المشاركات

النوادي الأدبية والاحتكار غير المنطقي

صورة
          بعد أن حصلت على الدكتوراة بمدة قمت بكتابة رسالة إلى رؤساء الأندية الأدبية في جدة ومكة المكرمة والرياض الطائف وجيزان أعرض عليهم رغبتي في إلقاء محاضرات عامة لديهم لأسد يداً لبلادي عليّ التي وفرت لي فرصة التعليم والبحث اختار النادي الأدبي بالرياض ونادي جيزان الموضوع نفسه، ولكن كان نادي جيزان أسبق فذهبت لجيزان وألقيت المحاضرة البحث (الأدب العربي الحديث في كتابات المستشرقين) ولو كانت العقول أكثر تفتحاً فما الذي يمنع أن تلقى المحاضرة ذاتها في المكانين وقد عرفت أن المحاضر الغربي يزور الولايات المتحدة الأمريكية ينتقل من مكان إلى مكان لإلقاء محاضرة واحدة، فهل نحن أذكى منهم إو إن عقولنا متحجرة فعلاً؟ فالمستشرق راينهارد شولتز قد محاضرة في جامعة برنستون وانتقل بعدها إلى عدة جامعات قدم المحاضرة نفسها، وبرنارد لويس قدم محاضرة في مكتبة الكونجرس ثم نشرها في مجلة النيوريببلكان أو غيرها وقد المحاضرة نفسها في عدة أماكن وتقاضى الأجرة عدة مرات. ومن ذكرياتي في المحاضرات العامة أنني دعيت لحضور ندوة الإعلام في الحج في مكة المكرمة فلقيت الدكتور إسماعيل البشري فسألته هل لك علاقة بالنادي الأد

حوار قبل سفري إلى تونس عام 1409هـ(1989م)

 قال: تشكو الفقر وتسافر قلت: ما شكوت قال: تريد أن تفتخر أنك ألقيت محاضرة في تونس قلت: هل شققت عن صدري وعرفت هذا؟ قال:لا قلت: صدقت وإني مفتخر أن توجه إليّ الدعوة من تونس ومن الجزائر ومن المغرب ومن ألمانيا. قال: أولادك يحتاجون هذا المال الذي تنفقه في السفر قلت: أولادي سيرزقهم "الرزاق ذو القوة المتين" قال: أنت كاسبهم وتضيع أموالهم قلت: بل إني أنفق ما أنفق من أجلهم قال: هذا فهم عجيب قلت: ليعلموا ويتعلموا الإتقان ، وليتعلموا الإصرار قال: لا أفهم ما تقول يتقنون ماذا ويصرون على ماذا؟ قلت: تعلم أنني بدأت أتعلم في سن متأخر فكان لا بد من إدراك الافلة وهذا يحتاج إلى جهد وتضحية واستمر الحوار قليلاً وقال في نهايته أنت تسخر بنا يالك من مناور  ولا أحد يفهم ويعرف إلاّ أنت. قلت: ليس في الأمر مناورة لقد اخترت طريقي في الحياة وأنا أسير والحمد الله في خطى ثابتة ولا أتدخل في حياة أحد. قال: نحن نحبك ولا نريد أن ينتقدك الآخر قلت: لو سملت من نقدكم الهدّام وتجريحكم لاسترحت قال: أنت  لا تريد أن تفهمنا وتصدق حسن نياتنا نحوك قلت: تزعمون حسن نياتكم وليس أحد سواكم ذو نية حسن، قال: نحن نحسن الظن بك. قلت: و

من عوائق البحث العلمي

  يا له من أمر مؤرق هذا الذي يطلقون عليه البحث العلمي!! وهو أيضاً عمل ممتع وجميل ولذيذ إن عشقه الإنسان، فلن يستطيع تركه أو التخلي عنه مهما كانت الظروف. ولكن حتى يصبح البحث العلمي في وضع مناسب يجب أن نبحث في نتائج الدراسات والبحوث والإحصاءات التي قدمها الباحثون وأكدوا فيها تخلفنا في مجال البحث العلمي. ولعل من أول علامات التخلف في هذا المجال أن ما ينفق من ميزانيات الدول العربية والإسلامية أو دول العالم الثالث (ونحن منها) على البحث العلمي إنما هو النزر اليسير واليسير جداً، فالأرقام التي يمكن أن تذكر مخجلة. نحن بحاجة ماسة إلى أن نفكر بجد كيف نزيد الإنفاق في هذا المجال. وقد حفل تاريخ هذه الأمة بالأمثلة على الإنفاق على البحث العلمي، ويحضرني في هذا المجال ما فعله أحد حكّام المسلمين الذي دعا ابن خلدون ليقيم في قصر من قصوره مكفول الرزق هو وأهله ليتفرغ لإنجاز سفره الضخم المقدمة ثم التاريخ. أين نحن من مثل هذه الأمثلة؟ ومن أوجه الإنفاق على البحث العلمي مكافأة الباحثين بالجوائز والحوافز، وقد كتب أحد الأساتذة عن الجوائز في العالم العربي أنها لا تعطى للباحثين والعلماء إلاّ عندما يكبرون في السن ول

الأستاذ الجامعي ودوره في المجتمع

  يتعرض الأستاذ الجامعي بين الحين والآخر لأنواع من الهجوم ومنها أنه يعيش في برجه العاجي بعيداً عن مشكلات المجتمع وقضاياه وهمومه، أو أنه لا يحاول نشر علمه خارج أسوار الجامعة. ومن الانتقادات الموجهة للأستاذ الجامعي أنه حينما يشارك في الكتابة الصحفية يشغل نفسه بالمشكلات اليومية مثل المرور والشوارع والمجاري والبلديات ويترك القضايا التي تخصص فيها، كما كان انتقاد عبد الله أبو السمح للدكتور أحمد حسن فتيحي الذي كتب عدة مرات حول قضايا العالم الإسلامي مثل الشيشان وكوسوفا والبوسنة والهرسك وقضية فلسطين بدلاً من الانشغال في الكتابة في مجال تخصصه في الطب. فما مدى صحة هذه الاتهامات وكيف للأستاذ الجامعي أن يشارك في الاهتمام بمشكلات مجتمعه فيحصل على فرصة في المنابر الفكرية والثقافية في بلاده للمشاركة بعلمه أو يدافع عن نفسه في مواجهة هذه الاتهامات؟ نبدأ أولاً بانتقاد الأستاذ الجامعي إذا كتب في الصحافة فعليه الالتزام بتخصصه فنقول إن الكتابة الصحفية موهبة ولا يمتلك هذه الموهبة كل أستاذ جامعي؛ ولذلك فإذا امتلك الأستاذ ناصية المقالة الصحفية فإنما هو مواطن يهمه ما يهم إخوانه من المواطنين فعليه أن يشارك ب

أسبوع التعليم العالم والدراسات العليا

  ذكرت في مقالة سابقة بأن واشنطن العاصمة ليست عاصمة سياسية فحسب بل هي مدينة عليمة لكثرة ما فيها من معاهد وجامعات ومراكز بحوث، كما إن الفرصة فيها لإتمام الدراسة الجامعية والدراسات العليا كثيرة جداً. ولعل ذلك لمواجهة احتياجات الأعداد الكبيرة من الموظفين الحكوميين الراغبين في الدراسة. وقد أدركت جامعاتنا هذه الاحتياجات في مجتمع يسعى إلى النمو التطور ففتحت مجال الانتساب وبخاصة جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وكانت جامعة الملك سعود رائدة في هذا المجال حيث بدأت الدراسة بالانتساب قبل أكثر من ثلاثين سنة. ولكن الانتساب في الغالب هو لدراسة المرحلة الجامعية الأولى أي مرحلة البكالوريوس أو الليسانس. أما الدراسات العليا فلها شأن آخر. وهو ما أود الحديث عنه في هذه المقالة. لقد لاحظت أن جامعاتنا التي تفتح المجال للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراة) تجد أحياناً صعوبة في الحصول على العدد المناسب من الطلاب مع أن الحد الأدنى للدراسات العليا هو خمسة . وفي بعض الأحيان تبدأ الدراسة بخمس ثم يتقلص العدد إلى أربعة أو ثلاثة. فلماذا هذا العزوف عن الدراسات الع

العلاقة بين التعليم العالي والبحث العلمي

          تابعت باهتمام مقالات الدكتور عبد القادر طاش في هذه الصحيفة عن زياراته للصين الوطنية وكوريا واندونيسيا. وقد لفت انتباهي ما كتبه عن النهضة العلمية التي تعيشها الصين منذ أكثر من أربعين سنة وبخاصة ما تخصصه الصين في ميزانيتها للبحث العلمي، ولعل ما ينطبق على الصين ينطبق على كوريا الجنوبية أيضا. ثم كانت مقالته عن أندونيسية وصناعة الطائرات. وقد أكدّ الدكتور عبد القادر على أن نجاح اندونيسيا في صناعة الطائرات هو أحد النتائج البارزة لاهتمامها بالبحث العلمي.      وللبحث العلمي بداية متميزة رائدها وبطلها الحقيقي البروفسور بحر الدين حبيبي والرئيس الاندونيسي سوهارتو الذي قدّم للبروفسور حبيبي كلّ دعم وتأييد. فقد تحدت البروفسور حبيبي في الأمسية التي دعا إليها البنك الإسلامي للتنمية للتوقيع بالأحرف الأولى على إنشاء " المنتدى الإسلامي العالمي للعلوم والتقنية وتنمية الموارد البشرية" وفي هذه الأمسية تناول البروفسور حبيبي ما يزعمه الأعداء بأن الإسلام وتعاليمه تقف عائقاً أما التقدم وضد الإنتاجية والإبداع". فكان مما قاله بأن "العكس هو الصحيح فتعاليم الإسلام تحض على التقدم الع

الاستغراب في الدراسات العربية المعاصرة أحمد دومة (الجزائر)

    بسم الله الرحمن الرحيم   الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد فإنّ الإسلام دين الله تعالى الذي بعث به رسله وأنزل به كتبه، لهداية عباده وصلاحهم في معاشهم وسعادتهم في معادهم، والدعوة إلى هذا الدين القويم هي الأصل والأساس في التعامل مع الذين لم يدِينوا به ولم يدخلوا تحت نَسبه، فهي المحدّد الأصيل والوظيفة ذات الأولويّة في علاقة المسلمين بغيرهم، وما سوى ذلك من أحكام تحكم العلاقة أو تلزم المسلم بموقف تجاه المخالف فهي إنّما تنبع عن موقف الآخرين من الدعوة إلى الإسلام بعد بذل الجهد في عرضها وبيانها على وجهٍ تقوم به الحجّة وينقطع العذر ويَكشف الشبهات، فالإسلام هو هدايةٌ قبل أن يكون براءةً ومفاصلةً، وهو دين الله تعالى لجميع عباده قبل أن يكون هويّةً خاصّةً لمناطق جغرافيّة تتمايز بها عن غيرها. وبناءاً على هذا فإنّ جعلَ الدعوة إلى الإسلام هي الأولويّةَ في التعامل مع الغرب وتحديد العلاقة معه لا بد أن يكون هو الهاجس والاهتمام الحاضر في الضمير الإسلاميّ دائماً، وأن لا تطغى المحدّدات الأخرى وإفرازات الوقائع التاريخيّة والأحداث المعاصرة على هذا الواج