المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٨

فيا فوز المستغفرين وليس الشاذيّن

       عبارات طالما طرقت مسمعي في خطب الجمعة ينهي بها الخطيب الخطبة الأولى "فيا فوز المستغفرين استغفروا الله" فالعبارة فيها إخبار وطلب، إخبار على أن المستغفرين هم الفائزون. يفوزون بماذا (ورضوان من الله أكبر) ليست المادة هي مقياس الفوز وليست الدنيا ونعيمها ومناصبها بل رضوان الله سبحانه وتعالى. وفي العبارة طلب وحث على الاستغفار، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة. نعم هذا هو الفوز والفلاح.         أمّا لماذا تذكرت هذه العبارة فهو الملف الذي أعدته مجلة" الإصلاح " بعنوان "الغرب بين الانهيار والانبهار" في عددها رقم 262 الصادر في 27/5/1414هـ حيث خصصت جزءاً منه للشاذين جنسياً وعنونت ذلك " يوم يصبح المنكر معروفاً" فقد فاز الشاذون هناك. نعم فاز الشاذون فوزاً ساحقاً. فمنذ آلاف السنين والبشرية تنظر إلى الشذوذ الجنسي (اللواط والسحاق) على أنه مخالفة للفطرة وتنكب عن طريق الحق وفحش ودناءة فما هذا الفوز الذي حققه الشاذون؟           هل نبدأ بقمة فوزهم أو أقله شأنا؟ إن الأمم تجعل أعيادها القومية للاحتفاء بإنجاز ذ

دعم إسرائيل في امتلاك أسلحة الدمار الشامل:

ومن مظاهر سكوت الغرب عن أسلحة الدمار الشامل في إسرائيل أن مصنع "نيس زيونا" للأسلحة الكيميائية والبيولوجية في إسرائيل ينتج 43 نوعاً من الأسلحة الفتاكة، وأضافت أن 120 عالماً و180 عاملاً يعملون في هذا المصنع الذي يضم معهداً علمياً سرياً به مختبرات ومعامل للتجارب ويدار بوساطة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مباشرة ( [1] ).         وعند الرجوع لموقع هيئة الإذاعة البريطانية حول الأسلحة النووية الإسرائيلية وترسانتها الضخمة من هذا السلاح نجد آلاف الصفحات التي تتحدث بوضوح، حتى إن هذه الإذاعة أعدت استطلاعاً عن هذه الأسلحة وأجرت لقاءات مع عدد من المسؤولين اليهود في الموضوع ومنهم رئيس الوزراء السابق أريال شارون، وعندما سألته عن المواطن الإسرائيلي الذي كشف عن هذه الأسلحة وما تعرض له من عقوبة في إسرائيل كانت إجابات شارون بعيدة عن أدب الحوار إن لم تكن وقحة. ()         أمام كل هذه الحقائق عن موقف الغرب من الإسلام والمسلمين أتينا إلى زمن زعموا أن الإسلام هو الذي يخيف الغرب وظهر في أوروبا وأمريكا مرضاً نفسياًَ اسمه الخوف من الإسلام Islam phobia حتى عقدت مئات الندوات والمؤتمرات لتدرس ما

أحمد محمد جمال رحمه الله (وغاب نجم طالما تلألأ)

أمسكت بالجريدة يوم الاثنين أول أيام عيد الأضحى عام 1413هـ وتركت الصفحة الأولى لأقرأ مقالة أستاذي الحبيب الشيخ أحمد محمد جمال فوجدت العنوان هو العنوان ولكن كاتباً آخر قد كتب المقالة... وإذ هو رئيس التحرير نفسه الأستاذ أسامة السباعي ينعي الشيخ أحمد جمال بأسلوب بليغ مؤثر، لقد أذهلني الخبر وآلمني، أليس مما يؤلم أن نفقد أستاذنا الجليل ونحن لا زلنا ننهل من علمه ونتعلم من قلمه وقلبه.... فقرأت المقالة وأعدت القراءة مرات لا أكاد أصدق ما أقراً وسكت ذلك القلب الكبير، أخفق القلب الكبير عن العمل فرحل عن دنيانا الفانية عالم جليل قدير وفي تلك اللحظات الصعبة تتداعي الذكريات والأحداث فإذا أنا في عام 1394هـ يوم كانت جامعة الملك عبد العزيز ذات شطرين (وثلاثة فالثالث في المدينة المنورة) أحدها في مكة المكرمة والثاني في جدة. وكنت منتسباً لقسم التاريخ وكان من ضمن المنهج المقرر مادة الثقافة الإسلامية التي كان يدرّسها الأستاذ أحمد محمد جمال وتذكرت سؤاله في الامتحان عن الشباب المسلم والمشكلات التي تواجهه في السلوك الإسلامي وما كتبه رحمه الله في كتابه من أفكار صادقة عظيمة وصريحة جداً تدعو الشباب أن لا يك

معالي الأستاذ الشيخ حسن محمد كتبي رحمه الله

تزخر بلادنا والحمد لله بالرجال العظام في العلم وفي الأدب وفي الفكر وفي الإصلاح. ونستطيع أن نفخر بهؤلاء الرجال الذين وقفوا كالطود الشامخ في وجه المد الشيوعي الذي اجتاح كثيراً من البلاد الإسلامي ابتداءً من الربع الأول من القرن الحالي (الماضي) حتى كان قاب قوسين أو أدنى من أرض الحرمين الشريفين. ولم تكن الشيوعية هي الخطر الوحيد فقط ظهر معها وقبلها دعوات ضالّة كثيرة منها العلمانية والصهيونية والقومية والوجودية والوطنية وغيرها. قد يرى بعضنا أن من أسباب تأخر تأثرنا بهذه التيارات الهدّامة تأخر الحركة التعليمية عندنا عنها في البلاد المجاورة آنذاك. ولن هناك سبب أخر قلما تحدثنا عنه ولم ألتفت إليه حقاً حتى يسّر الله عزّ وجل لي اللقاء بمعالي الشيخ حسن محمد كتبي الذي أدعو هنا إلى تكريمه وغيره من الروّاد الذين كانوا بعد الله السبب في جعلنا بمنجى من هذه التيارات التي حاولت بشتى الوسائل اقتحام بلادنا وفرض وجودها. فقد قيّض الله عز وجل لهذه البلاد رجالاً أفذاذا وعلماء أجلة عملوا في التصدي للمرجفين ومن هؤلاء الرجال الأفذاذ الذين نسيناهم أو كدنا الشيخ أحمد محمد باشميل والشيخ محمود الصواف والأستاذ م

الأزهر: وجهة نظر غربية.

         الأزهر قلعة من قلاع الإسلام الباسقة والعريقة وقد قدم على مدى تاريخه الطويل نماذج رائعة من العلماء العاملين، وكان قلعة للجهاد في وجه أعداء هذه الأمة ومن ذلك جهاده في وجه حملة نابليون على مصر، ولا يزال كذلك لولا أن بعض المعادين لهذا الدين يريدون لهذا الصرح العلمي الكبير أن يُفرغ من مضمونه، وأن تُلغى رسالته العظيمة بأساليب شتى. ولقد لفت انتباهي اهتمام المستشرقين بهذا الجامعة الكبيرة منذ مئات السنين فمنهم من حضر إليه مستطلعاً دارساً مثل المستشرق المجري إجناز جولدزيهر وماسنيون وغيرهما، ومنهم من هداه الله للإسلام بين شرفاته، ومنهم من جاءه متجسساً. وقد احتجت بعض المعلومات من إحدى السفارات الأجنبية في جدة قبل أعوام فإذ بالمسؤول الإعلامي والثقافي في تلك السفارة قد حصل على الدكتوراه من جامعة أمريكية حول الإصلاح في الأزهر من عام 1800حتى 1980م. فتأكد لي أن الباحثين الغربيين المتخصصين في الدراسات العربية والإسلامية يهتمون بكل شأن من شؤون المسلمين ولا شك أن الأزهر شأن خطير. ولمّا كان الأزهر قد تعرض في الأشهر الأخيرة لمحاولة جديدة للتدخل في مناهجه وسنوات الدراسة فيه بحجة تطويره كان

صحيح البخاري والشبكة الليبرالية

كتب أحدهم في منتدى الشبكة الليبرالية السعودية يسأل (هل صحيح أن البخاري مقدس كما قال الدكتور صابر طعيمة؟) وبدأ الليبراليون يخوضون في الموضوع في الغالب بغير علم مع وجود من يغار على دين الله ويفهم الحديث والإسلام الفهم الصحيح، لكني تمنيت أن يكون عندنا عالم بالحديث ليقول لهؤلاء لا تتكلموا بجهل وابحثوا عن المعرفة إن كنتم صادقين، ووجدت أنه من المناسب أن أدلي بدلوي فكتبت الأسطر الآتية وإليكموها، ومن يجد في نفسه القدر على تحمل الجهل والتطاول والقدرة على الرد أن يدخل ذلك المنتدى أو يشجع عالم حديث ليرد على هؤلاء أو يبصرهم: جميل أن يهتم المسلم بمصادر دينه ولكن الأجمل أن يتعلم وأن لا يخجل من التعلم، فلو تفضلتم بدعوة أستاذ في علم الحديث ليحدثكم عن علم الحديث وقبل ذلك كيف كان المسلمون يتلقون أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويحرصون على نقلها بدقة وأمانة ويعدون هذا أساساً من أسس دينهم، ثم لو نظرتم في أنه كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدون الأحاديث مثل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، واسم صحيفته (الصادقة) ولو عرفتم الموهبة التي أعطاها الله عز وجل لأبي هريرة رضي الله عنه

الليبراليون وسوء الأدب والجهل

  رأيت في منتدى الشبكة الليبرالية السعودية مشاركة لأحد الأعضاء يعلق فيها على مقالة للدكتور عبد الرحمن العشماوي يتناول فيها أسباب تخلف المسلمين ببعدهم عن الإسلام، فسلقوه بألسنة حداد و استهزؤوا به وبالدكتوراه التي يحملها وسخروا من الإسلام، فكتبت ما يأتي أرد عليه وإليكموه: أهكذا تناقش الأفكار؟ تركتم الموضوع الأساس وبدأتم تطعنون في الكاتب وتستهزئون به. إن القرآن الكريم ذكر قصة فرعون في سبع وستين موضعاً (67) في معظمها في سياقات سياسية مما يؤكد أن الإسلام ضد الدكتاتورية والاستبداد والطغيان. وذكر القرآن الأمانة والوفاء بالعهود والصدق في مئات المواضع وهذا أيضاً يؤكد أن هذه القيم ضرورية. وتحدث القرآن عن كرامة البشر (ولقد كرمنا بني آدم) إن البلاد التي تتمتع (!) بالدكتاتورية لا يمكن أن تنهض والبلاد التي يفقد فيها الفرد حريته وكرامته لا يمكن أن تصنع شيئاً حتى لو تحول الشعب كله إلى عمال سخرة كما كان في الاتحاد السوفيتي السابق. إن الابداع لا يمكن أن يتحقق في شعب يفقد مقومات الحياة الأساسية. إن الإسلام الذي لا يعجب بعضكم قادر على أن ينهض بالأمة ولكن أين المسلمين الصادقين المخلصين الأمناء والشجعان. عل

موقف الأوروبيين النصارى من قضايا المسلمين

        كنت أكتب مقالة أسبوعية لصحيفة المدينة المنورة في الفترة من عام 1412هـ حتى عام 1420 هـ تقريباً، وفي هذه الأثناء أعددت هذه المقالة حول بعض مواقف الأوروبيين من المسلمين وفيما يأتي هذه المواقف. موقف الأوروبيين المسيحيين:         كنت أبحث عن أبيات الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه التي قالها في غزوة مؤتة يتعجب من تردده فرجعت إلى كتاب الإسلام دين ودولة ونظام تأليف عبد الحي القمراني، فوجدته ينقل نصا من كتاب أحمد أمين يوم الإسلام ص:120 وفيه يقول أحمد أمين:       "الحق أن موقف الأوروبيين المسيحيين عجيب، فهم إذا علموا أن شعبا نصرانيا عُذّب أو أهين ثارت ثورتهم، أما إذا علموا أن المسلمين عُذّبوا وأهينوا لم تتحرك شعرة فيهم، خذ مثلا هذا الذي كان بين الأرمن والمسلمين فقد تعدى الأرمن على المسلمين وعذبوهم وقتلوهم فلم يتحرك الأوربيون لنصرتهم، تعدى المسلمون على الأرمن وعذبوهم وقتلوهم فثارت ثورة الأوربيين"اهـ         أليس هذا ما يحدث اليوم من الصرب المسيحيين؟ ألم تزل أوروبا تقف متفرجة على القصف بالمدفعية ينال المسلمين منذ أكثر من شهرين ولا نسمع إلا كلاما عن ا

اعترافات جاسوس

ملاحظة: وجدت هذه المقالة في مجلة الحديقة التي كان يصدرها محب الدين الخطيب رحمه الله في عدد ذي الحجة عام 1337هـ ندبت الحكومة الفرنسية في القرن الماضي المسيو ليون روش ليكون جاسوساً على الأمير عبد القادر الجزائري، وأوعزت له أن يتظاهر بالإسلام وأن يتوصل إلى أن يكون موضع ثقته ومحل أمانته. ففعل ذلك ونجح وأقام في ديار المسلمين ثلاثين عاماً تعلم في أثنائها اللغة العربية وفنونها والإسلام وعلومه، واختبر الأوطان الإسلامية المهمة: الجزائر، وتونس، ومصر، والحجاز والقسطنطينية. ثم ألف كتباً اسمه ( ثلاثون عاماً في الإسلام  قال فيه: "اعتنقت دين الإسلام زمناً طويلاً لأدخل عند الأمير عبد القادر دسيسة من قبل فرنسا، وقد نجحت في الحيلة فوثق بي الأمير وثوقاً تاماً واتخذني سكرتيراً له. فوجدت هذا الدين-الذي يعيبه الكثيرون منّا-أفضل دين عرفته، فهو دين إنساني طبيعي اقتصادي أدبي. ولم أذكر شيئاً من قوانيننا الوضعية إلاّ وجدته مشروعاً فيه. بل إنني عدت إلى الشريعة التي يسميها (جول سيمون) الشريعة الطبيعية فوجدتها كأنها أخذت عن الشريعة الإسلامية أخذاً. ثم بحثت عن تأثير هذا الدين في نفوس المسلمين فوجدته قد

هل نحن بحاجة للحوار مع الأديان الأخرى؟

       نعم ليس هذا فحسب بل نحن مأمورون بذلك، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربّكَ بالحكمةِ والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن) وقال تعالى  ) قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) الحوار مع الأديان الأخرى فرصة لنا لنبلغ كلام الله الذي وصف هذه الأمة بقوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) ألم يكن من شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغنا بالرسول حتى إننا نقف أمام قبره الشريف نشهد أنه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين؟ ما هذا الحوار الذي ننشده مع أصحاب الديانات الأخرى؟ هل ننشد حوارات مرفهة في رحلات استجمامية أو رحلات للنزهة وتحقيق مكاسب دنيوية. لقد شارك علماء مسلمون في عدد من الحوارات التي تدعو إليها بعض المؤسسات الكنسية الغربية، ولا نشك أن من يمثل العالم الإسلامي لا يمثلونه حق التمثيل. ولكن هل الحوار هو فقط تلك الحوارات المنظمة أو الحوارات التي يخطط لها النصارى ويضعون أجندتها؟ إن الحوارات قضية أكبر من هذ

من خداع الإعلان

أعيد نشر هذه المقالة تذكاراً للأستاذ محمد صادق ذياب رحمه الله الذي نشرت المقالة في ملحق الأربعاء بجريدة المدينة حين كان مشرفاً عليها، وقد عرفت فيه رحمه الله الخلق الرفيع وسعة الأفق، وكرم الطبع. وقد نشرت عدة حلقات من زاويتي التي كان عنوانها (الزاوية) وقد نشرت المقالة وهي الخامسة في السلسلة التي لم تعمر طويلاً لاستضافتي في ملحق التراث وبعد ذلك في صفحة الرأي. وكان هذا في العدد ال 347 السنة الثامنة في 24 شعبان 1410هـ 21 مارس 1990م. وإليكم المقالة: إحدى قنوات التلفزيون الأمريكي تسمى القناة التعليمية أو القناة التثقيفية، وعادة ما تكون استوديوهات هذه القناة في الجامعات الأمريكية التي تختارها، ويقال إن الذين يشاهدون بث هذه القناة هم الطبقة المثقفة أو طبقة المفكرين. وكنت أدرس في أمريكا من عام 1388هـ حتى 1393هـ ولم أكن مثقفاً جداً ولا مفكراً وإنما كنت طالباً في المرحلة الجامعية ولم أكد أتعلم اللغة الإنجليزية لأفهم البرامج الثقافية حتى بدأت أنشغل عن التلفاز بالدراسة. ومع هذا فقد شاهدت هذه القناة فكان من برامجها إجراء المقابلات مع كبار الفلاسفة والمفكرين الأمريكيين أو الذين هاجروا إلى أمريك