تأليف
د. مازن مطبقاني
الطبعة الأولى
1426هـ/2005م
فهرس المحتويات
§ أطفالنا
والرسوم المتحركة
1-
ظاهرة العنف
2-
(الكرتون )
الغازي!
3-
(الكرتون)
المستورد!(*)
§ أين برامج
الأطفال؟
§ افتح يا سمسم
(المصري)
§ افتح يا
سمسم أو افتح يا وطني أبوابك
§ التربية
الإعلامية وسقوط المناعات
§ العولمة
للصغار
§ شباب العرب
في مراكش يطالبون بقنوات جادة
أطفالنا والرسوم المتحركة
تحتل
الرسوم المتحركة مساحة واسعة في اهتمامات الأطفال عموماً وأحياناً حتى الكبار. وقد
برعت الشركات الغربية واليابانية في إنتاج الرسوم المتحركة حتى أصبحت جزءاً أساساً
من حياة الأطفال. وفي هذه المقالة أعالج عدة قضايا حول أفلام الكرتون وهي العنف،
ثم الرسوم المتحركة المستوردة والرسوم المتحركة الغازية، محاولاً أن أوضح الجهود
التي بذلت في العالم العربي لإنتاج رسوم متحركة تنبع من بيئتنا وثقافتنا المرتكزة
على الإسلام وعقائده.
1- ظاهرة العنف (*)
العنف والقوة من أهم الصفات التي تجذب
أطفالنا لأفلام الكرتون، لكن ثمة خيطاً رفيعاً بين العنف والقوة، فالقوة قيمة
إيجابية إذا استخدمت في الحق والخير. وقد حث الإسلام على القوة حينما وجه الأمة
لإعداد نفسها قال الله تعالى {وأعدوا لهم
ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} وجاء في الحديث الشريف (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)
ومن
وسائل إعداد القوة في الإسلام الأمر بالنظافة في النفس والمطعم والملبس والاقتصاد
في الطعام (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن أوده) بالإضافة إلى حث الإسلام على العمل وأن
المجتمع الإسلامي مجتمع جهاد فلا بد من التدريب العسكري حيث كان الرسول صلى الله
عليه وسلم يشرف بنفسه على مثل هذه التدريبات.
وجاءت
أفلام الرسوم المتحركة (الكرتون) فروجت للعنف بلا هدف أو العنف للعنف نفسه، وربطت
بين العنف والخيال الجامح فظهرت أفلام مثل بيونك سكس وجراندايزر وسلاحف النينجا
وغيرها. وأحياناً تربط بين العنف والتنصير ففي
مسلسل سلاحف النينجا تقدم شخصية باسم المخلّص وهو لقب يطلقه النصارى على
المسيح عليه السلام، كما أن المخلّص يعتزل قومه ليذهب إلى الجبل للتأمل والعبادة
فربما كانت إشارة إلى ما فعله عيسى عليه السلام.
ولقد
أدرك الغرب مساوئ العنف حيث ظهرت أجيال طغى عليها جانب العنف فارتفعت نسبة الجريمة
عندهم مما دعاهم لإجراء الدراسات والبحوث حول ظاهرة العنف. وكان من نتائج هذه
الدراسات أنه لا بد من تخفيف جرعة العنف في أفلام الكرتون بخاصة وفي الأفلام
السينمائية بعامة.
لقد
أورد برنامج" أخبار خفيفة" خبراً مفاده أن السلطات الإعلامية الفرنسية
أو مجلس الإعلام الفرنسي قرر محاربة العنف في أفلام الصور المتحركة (الكرتون)،
وطالب شركات إنتاج هذه الأفلام تجنب العنف في أفلامها القادمة، كما طالب التلفزيون
بالتركيز في عرض الأفلام الخالية من العنف أو التي تقل فيها جرعة العنف.
وعلى
الجانب الآخر من الأطلسي كان للأمريكيين اهتمامهم بهذا الجانب أيضاً. فقد نشرت
جريدة المدينة المنورة في عددها (11524) بتاريخ 11/5/1415هـ خبراً عن دراسة
تقوم بها مؤسسة ميديا سكوب (النظرة الإعلامية)- وهي مؤسسة لا تسعى للربح وتتخذ من
كاليفورنيا مقراً لها- وهدف الدراسة كما يقول الخبر" إزالة العنف من برامج
التلفزيون وإعطاء أولياء الأسر وصناعة الأفلام وغيرها من البرامج التلفزيونية
قوانين وتوجيهات لاستخدامها من أجل الحصول على برامج تتسم بمسؤولية أكثر) وسوف
يشارك في إعداد هذه الدراسة باحثون من أربع جامعات أمريكية بحيث سيكون دورهم
مشاهدة شرائط تبلغ مدتها أكثر من ألفين وسبعمائة ساعة، وسيضم الفريق خبراء من
العلوم الاجتماعية ومسؤولي الصحة العامة، مع الكتاب والخريجين والعاملين في إنتاج
برامج الأطفال وبرامج الرسوم المتحركة وأفلام المغامرات في إجراء الدراسة.
والسؤال
الذي يقدم نفسه هل أعدت جامعاتنا أو مراكز البحوث لدينا دراسات وبحوثاً على
الأفلام عموماً وأفلام الأطفال بخاصة (عدا رسائل علمية محدودة لم تر النور)، وليس
من ناحية العنف فقط، ولكن لدراسة مدى مخالفتها لعقيدة الأمة، وقيمها، وتوجهاتها
الفكرية والأخلاقية؟ إن الغرب حريص على أن ينقل إلينا ثقافته وفكره، وحتى الأفلام
التي لم يعد يعرضها في بلاده فإنها تعرض لدينا حيث تأكد أن شركات الأفلام الغربية
تقدم أفلامها بأسعار مخفضة جداً لمحاربة الشركات المحلية حتى لا تفكر في الإنتاج
المستقل
تعليقات
إرسال تعليق