المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٤

لماذا أكره أن أكون متقاعداً أو يُقال لي متقاعد

    عندما أسير في الشارع منتصب القامة مرفوع الرأس وبخطى ثابتة وقوية بل هكذا تطرق أقدامي الأرض بقوة وتتحرك ذراعاي في مشية أقرب إلى المشية العسكرية يحسبني من يراني أنني كنت أعمل ضابطاً في الجيش أو جنديا محترفا، وأنني لا يمكن أن أكون قد تجاوزت الخمسين والحمد لله، وإن سقط مني شيء انحنيت ألتقطه بمرونة فأحمد الله لا أشكو من آلام في الظهر ولا في المفاصل   بل إني والحمد لله قادر على ربط حذائي وأنا واقف دون الحاجة للانحناء أو الإمساك بشيء أو الاستناد إلى شيء...     أمسك الصحيفة أو الكتاب فأقرأ وأستذكر المعلومات والأرقام كأن ذاكرتي والحمد لله ذاكرة ابن عشر سنين، وقد تعجب الزملاء الذين كنت معهم في رحلة برنامج الزائر الدولي بدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية في أواخر شهر مايو 2008م من ذكري لأسماء الكتب والمؤلفين والتواريخ وتواريخ المؤتمرات وأماكن انعقادها، فقال أحدهم سوف يعيد علينا مازن بعد عدة لقاءات ما قاله في اللقاءات الأولى، فإذ به يقدم لنا في كل لقاء معلومات جديدة لم يذكرها من قبل. حتى صرّح الشريف الدكتور عدنان الحارثي  بقوله (عجيب أن الدولة لم تستفد منك أو أن الجهات العليا لم تستفد من خ

ألم يأن الأوان لدراسة الغرب والشعوب الأخرى؟

  ألم يأن الأوان لدراسة الغرب والشعوب الأخرى؟ كثيراً ما يسأل السائلون ما المقابل لدراسة الاستشراق، أليس هو الاستغراب؟ ربما يكون الجواب صحيحاً ولكن الأهم من ذلك هو أننا يجب أن نتساءل لماذا تأخرنا في دراسة الشعوب والأمم الأخرى وبخاصة الغرب الذي قتلنا دراسة؟ إن المسلمين حينما خرجوا من جزيرة العرب كانوا على معرفة بالشعوب والأمم الأخرى منها من حدثهم بها القرآن الكريم ومنها من كسبوا المعرفة به من خلال التجارة والرحلة. ثم انطلقوا لمعرفة تلك الشعوب عن طريق الاحتكاك المباشر وظهر رحالة مسلمون كتبوا عن مختلف شعوب العالم حتى أصبحت كتاباتهم مرجعاً عالمياً في دراسة الشعوب الأخرى. وقد بدأت أوروبا بإنشاء مراكز ومعاهد وأقسام علمية لدراسة العالم الإسلامي منذ عدة قرون بل إنها خصصت عدداً من أبنائها لدراسة الشعوب والأمم الأخرى جميعها فكما أن لديهم أقساماً لدراسة العالم الإسلامي فلديهم المتخصصين في الصينيات وفي دراسة اليابان بل إن كل دولة أوروبية تقوم بدراسة الدول الأوروبية الأخرى فمثلاً لدى بريطانيا (بجامعة لندن) معهد الدراسات الأمريكية الذي يمنح درجة الماجستير في دراسة الولايات المتحدة

الرحلة إلى ألمانيا بدأت من المدينة المنورة

  ما أن عدت من الولايات المتحدة الأمريكية حتى أدركت أنني بحاجة إلى زيارة والدتي فقد وصلت الثلاثاء مساءً على الخطوط الألمانية، وكانت سيارتي في الصيانة فذهبت قبل صلاة الظهر لتسلمها، وفي طريقي إلى البيت فكرت بالاتصال بأمي لأعتذر لها عن القدوم لأنني متعب من السفر ثم عزمت أمري وقررت السفر ثم فكرت في أثناء الطريق أني مسافر إلى ألمانيا الأسبوع القادم فلا بد من زيارتها قبل سفري إلى ألمانيا، وهنا عدت إلى البيت لإعداد بعض مستلزمات الرحلة مثل القهوة المركزة (الاسبرسو) حتى لا أشتري من الطريق ولا تكون بجودة القهوة التي أعدها في البيت، وبعض المكسرات لأنني من المدنين على الفصفص حتى كنت أقول لأحد الباعة لا بد من تأليف جمعية لمكافحة الإدمان على الفصفص. وأخذ ملابسي وركبت السيارة إلى المدينة المنورة، ويبلغ طول الطريق ثمانمائة كيلو متر وثلاثين أو عشرين أو قريباً من ذلك، وبدأت المشوار: قرأت دعاء السفر وربطت الحزام وملأت خزان الوقود         وقصتي مع المدينة المنورة أنني أتشرف بالانتساب إلى هذه المدينة العظيمة، وهل تأملنا لماذا أطلق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم اسم (المدينة)، إنه لأمر عج

الكاثوليكية في الصين

الكاثوليكية في الصين دخلت أول بعثة تنصيرية كاثوليكية الصين في بداية القرن السابع عشر، وحاولت أن توجد انسجاماً بين التعاليم الكونفوشيوسية والنصرانية على أمل أن تصبح النصرانية ديناً مقبولاً يوماً ما في الصين. وقد بدأ هذا المشروع بوصول المنصِّر اليسوعي الإيطالي ماتيو ريكي Matteo Ricci (1552-1610م) إلى بكين عام 1601م   على الرغم من أنه وصل إلى جنوب الصين عام 1583م ولم يقدم نفسه إلى البلاط الإمبراطوري إلا بعد ثماني عشرة سنة. وقد عُرِف ريكي وزملاؤه ضمن الكنيسة بأنهم "التوافقيون" إذ قاموا بترجمة الكتابات الكلاسيكية الصينية إلى اللاتينية، وأنشؤوا علم الصينيات كفرع معرفي وسيطروا عليه خلال القرن السابع عشر ومعظم القرن الثامن عشر. وقدموا إلى الصينيين الإنجازات الغربية في مجالي الفلك والرياضيات. وعلى الرغم من قبول بعض الأباطرة الديانة النصرانية حتى إن الإمبراطور كانقزي Kangzi قد أصدر مرسوماً للتسامح مع النصرانية، إلاّ أنه تراجع عن هذا التسامح كما أن ابنه ومن جاء بعده من الأباطرة تعصبوا للعقيدة الكونفوشيوسية؛ مما أدى إلى تراجع عدد النصارى إلى النصف. وبدأت حقبة ا

الرقابة الإعلامية والمصالح القومية

مؤسسة التميمي للبحث العلمي والتوثيق بالتعاون مع مؤسسة كونراد إيدناور بتونس والجزائر المؤتمر الدولي حول الرقباء والرقابة بين الديني والسياسي 22-25يونيه 2006م     الرقابة الإعلامية والمصالح القومية في المملكة العربية السعودية     د.مازن صلاح مطبقاني   بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة     بدأت تجربتي مع الرقابة الإعلامية منذ وقت بعيد حينما كنت طالباً مبتعثاً للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان عليّ أن أقف أمام موظف الجمارك ليسألني عند فتح حقيبتي هل معك مجلات أو كتب أو غيرها من المطبوعات. وكانت تمر أحياناً المقالة أو الكتاب دون أن يلحظها موظف الجمارك، فهل كنت أذكى منه، أو كان هو سمحاً كريماً. واستمرت هذه الوقفة أمام الجمارك تشكل هاجساً لكل قادم إلى السعودية، فأنت لا تعرف ما الممنوع بالضبط، فقد يكون ما تراه عادياً هو في نظر موظف الإعلام أو الجمارك في المطار من أكبر الكبائر. وعشت هذه التجربة حتى بعد أن أصبحت باحثاً في التاريخ العربي الحديث حيث أحمل إفادة من الجامعة تثبت ذلك، لكن كان هذا في الحقيقة في أغلب ا

هل من جدوى لحوار الأديان أو أتباع الأديان؟

هل من جدوى لحوار الأديان أو أتباع الأديان؟          نعم ليس هذا بحسب بل نحن مأمورون بذلك، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى (ادع إلى سبيل ربّكَ بالحكمةِ والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن) وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) الحوار مع الأديان الأخرى فرصة لنا لنبلغ كلام الله الذي وصف هذه الأمة بقوله (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) ألم يكن من شهادة الرسول صلى الله عليه وسلم إبلاغنا بالرسول حتى إننا نقف أمام قبره الشريف نشهد أنه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد حتى أتاه اليقين؟ ما هذا الحوار الذي ننشده مع أصحاب الديانات الأخرى؟ هل ننشد حوارات مرفهة في رحلات استجمامية أو رحلات للنزهة وتحقيق مكاسب دنيوية. لقد شارك علماء مسلمون في عدد من الحوارات التي تدعو إليها بعض المؤسسات الكنسية الغربية، ولا نشك أن من يمثل العالم الإسلامي لا يمثلونه حق التمثيل. ولكن هل الحوار هو فقط تلك الحوارات المنظمة أو الحوارات التي يخطط لها النصا

خواطر عن الحرية

الحرية قيمة عظيمة وهي أول معنى لكلمة لا إله إلاّ الله، حيث نفت كل العبوديات وأبقت العبودية للواحد الأحد، والناس ولدتهم أمهاتهم أحراراً ولكن البشر يختلقون القيود والقيود، فأحياناً نحن الذين نكبل أنفسنا ونجعلها عبيداً إما لشهواتنا ورغباتنا أو لخوفنا من بشر مثلنا. ألم ندرس في العقيدة أو التوحيد أن الخوف نوع من أنواع العبادة ولا ينبغي أن يكون في قلب مؤمن خوفان ، أما قضية الإعلام وما يسمح أو لا يسمح به فالذين يعملون في الإعلام يخشون على مناصبهم ورزقهم لأننا نظن أن صاحب الوظيفة هو الذي بيده الرزق وننسى أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين . والحرية تؤخذ ولا تعطى، فلماذا نستسلم دائماً لأن الإعلام يمنعنا أن نقول كذا أو نقول كذا ...          والحرية تبدأ من البيت بين الأب وأبنائه والأم وأبنائها والأب وزوجته.. فإذا عرفوا معنى الحرية الحقيقية في بيوتهم واعتادوا عليها استطاعوا أن ينقلوها إلى خارج بيوتهم إلى المدرسة وإلى الشارع وإلى العمل وإلى الإعلام وغيره . أذكر أن أبي رحمه الله سمع مني رأيا أنتقد فيه المدرسة وأنا في الصف الثالث الابتدائي فجاء إلى المدرسة في اليو