر تعرفت إلى عدد من الأس

قناة الحياة والحرب المعلنة على الإسلام

كتب إحدى عضوات منتدى طالبات وطلاب جامعة الإمام موضوعاً تحت العنوان المذكور أعلاه ما يأتي:      "كنت ليلة أمس أتابع على أحد القنوات الأوربية برنامجاً يتحدث عن المجازر التي ارتكبها ردوفان كارديتش الصربي وعندما انتهى البرنامج تجولت على بعض القنوات لكنني كنت أمر على قناة الحياة ولا اتوقف عندها منذ زمن ولكنني بالأمس رأيت قساً يهاجم الإسلام ونبي الإسلام ويسخر منه ومن رسالته، ومن أين من مصر.       تعجبت كثيراً كيف يسمح لهذا في بلد الإسلام أن يتطاول على الإسلام ونبي الإسلام وهو بيننا وتعلن المقاطعات والحملات على الدنماركيين وهم عنا بعداء،أين المسلمون في مصر عن هذا القس وعن هذه القناة؟ حقاً بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً"       فكتبت معلقاً على الموضوع ما يأتي:       ولكن إلى متى نبقى ضعفاء؟ إن العلاقة بين الحكومات العربية وشعوبها علاقات خوف وخوف وخوف. تزعم الحكومات أنها تخاف المتطرفين وتملأ السجون بكل من ينبس ببنت شفة تمس النظام، وهكذا نبقى ضعفاء. قال أحدهم لمسؤول أمريكي أنتم لا تريدون لنا أن نتحرر وأن تصبح للشعوب العربية كلمة عند حكوماتها وتلك ليست مسؤوليتكم ب

المبحث الثالث تحليل لبعض النماذج من الكتابات المحاربة للإسلام

من الصعب على الباحث أن يحصي الكتابات التي ظهرت في السنوات الأخيرة وبخاصة بعد التفجيرات التي هزت الرياض والخبر وغيرها من المدن السعودية أو التفجيرات التي هزت لندن ومدريد وغيرها من عواصم العالم التي انطلقت تحارب الإرهاب. ولكن يمكن تقديم بعض النماذج لهذه الكتابات. وقد تكون النماذج محدودة لطبيعة بحث يقدم في مؤتمر لا يتيح للباحث سوى دقائق معدودة. وتتنوع هذه الكتابات بين إعجاب شديد بالحضارة الغربية حتى لا ترى حضارة سواها في العالم، أو تتناول المواجهة المزعومة أو الحقيقية مع الغرب فتعلي من شأن القوة المادية للغرب بعامة ولأمريكا بصفة خاصة فترى أن أي تفكير في المواجهة ليس لها أي مبرر بل هي من الخرافة. كما تتناول هذه الكتابات الحديث عن الإسلاميين ومواقفهم من الإبداع والتجديد وتصفهم بالتقليديين. وتتسم هذه الكتابات بكثير من أساليب الشتم والقدح والذم فتطلق على أصحاب الاتجاه الإسلامي بـ "الإسلاموي" وتصفهم بالتحجر والجهل. وتسخر من أي دعوة لتطبيق الإسلام في واقع الحياة أو مبدأ أو مقولة (الإسلام هو الحل) وفيما يأتي بعض هذه النماذج: ·        مصطلحات في سبيل محاربة الإرهاب لاحظت من