مقدمة الجزء الأول
ما المؤتمرات؟ هل هي لقاء مجموعة من
الباحثين والعلماء لتقديم بحوث وأوراق عمل ونقاشات ومناسبات اجتماعية على هامش المؤتمرات؟
هل لها جدوى علمية؟ هل المؤتمرات تسلية ووجاهة وانتداب أو هي عمل وتخطيط ودراسة؟
يهتم الغرب بعقد المؤتمرات والندوات حول
العالم العربي والإسلامي وحول بعض القضايا المحددة حول الإسلام والمسلمين. وإن ما
يبذله الغرب من جهود وأموال وأوقات في هذه المؤتمرات ليؤكد أنها تعقد لتحقيق أهداف
معينة وليست من باب الترف العلمي الفكري. لذا كان لزاماً أن يتقدم أفراد من هذه
الأمة لحضور هذه المؤتمرات وتقديم أوراق عمل فيها وبحوث ويحضرون مختلف أنشطة هذه
المؤتمرات ليكونوا على بينة بما يخططه القوم لعالمنا العربي الإسلامي، وليفيدوا من
تنظيم هذه المؤتمرات في البحث في قضاياهم المختلفة. وإن كنّا اليوم نتحدث عن مؤتمرات
تتناول مختلف القضايا التي تخص العالم العربي الإسلامي فإن المسلمين وهم أمة
الشهادة والأمة الوسط التي اختارها الله عز وجل لحمل الرسالة الخاتمة وكلفها
بالشهادة على الأمم عليهم أن يتطلعوا إلى اليوم الذي يأخذون فيه زمام المبادرة
ببحث مشكلاتهم وقضاياهم العقدية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية بروح علمية
وبحرية فكرية تامة، كما عليهم أن يتطلعوا إلى أن يكونوا هم المبادرين إلى عقد
المؤتمرات والندوات حول المشكلات الدولية وعن المجتمعات الغربية لتعرض هذه
المشكلات على ميزان الإسلام لنقود البشرية إلى غد أكثر إشراقاً وسلاماً وعدلاً.
وهذه الصفحات بين يديكم هي خلاصة تجربة
تمتد على مدار أكثر من ثلاثين عاماً من حضور المؤتمرات بدأتها في عام 1403هـ/1983م
حينما كنت طالباً في مرحلة الماجستير حيث حضرت ملتقى الفكر الإسلامي السابع عشر في
مدينة قسنطينة، ثم توالت المؤتمرات حتى إنني حضرت ثماني مؤتمرات في عام واحد وكان
ستة منها بورقة. وحين أصبحت أستاذاً في الجامعة كانوا يطلبون تقريراً بعد حضوري أي
مؤتمر (بإذن الجامعة) ولكنها تقارير في العادة لا تُسمن ولا تغني من جوع فابتدعت
طريقتي الخاصة للكتابة وها هي كتاب كامل بين أيديكم فإن أحسنت فمن الله وإن أخطأت
فمن نفسي والشيطان، والحمد لله رب العالمين
وقد أكرمني الله عز وجل بحضور عدد من
المؤتمرات في بلادي المملكة العربية والسعودية ثم حضرت مؤتمرات في عدد من الدول
العربية من أقصى المغرب حتى البحرين وها هي بين أيديكم يتبعها بإذن الله الجزء
الثاني لمؤتمرات حضرتها في أوروبا وأمريكا وبعض الدول الأسيوية فأسأل الله أن يجعل
فيها حافزاً لزملائي من يعمل في المجال الأكاديمي وأن يجعلوا المؤتمرات جزءاً من
سيرتهم العلمية ورسالتهم في الحياة
تعليقات
إرسال تعليق