المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٦

من الذاكرة (المخرومة) ما أبشع الظلم

كانت الكلية بعد أن عدت إلى المدينة المنورة وأسندت الإشراف للدكتور محمد خليفة حسن أحمد وكان رجلاً طيباً ومشرفاً متميزاً علمياً وخُلُقيا. واشترطوا عليّ أن أكتب تعهداً بأن ألتزم النظام والطاعة، فما كان أمامي سوى التوقيع وكنت الوحيد الذي وقّعت مثل ذلك التعهد. وكان من طيبتهم (هو حقّي) أنهم لم يحتسبوا المدة التي كُنتُ فيها منفياً إلى الرياض بقرار تعسفي (صدر القرار يوم 15 من الشهر وكان عليّ أن أكون في الرياض بعد يومين، فاضطررت للسفر إلى الرياض وبقيت أسرتي في المدينة المنورة وعانى أبنائي من ظلم القريب قبل البعيد. وفي ذات يوم كنت مسافراً إلى الرياض بسيارتي فصحبني في الطريق مهندس مصري (مهندس زراعي ولكنه تحوّل إلى مهندس طرق) فسألته حينما تسافر من يعتني بأسرتك؟ فقال نحن مجموعة من الإخوة المصريين (...) عندما يسافر أحدنا أو يغيب عن بيته لأي سبب يتكفل أحدنا بإيصال الأولاد إلى المدارس، ويتكفل آخر بمستلزمات البيت وآخر بالعلاج والمستشفى، فقلت بارك الله في أخوتكم والله لإنها أفضل من بعض أخوة النسب والقرابة. وحين طلبت تمديداً وافق القسم على التمديد مدة سنة لأنه كان التمديد الأول ولما انتقل الموضوع إ

القراءة الخاطئة لتاريخنا

بسم الله الرحمن الرحيم                                       عرضت إحدى القنوات الفضائية مسرحية هزلية للفنان المشهور دريد لحّام (غوّار) وقد جاء في بعض حواراتها أن ذكر أحد الممثلين التاريخ الإسلامي فجاء الرد على لسان الشخصية التي يمثلها دريد لحام بأن تاريخنا أسود مليء بالقتل والتعذيب. فقلت إن هذه مسرحية هزلية لا تستحق التعليق عليها، وأضفت ومن يأخذ بكلام الممثلين؟  ومرت شهور فإذ بكاتبة تكتب في مجلة أسبوعية مشهورة تكتب عمّا سمته فضائع التاريخ العربي الإسلامي. فلم تختر من التاريخ الإسلامي سوى بعض صور الاضطهاد الفكري والاستبداد والظلم. وكتبت مقالتين في هذا الموضوع خصت الحجاج بن يوسف الثقفي بجزء كبير مما كتبت. ودار حديث بيني وبين قريب لي عن التاريخ الإسلامي فقال لماذا كل هذا الفخر بالتاريخ الإسلامي فتاريخنا مليء بالأشياء المحزنة من قتل وتعذيب ومصادرة للرأي وتكميم للأفواه وهذا الإمام الفلاني وذاك الإمام وغيرهما تعرضوا لأنواع من التعذيب والعنت. وبعد أن انتهت الكاتبة من سلسلة مقالاتها حول التاريخ الإسلامي إذ بها تبحث في تاريخ السود أو الشعراء السود البشرة فتكتب عن معاناتهم وما تعرضوا

يوم بلا تلفاز

         بسم الله الرحمن الرحيم                           يعد عالم الاجتماع والفيلسوف الأمريكي إيرك فرام من أبزر العلماء الغربيين الذين انتقدوا المجتمعات الغربية في العصر الحاضر. ومن بين أبرز كتبه ( المجتمع العاقل) Sane Society وقد تناول في هذا الكتاب تفكك الروابط الاجتماعية في المجتمعات الغربية. وتناول تأثير التلفزيون على التفكير وعلى السلوك. وقد قام بتجربة مع عدد من طلابه وهي أن يمتنعوا اختيارياً عن مشاهدة التلفزيون لعدد من الساعات. وكانت نتائج هذه التجربة عجيبة حيث ذكر البعض منهم أنهم وجدوا صعوبة كبيرة في تمضية الوقت الذي حُدّد للتجربة، بينما قال البعض الآخر أنهم أصيبوا بالملل والضجر . في حين أن الفريق الثالث وجد متعة في الامتناع عن التلفزيون وشغلوا وقتهم في القراءة وفي غير ذلك من الأعمال الاجتماعية المفيدة التي حُرموا منها بسبب الإدمان على التلفزيون. وقد كتب الدكتور عبد القادر طاش ذات مرة عن مثل هذا الموضوع كما كتب عنه الأستاذ مشعل السديري وتساءل الكاتبان كيف تكون حياتنا بدون هذا الجهاز؟ هل يمكننا الاستغناء عنه؟ وهذا يعني أن هذا الموضوع يستحق الاهتمام والبحث فيه. فهل لدينا

قضية مطروحة للنقاش عزوف الشباب عن قراءة كتب التراث

نعم يعزف الشباب عن التراث؛ حينما يتولى منابر التوجيه في عالمنا- اليوم- أمثال كمال أبو ديب!! نحن لانهتم بالتراث الاهتمام الكافي!!      يقول الدكتور مازن صلاح مطبقاني؛ الأستاذ المساعد في كلية الدعوة في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المدينة المنورة، والكاتب المعروف: *وجه إلي أخي العزيز الدكتور محمد يعقوب تركستاني سؤالا حول عزوف الشباب عن الاهتمام بكتب التراث. وحين فكرت في الإجابة تذكرت قصاصة تحمل إجابة لكاتب حداثي؛ هو (كمال أبو ديب) الذي يعمل أستاذا للأدب العربي بجامعة لندن حول هذا السؤال. وكان هذا في فقرة ثقافة وفن  بهذه الصحيفة العدد 11324 الصادر في 21 شوال 1414هـ.     حيث قال فيه: "أعتقد أن التراث قائم في حياتنا في وضع متزن، أما حين يتجاوز الأمر ذلك ليصبح هما شاغلا فإن ذلك يمثل حالة مرضية تماما، والخطورة في مثل هذه الحالة أن التراث يصبح ألعوبة؛ بمعنى أن كل ذي مرض يريد أن يبحث له عن شفاء له فيما يسميه التراث؛ والمشكلة الأساسية هي أن التراث ليس متجانسا ، نحن لانملك تراثا كاملا لأنه مليء بالإشكاليات والمشكلات والتناقضات…". فهل نحن حقا نهتم بالتراث الاه

وقفات : موضوعات شتّى

      يجد الكاتب بين يديه بين الحين والآخر مجموعة من القضايا التي قد تكون منزوية في صفحات الصحف أو المحلات أو يسمع تعليقا في برنامج أو إذاعة أو يشاهد منظرا في التلفاز فيلتقط ذلك بحسه الكتابي وإليك أخي القارئ بعض هذه الفرائد. تعويضات أمريكا لقاء أفلامها وإنتاجها السينمائي:     طالبت أمريكا بمبلغ يقدر بمائتي مليون دولار لقاء حقوق فكرية أو أدبية عن أفلام ومسلسلات بثتها وسائل الإعلام المصرية . صحيح انني لم أقرأ تفاصيل الخبر ولكن هذا العنوان أثار في نفسي عددا من التساؤلات منها: هل كانت مصر في حاجة لكل هذه الأفلام الأمريكية؟ وهل كانت هذه لأفلام لتقدم للمصريين ومن يشاهدون التلفاز المصري – إلا القيم المادية الغربية؟ وتساءلت أيضا هل نسيت امريكا آلاف المصريين الذين يعملون في شتى المجالات فيها وبخاصة في مجالي الطب والهندسة ومصر قد انفقت أضعاف المبلغ الذي طلبته أمريكا في تعليم هؤلاء الذين تلقتهم أمريكا مجانا. لاشك أن هؤلاء الهاربين لم يجدوا الفرصة في بلادهم ووجدوا أفضل منها في امريكا والغرب وهكذا فامريكا هي المدينة وليست الدائنة . ثم ان عرض الفكر والثقافة الامريكية وفر على الامريكان جهودا

الغرب والحركات الإسلامية

      جاءني صحافي شاب اطلع على بعض كتاباتي المتواضعة عن الاستشراق والتنصير ومعه مجموعة من الأسئلة يريد إجراء لقاء صحافي في إحدى صحفنا المحلية، فنصحته أن يبحث له عن فنان او لاعب كرة، أو كاتب من الذين تحتفي بهم تلك الصحف التي يتعاون معها هذا الصحافي ولكنه أصر على تقديم الأسئلة وطلب إلي الإجابة عنها وأضاف بأنه يريد الإجابة بإسهاب. وأحمد الله عزوجل أن مكنني من الكتابة في الموضوعات التي طلبها. ومضى الشهر والشهران واللقاء لاينشر فهل أضيع جهد هذا الصحافي وجهدي؟        لذا قررت أن أجعل من موضوعات أسئلته مقالات لهذه الزاوية، والصحافي الشاب هو الأخ (الابن) اسماعيل فتح الله. وكان أحد أسئلته: لماذا يهتم الغرب بدراسة أحوال الجماعات الإسلامية؟ وكانت الاجابة:       ان اهتمام الغرب بدراسة الجماعات الإسلامية يعود إلى حركات التحرر التي ظهرت في العالم الإسلامي ضد الاحتلال الأوروبي حيث أن الذين قادوا الجهاد هم الجماعات  الإسلامية ، ولعل من أقدم الكتب التي صدرت في هذا المجال كتاب وجهة العالم الإسلامي  الذي ألفه المستشرق هاملتون جب وآخرون حيث ركزوا فيه على الجماعات الإسلامية التي عملت على الدعوة إ

تلخيص كتاب: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية للدكتور: قاسم السامرائي

مقدمة للدكتور: مازن مطبقاني اعداد الطالبة: نجاة محمود حمد المادحون والقادحون للاستشراق يلتقون في نقطتين: 1- الاستشراق انبثق من أفكار تبشيرية تهدف لمهاجمة الإسلام من داخلة. 2- المستشرقون كانوا أساتذة بارعين في التحقيق والتدقيق والغوص في التراث. هذا ما ذكره عبدا لعزيز الرفاعي في تقديمة للكتاب. وتحدث عن خطورة الاستشراق وانعكاس آثارها على السياسة والاجتماع والحركة الفكرية؛ بل على الحياة العربية والإسلامية حتى اختلط الحق بالباطل واجج بلبلة فكرية واجتماعية. ما الطريق إذا لدفع خطرها؟ يقول: بأن نعرف حقيقة الاستشراق وحقيقة المذاهب التي يقذفها...والعلاج لن يكون الا بالتمسك بالكتاب والسنة (1). يقسم المؤلف الكتاب الى ثلاثة فصول: الفصل الأول: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية يذكر فيه أن الكتابات الاستشراقية نوعان: 1-نوع محلي لا يصل الى العالم الخارجي. 2-نوع للتصدير؛ يغلب عليه سمت العلمية المجردة المفتعلة. يتجنبون فيه البحث العلمي الذي يفرض على الكاتب الأمانة: امانة الضمير، وتثبيت الخبر، والنقل الحق. فرسخوا الصور والمفاهيم المشوهة. وهذا سائد في الإعلام عندهم؛ في مح

من كتاب الدكتور محمد إلهامي: نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب

د .ما زن مطبقاني ليس للدكتور مازن مطبقاني كتاب مفرد في شأن علم الاستغراب، لكنه من أكثر من اهتموا به في عالمنا الإسلامي، إن لم يكن أكثرهم على الإطلاق، حتى أكثر من حسن حنفي نفسه صاحب صيحة البدء إذا وافقنا على هذا. وقد تناول د .مازن هذا الموضوع في عديد من كتبه، ويسيطر على جانب ضخم من حواراته  ومن أهم ما كتبه في هذا الشأن ، ومقالاته ومشروعاته التي لم يكتب لها النجاح بعد للأسف الشديد ،  وهو ثلاثة أقسام، استعرض في القسم الأول موضوع علم الاستغراب تحت 6" كتابه "الغرب من الداخل عنوان "المعرفة بالآخر"، ثم استعرض في القسم الثاني ظواهر اجتماعية غربية كجوانب سلبية، واستعرض في القسم الثالث جوانب إيجابية في الغرب من خلال نماذج لمؤسسات بحثية مثل راند والمجتمع المفتوح ونماذج للتسهيل والتيسير في البحث العلمي .فجعل القسمين الثاني والثالث كمثال تطبيقي سريع ومختصر على ضرورة دراسة الغرب المطروحة في القسم الأول. وقد استثمر د .مازن رحلاته المتكررة إلى الغرب، سواء للدراسة أو للمؤتمرات العلمية، في رصد ومتابعة الدراسات الشرقية في الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية الغربية، واستخرج من هذه ا

ما كتبه الأستاذ عادل بن بوزيد عيساوي

ص 90 ونذكر هنا محاولات أخرى نادى بها الدكتور مازن مطبقاني مبكراً في الوسط الأكاديمي السعودي والعربي، ولكن الرجل خذله أهله قبل غير هم ..فكانت أفكاره وإن لقيت الرواج في الأوساط الثقافية إلا أنها لم تلق القبول في الأوساط السياسية مما أفقدها الاستمرارية، لأن مركز الثقل في فكر الرجل ورؤيته هو نقل وترجمة المادة التنظيرية إلى المجال المؤسساتي، ولما عطل هذا الجانب تعطل المشروع  . 106 والثاني مازن صلاح مطبقاني وهو إسلامي التوجه والنزعة متخصص في نقد المذاهب الاستشراقية له الفضل في تأسيس شعب دراسة الاستشراق في العديد من الجامعات السعودية.( لم أؤسس أي شعبة وإنما كنت أول من حصل على الدكتوراه في الاستشراق من كلية الدعوة وأول من نشر رسالته للدكتوراه وكتابات أخرى) ـــ ثانيا: نموذج مازن صلاح المطبقاني :    إذا أردت أن تعرف قيمة التخصص كفكرة مثمرة بين أبناء التيار الإسلامي المعاصر، فيكفي أن تنظر إلى الدكتور محمد مازن مطبقاني (محمد ابني) يندرج اسم الرجل ضمن المتخصصين في دراسة الاستشراق المعاصر والمتابعين لمنحنياته وإنتاجه المعرفي في الغرب، وكتابات ناقديه في الشرق، وكان كاتبا للعديد من الدر