الأمة الاسلامية أمة جادة لأنها ذات "رسالة
خالدة" حقيقة. ألا وهي نشر الاسلام بالدعوة إلى الله على بصيرة. كما جاء في قوله
تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) الآية. وتزداد الحاجة
إلى الجد والأمة الاسلامية تواجه تحديات وعداءات وأطماع. ومع ذلك فلا بد من الترويح
عن القلوب بين الحين والآخر لتستأنف نشاطها وجهادها بطاقة أكبر.
وفي
هذه المقالة أختار بعض الأبيات الشعرية ذات المعنى الطريف أو العنيف، لن أطيل في التعليق
حتى لا أفسد متعة القارئ. كما أختار بعض الحكايات أو القصص ذات المغزى الخاص.
اولاً:
الجزائريون وفرنسا
عانى
الشعب الجزائري الشقيق من الاحتلال الفرنس قرابة مئة وست وثلاثين سنة، وما زالت المعاناة
موجودة لوجود أذيال لهذا الاحتلال تدعو إلى التمسك باللغة الفرنسية والثقافة الغربية
لذلك ما كان من الشاعر معدى ذكريا إلا كتب من هذا الاحتلال قائلاً:
زعمت
فرنسا في المحافل ضلة مُلك الجزائر ... والجنون
غرامُ
كاللص
يسترق المتاع ويدعي ملكا .. أيسمعُ للصوص كلام؟
لا
تعجبوا، فالقوم ضاع صوابهم يا ناس، ليس على
المريض ملامُ
من
يسرق الأحرار في كبد السما يسرق شعوباً واللصوص
لئامُ
وقال
شاعر آخر
أعادي
فرنسا ما حييت فإن أمت فأوصى أحبائي يعادونها
بعدي.
ثانياً:
خيبة المندوب "السامي"
أراد
المندوب "السامي" البريطاني في الأردن قبل أكثر من خمسين سنة (الآن أكثر
من سبعين أو ثمانين سنة) زيارة احدى المدارس، فأعدت المدرسة احتفالاً لاستقباله وتكريميه.
وُكلّف
أحد
الطلاب بإلقاء قصيدة ترحيبية. وبينما كان الطالب يحفظ القصيدة في بيته سمع والده
أبياتها
فثارت الدماء في عروقه فأخذها منه وأعطاه قصيدة أخرى وأمره بحفظها. وفي اليوم التالي
جاء دور الطالب لإلقاء قصيدته فكان مها
يجن جنوني حين ينتابني الذكر وأفقد لبى شأن
من ناله السحر
وأبعثها من جانب الصدر أنّة يضيق اكتئابا عن تحملها الصدر
يقول لك الإفرنج والقول كاذب نريد لكم خيراً وهل يُكرهُ الخير
فما وعدوا
والله إلّا ليغدروا وما وعدهم إلّا
على عهدهم غدر.
وتُرجمت
الأبيات بأمانة للمندوب "السامي فغضب غضباً شديداً، وكاد المعلم أن يطرد لولا
تدخل الأب وتحمله مسؤولية تغيير قصيدة الترحيب إلى قصيدة التأنيب.
(الأب
الذى رفض الترحيب بالمحتل هو جدي حامد مطبقاني والطالب هو عمي سالم رحمهما الله.
وقد يكون أحد الأساتذة هو الذي اقترح القصيدة ولأن عمّي سالم رحمه الله صاحب ذاكرة
قوية وقدرة على الإلقاء كان اختياره
ثالثاً-أستاذ
يجب أن يطرد
قام
أستاذ بمعارضه قصيدة جادة بأبيات هزلية والقصيدة الجادة هي:
نحن
جند الله شبان البلاد نكره الظلم ونأبي الاضطهاد
فارفعوا العلم جميعا يا شباب
أما
هذا الاستاذ الساخر فحولها إلى:
نحن
جند الأكل شبان الطبيخ ... نكره
العلم ونأبى أن نصيخ
لدروس
وعلوم وامتحان فاتركوا الدرس جميعا يا شباب
فلما
بلغ الأمر الى المسؤول الأول في التعليم أمر بطرده من المدرسة لأنه يسخر مما يدعو اليه
دنينا الحنيف، ويناقض مهمته.
رابعاً
- سعة الدنيا وضيقها
كنت
أجلس إلى الشيخ ابراهيم الأخضر القيم أدرس عليه التجويد ثم التحفة السنية فشكوت له
يوما بعض ما ألاقي من مصاعب مع أحد الزملاء فردد بيتين منى الشعر
هما:
وأوسع
الأمر ما للمرء فيه هوى سَمُّ الخياط مع
الأحباب ميدان
وأضيق
الأمر ما للمرء فيه جوى صدر الجنان مع الأعداء نيران
وكأنه
يقول لي إذا اشتد الخلاف فارحل، ولكني لم أفعل.
خامساً
- وزير ورئيس تحرير
سئل
وزير في إحدى الدول العربية رأيه في مقالات كان يكتبها رئيس تحرير إحدى الصحف
اليومية
فقال يمكين استخلاص رأيي من هذين البيتين .. وكان جزء من اسم رئيس التحرير "عباس"
وشادن قلت له ما اسمك يا فتى
فأجاب باللثغة عباث
فصرت من لثغته ألثغ وقلت أين الكاث والطاث
تعليقات
إرسال تعليق