المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

المحور الثالث الغرب مصدر الخوف ثقافياً

ولئن كان خطر الغرب واضحاً في المجالات السياسية والاقتصادية فإنه أهم وأخطر في الجوانب الفكرية والثقافية فقد كتب الأستاذ بكر بصفر حينما كان الرئيس الأمريكي جورج بوش يبشر بالنظام العالمي الجديد قائلاً: "لا أدري أين يجد الحالمون بالنظام العالمي الجديد له أثراً وهم يشاهدون تفاقم هيمنة الغرب على العالم بأقماره الصناعية وبوكالات أنبائه وإذاعاته وبقية وسائل إعلامه التي يذيب بواسطتها ثقافات الشعوب ويهيئها للاندماج في المركزية الثقافية الغربية"، ويقدم الأستاذ بصفر إحصائية لهذه السيطرة فيذكر أن أربع وكالات أنباء غربية تسيطر على 80% من جميع الأخبار التي تبثها وسائل الإعلام في العالم،  ويسيطر الغرب على المواد الإعلامية الترفيهية والثقافية كما الأفلام والمسلسلات، فشركة ( CBS ) التلفزيونية الأمريكية توزع برامجها في 100 دولة بينما تعرض البرامج والأفلام التي تنتجها شركة ABC في 60% من تلفزيونات العالم". وقد اتحدت شركة سي إن إن CNN مع شركة التايمز لتصبح بحق إمبراطورية إخبارية. أما في المجال الإذاعي فتتحكم الدول الغربية في 90% من الموجات الإذاعية. ( [1] ) كتبت مجلة الشرق الأوسط عن ا

التربية بالتلميح ووالدي رحمه الله

كان والدي رحمه الله يردد أبياتاً من قصيدة أو لامية ابن الوردي في الأخلاق دون أن يشرح أو يفصل وفيما أنا أكتب مقالة عن الخمرة باللغة الإنجليزية أحببت أن أطعمها ببعض النصائح الشعرية بعد النهي القرآني والحديثي بأبيات من كلمات ابن الوردي وها هي، وهو ما أسميه من والدي رحمه الله التربية بالتلميح لا بالتصريح قال عمر بن الوردي المتوفي سنة 749 هـ مخاطباً ولده : اعتزل ذكر الأغاني والغزل ... وقل الفصل وجانب من هزل ودع الذكر لأيام الصبا ... فلأيام الصبا نجم أفل واترك الغادة لا تحفل بها ... تمس في عز رفيع وتجل وافتكر في منتهى حسن الذي ... أنت تهواه تجدأمراً جلل واهجر الخمرة إن كنت فتى ... كيف يسعى في جنون من عقل واتق الله فتقوى الله ما ... جاورت قلب امرئ إلا وصل ليس من يقطع طرقاً بطلاً ... إنما من يتقي الله البطل كُتِبَ الموت على الخلق فكم ... فلَّ من جيش وأنفى من دول أين نمرود وكنعان ومَن ... ملك الأرض وولَّى وعزل أي من سادوا وشادوا وبنوا ... هلك الكل ولم تغن القلل أين أرباب الحجى أهل النهى ... أين أهل العلم والقوم الأول سيعيد الله كلاً منهم ... وسيجزي فاعلاً ماقد فعل

شرطة لندن والملابس المحتشمة

        قبل أكثر من عشرين سنة تقريبا اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية ما سمي حينذاك ب "الثورة الجنسية" حيث ازدادت خلاعة الملابس والسلوك، وازداد معها حالات الاغتصاب. وقد اهتم المجتمع الأمريكي لذلك، ولأن المجتمع الأمريكي-ظاهريا يحترم آراء النخبة المثقفة فقد استضافت إحدى قنوات التلفزيون التعليمية محامية عجوز فتحدثت عن أسباب انتشار ظاهرة الاغتصاب ووجهت اللوم كلّه أو معظمه إلى النساء وأشارت إلى أن ارتداء النساء للملابس الخليعة الفـاضحة يشجع الاغتصاب. وأكدت أن الرجل مهما كان خلوقاً ومكتفياً جنسياً وخرج من بيتـه وصـدمته مناظر العري فقد تدفعه هذه المناظر إلى هذه الجريمة. وأوضحت مسألة غابت عـن المجتمع الغربي حينما خرجت النساء وحدهن ونلن ما زعمن أنه الحرية وهو عدم وجود المحرم فنصحت النساء عموماً ألاّ يخرجن من بيوتهن منفردات بل لابد أن يكون معها محرم. وقد سمعت من علّق على كلام هذه العجوز العاقلة بأنها تريد أن تعود بالناس إلى عهود الأجداد، ووصفت بأنها رجعية. وعندنا القصة التي استشهدت المرأة بقول الشاعر: تعدوا الذئاب على من لا كلاب له وتتقي صولة المستأسد الضاري         ومضت أوروبا

لو كان لنا تقويم محايد للجامعات

      دعيت قبل مدة من قبل المجلس الثقافي البريطاني في الرياض لحضور محاضرة عن تقويم الجامعات السعودية بالتعاون مع جهات بريطانية، وكان مما ذكره المحاضر أن وزارة التعليم العالي قد أنشأت هيئة أو إدارة لتقويم الجامعات وأن رئيسها الأعلى (انظروا غرامنا بالألقاب الرنّانة) هو وزير التعليم العالي (ولم ينس المحاضر أن يقول معالي..) فسألته في نهاية المحاضرة كيف يكون وزير التعليم العالي هو رئيس الهيئة، فيكون هو المقوِّم والمقوَّم؟ إن تقويم الجامعات في كل دول العالم تقوم به جهات غير حكومية ومستقلة وخاصة. إن هذا بداية الفشل .       وفي هذه الرحلة (برنامج الزائر الدولي للقادة حول التعليم العام والتعليم الديني) التقينا بشخصيات  أمريكية تحدثت عن تقويم التعليم العالي واعتماد الجامعات في أمريكا، وكان اللقاء الأول في جامعة لويفيل بولاية كنتكي والثاني في مدينة بوسطن حيث التقينا بثلاث سيدات في مكتب خاص لتقويم الجامعات الأمريكية .  وهذه الهيئة مستقلة وغير حكومية وغير ربحية وتحصل على التمويل من التبرعات ومما تدفعه الجامعات من رسوم للحصول على الاعتماد، ولا تظنوا أنهم إن دفعوا الرسوم كان التقويم في صالحهم، لا

اقتراح تعديل منهج دراسة السيرة

خطاب كنت قد أرسلته إلى رئيس قسم الدعوة والاحتساب أقترح تعديلاً في منهج دراسة السيرة النبوية، وكالعادة كان التجاهل وعدم الرد وفيما يأتي الخطاب الذي بعثته في 17 ربيع الآخر عام 1408هـ فضيلة رئيس قسم الدعوة والاحتساب    رعاه  لله أحمد الله الذي منّ علي بتدريس سيرة  المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وأشكرك على ثقتكم .  لاحظت أن منهج هذه المادة لطلاب المرحلة الجامعية والسنة التأهيلية يخلو من ذكر علاقة المسلمين باليهود عدا ذكر الصحيفة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم بين المسلمين من مهاجرين وأنصار واليهود ومن بقي على الكفر من أهل المدينة. ألا يستحق هذا الموضوع أكثر من هذه الإشارة؟ تميزت علاقة اليهود بالإسلام والمسلمين بعدة أمور 1-خيانة العهد والغدر .  2-    الدس والتشكيك . 3-الجدال . 4-إنكار الحق والميل إلى الكفر والباطل . وقد وردت آيات كثيرة توضح هذه الأمور ولنذكر بعضها . 1- (لتجدنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) (البقرة 82) 2- (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) (البقرة 120)   3-(سيقول السفهاء من الناس ما ولا

كلمات عن الاختلاط ومعرفة الغرب الفاجر

     رأيت نقاشاً حاداً في منتدى بناء حول موضوع (الاختلاط) وأعرف أن القول والأقوال والكلام قد كثر في هذا الأمر ولما أعرف أنني لست من أهل الكلام الشرعي قررت أن يكون تعقيبي كما يأتي:       لست من أهل العلم الشرعي فبضاعتي مزجاة وأقل، ولكني عرفت أشياء من حياة الغرب وما تفننوا فيه من اختلاط الرجال بالنساء حتى كان الرجل السبعيني يزني بسكرتيرته ويفتخر بذلك ويشكر ضيوفه أن تأخروا قليلاً، هذا الغرب الفاجر هو الذي يريد لنا أن نسير على خطاه ويفرح لنا ويصفق إن قلدناه وهو في داخله يسخر منا ويعرف أننا كنّا على صواب حين تمسكنا بثوابتنا، أراهم يتحدثون عن مشروع الابتعاث وكأنهم يقولون وجئنا بأولادكم لنعلمهم ونصنعهم على أعيننا..القضية والله ليست في المماحكة الفقهية ولكن في الواقع الغربي، وكأننا لم نقرأ أسامة بن منقذ حين وصف الصليبيين وموقفهم من المرأة وانعدام الغيرة عندهم وقد وصلوا إلى تبادل الزوجات حتى رئيس وزراء دولة يصرح لضيفه إن كان يريد زوجته، فتكتب الصحف الإنجليزية تسخر من رئيس الوزراء وتقول له ما قلته أنت مازحاً يفعله الشعب الإيطالي، وكتبت الصحف الإنجليزية تفتخر أنهم يفعلونه وقد أنشأوا لذلك م

الاستشراق والحديث

        وصوّب المستشرقون سهامهم أو سهام بحووثهم ونقدهم تجاه السنّة النبوية المطهرة يطعنون فيها وفي حجيتها وفي جهود العلماء المسلمين من سلف هذه الأمة في حفظها وتدوينها. وربما وجد المستشرقون مجالاّ لهذا النقد لأن السنّة لم تحظ بالتدوين المبكر والكامل منذ بداية الدعوة الإسلامية كما حظي القرآن الكريم الذي نقل إلينا بالتواتر القطعي. ولكن هذا لا ينفي الحرص الشديد والعمل الكبير الذي قام بها علماء هذه الأمة للمحافظة على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .       وقد تولى كبر الطعن في السنة الشريفة بعض كبار المستشرقين من أمثال المستشرق اليهودي المجري اجناز جولدزيهر في كتابه(دراسات إسلامية) وغيره من الكتب .كما تناول السنة مستشرقون آخرون مثل المستشرق جوزيف شاخت والمستشرق جيمس روبسون . تدوين السنّة :         من أبرز الطعون في هذا المجال أن اختار المستشرقون الوقوف إلى جانب الرأي القائل بأن السنة لم تلقى أي تدوين ن واحتجوا لذلك بوجود بعض الأحاديث التي تسمح بكتابة الحديث بينما يعارض بعضها الكتابة. وقد وصل العلماء المسلمون إلى أن المنع عن الكتابة كان في أوائل الدعوة الإسلامية حتى  لا تختلط ا