التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2025

الكتابة وأهميتها

          الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:        فالكتابة أمر ذو بال، فقد أقسم الله - سبحانه وتعالى - بالقلم وبما يسطرون في قولـه تعالى:  ¼  ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ [القلم:1] وامتدح الملائكة الكاتبين بقولـه: كِرَامًا كَاتِبِينَ [الانفطار:11] وقد ثمّن علماؤنا الكتابة حتى ورد عنهم من الأقوال في الكتابة ما يؤكد مكانتها عندهم، ومن ذلك قول معن بن زائدة: «إذا لم تكتب اليد فهي رجل». وقال سعيد بن العاص: «من لم يكتب فيمينه يسرى». وقال ثالث: «اليد التي لا تكتب لا دية فيها». وقال المؤيد: «الكتابة أشرف مناصب الدنيا بعد الخلافة، إليها ينتهي الفضل وعندها تقف الرغبة». وقال صاحب العقد الفريد -ابن عبد ربّه-: «وقد تنبّه بها قوم بعد الخمول، وصاروا إلى الرتب العلية، والمنازل السنّية».        ونظراً لأهمية الكتابة عندهم، فقد تعجب علماؤنا الأقدمون من موقف الناس من الكتابة، ...

الكتابة مهنة عظيمة

                                                            لحافظ إبراهيم رحمه الله قصيدة جميلة تناول فيها أهمية العلم ومكانته وتحدث عن عدد من المهن ومنها مهنة الأدب وأنها مهنة سامية شريفة لمن أراد الله له خير الدنيا والآخرة. وهي وزر ثقيل في الدنيا والآخرة لمن جانبه التوفيق. وفيما يأتي هذه الأبيات الجميلة: والمال إن لم تدخره محصنا         بالعلم كان مطيــة الإمــلاق والعلم إن لم تكتنفه شمائل         تعليه كان مطيـــة الإخفـاق. وتناول حافظ رحمه الله في قصيدته بعض السلبيات التي يقع فيها بعض أصحاب المهن ومنهم الكتّاب مثلاً حيث ذكر أن بعضهم يستخدمون سحر الأدب لينفثوا السموم ويلعبوا بالعقول ويصف الصورة الصحيحة للكاتب بقوله : لو كان ذا خُلُقٍ لأسعد قومه    ...

جامعة طيبة الطيبة

                                  بسم الله الرحمن الرحيم                                         هذه جامعاتنا الثمانية وعشرات الكليات تنتشر في كل رقعة من بلادنا الحبيبة، وبعض الكليات إنما هي جامعات مصغرة وإن لم يطلق عليها اسم جامعة، كما أنشأت هذه البلاد الكليات والمعاهد ومراكز البحوث في أنحاء العالم وقدّمت الدعم السخي المادي والمعنوي لكثير من الجمعيات والهيئات الإسلامية مما جعل هذه البلاد في عهد خادم الحرمين الشريفين منارة للعلم في العالم أجمع. ونحن أبناء طيبة الطيبة نفخر بالجامعة الإسلامية وبتاريخها العريق في نشر العقيدة الإسلامية الصافية في أنحاء المعمورة من خلال عشرات الألوف من الخريجين الذين درسوا على أيدي كبار العلماء من أبناء هذه البلاد ومن المتفوقين من العلماء من البلاد الإسلامية المختلفة. وهاهي آثارهم ت...

كيْفَ أبْحَثُ عَن الْمَصَادِرِ

  ■■ لا شك أنّ جامعاتنا قد بلغت درجة كبيرة من التقدم في إمكاناتها في مجال بحوث ((الدكتوراه)) في بعض فروع المعرفة: من مثل العلوم الإسلامية (الفقه، والحديث، والتفسير  الخ) وعلوم اللغة العربية، والتاريخ الإسلامي، ولكن ثمّة مجالات ما تزال جامعاتنا في حاجة إلى تطوير إمكاناتها فيها. ولما قيل إنّ العالم قد أصبح قرية صغيرة؛ بسبب تقدّم وسائل المواصلات والاتصالات، فلا بدّ أن نفيد من هذا في مجال البحث العلميّ. ويبدو لي أن كتب مناهج البحث تتناول كيفية إعداد البحوث، دون الاهتمام بكيفيّة الوصول إلى المعلومات، والعذر واضح في ذلك؛ حيث إنّ ذلك ليس من أهداف هذه الكتب والحقيقة أن كلّ من قام ببحث للدكتوراه، أو حتى للماجستير - عانى كثيرا في سبيل الحصول على مراجعه ومصادره، لكننا نادرا ما نرى من يتحدّث عن هذه التّجارب؛ لتكون درسا لغيره، ومذللة لصعوباتهم. ■■ وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها الباحث: فتخفّف عنه عناء البحث والجهد: أولا يمتلك ((مركز الملك فيصل)» حاسبا آليا أدخلت - في ذاكرته - مجموعة من قواعد المعلومات حول فروع عديدة من البحث: لابد للطالب أن يلم يها: حتى يستطيع الإفاد...

وصف مدينة قسنطينة ، من كتابي عبد الحميد بن باديس العالم الرباني والزعيم السياسي الصفحات 47-49

            من المهم عند الحديث عن علم من الأعلام أن نعرّج بالحديث عن البيئة التي عاش فيها. فقد أوجزنا الحديث عن الجزائر وظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى حين ظهور الشيخ عبد الحميد بن باديس، ولعل من المناسب أن نذكر كلمة عن مدينة قسنطينة.      تقع قسنطينة في الجزء الشرقي من الجزائر وتبعد عن العاصمة بحوالي أربعمئة كيلومتر وهي قريبة من الحدود التونسية. وقسنطينة مدينة داخلية، ويعود إنشاؤها إلى القرن الثالث قبل الميلاد وكان يطلق عليها سبرتا ثم أعاد بناءها قسطنطين سنة ٣٠٦ م - ٣٣٧ م وأطلق عليها اسم قسطنطينة، ولكن الجزائريين ينطقونها قسنطينة بحذف الطاء الأولى وعند النطق بها سريعاً تُقلب النون الأولى ميماً. وأصبحت قسنطينة مدينة إسلامية منذ بداية القرن الثامن الميلادي وظهر فيها النشاط الإسلامي في عهد الزيريين والحماديين وذلك بإنشاء المساجد، والجوامع، والزوايا، والتكايا. ومن هذه الجوامع الجامع الكبير ومسجد سيدي الكتاني ومدرسة الكتانية وجامع سوق الغزل وجامع سیدي الأخضر وجامع سيدي قموش.       وتمت...