المؤتمر
العالمي الثالث لدراسات الشرق الأوسط
برشلونة،
إسبانيا
من 19 إلى 24 يوليو 2010م
مركز المدينة لدراسات الاستشراق
مقدمة
قبل بضع سنوات، تقدمت
بمقترح إلى مؤتمر دولي في مجال دراسات الشرق الأوسط بعنوان "حاجة العالم إلى
القيادة السياسية: أبو بكر نموذجًا إسلاميًا". سبب هذا الاختيار هو كثرة
المقالات المنشورة في وسائل الإعلام الغربية والتي نقلها بعض الكتاب إلى القراء العرب،
وشكت من أن قيادات العصر الحالي في جميع أنحاء العالم تفتقر إلى الصفات التي تمتعت
بها القيادات التاريخية في الغرب مثل تشرشل، أيزنهاور، كينيدي، جورج واشنطن أو حتى
هتلر. كما تم ذكر قادة عرب مثل جمال عبد الناصر، الملك فيصل من السعودية والملك
حسين من الأردن. هنا فكرت في ذلك الوقت أن قادتنا الإسلاميين التاريخيين لم يتم
ذكرهم على الإطلاق، على الرغم من أننا نمتلك قادة عظماء بأي معيار.
تم رفض الموضوع من
قبل ذلك المؤتمر على الرغم من أنني استعنت بخبرات وعلم أستاذي الدكتور قاسم السامرائي
الذي عاش في الغرب لأكثر من ثلاثين سنة قد راجع مقترحي للتأكد من أنه يستوفي
المعايير الأكاديمية للموضوعية. على أي حال، عندما أتت الفرصة لتقديم مقترح إلى
هذا المؤتمر، عدت إلى المقترح القديم وغيرت بعض الجمل هنا وهناك وغيرت العنوان
وأرسلته دون استشارة أي أحد. لحسن الحظ، لم يُقبل المقترح فحسب، بل اقترحت اللجنة
المنظمة تخصيص جلسة كاملة لهذا الموضوع وطلبت مني دعوة ثلاثة باحثين للانضمام إلي
في الجلسة.
واجه
أبو بكر وضعًا من الفوضى الشاملة، ولولا الصفات القيادية لأبي بكر لكان استعادة
النظام مستحيلاً.
بما
أن الورقة تتناول القيادة في الأزمات وأبو بكر، فإن هذه الورقة ستقسم إلى قسمين
رئيسيين:
أولاً: سيرة موجزة لأبي بكر
ثانيًا:
تعريف الأزمة السياسية وكيف تعامل أبو بكر مع هذه الأزمات؟
ثالثًا:
الخاتمة والمراجع.
القسم
الأول
سيرة
موجزة لأبي بكر
كان أبو بكر أول من أسلم من الرجال وكان صديقًا مقربًا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي عرف عنه صفات الصدق
والأمانة. لذا لم يأخذ وقتًا طويلاً، بل في الحقيقة قَبِل الإسلام دون أي تردد، وهو الأمر الذي أثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ويعد سمة مميزة لأبي بكر. كان شخصًا إيجابيًا بشكل ملحوظ، لأنه
بمجرد أن أسلم شرع في دعوة أصدقائه المقربين إلى الإسلام. ومن بين هؤلاء
كانت أهم شخصيات الإسلام مثل عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن
عوف، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم.
وفقًا لعائشة -ابنة أبي بكر الصديق رضي الله
عنها - كان أبو بكر أبيض البشرة، نحيفًا، ضيق الكتفين. وكان وجهه عظميًا، غائر
العينين، وجبينه واضحًا.
أما بالنسبة لصفاته،
فلا خلاف كبير على الصفات الأساسية لأبي بكر. كانت أبرز سماته الإيمان الكامل
بالإسلام والطاعة التامة لتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. و عندما أُسري بالنبي
صلى الله عليه وسلم إلى القدس وعرج به إلى السماوات، اعتقد المكيون أنهم يستطيعون
زعزعة إيمان أبي بكر بإخباره بهذه القصة غير المعقولة (في نظرهم)، بمجرد أن أخبروه بالأمر قال:
"إن كان قالها فقد صدق". عُرف بأنه شخص لين. خلال أيام النبي، كان
دائمًا يأخذ الموقف الأكثر لينًا على عكس المواقف التي اتخذها عمر بن الخطاب.
كان
أبو بكر قريبًا جدًا من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة أنه كان يعتبر وزيرًا
له مع عمر.
روي أن النبي قال مخاطبًا أبا بكر وعمر: "إذا اتفقتما على أمر لم
أخالفكما". قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه - الخليفة الراشدي الرابع -:
"كنا دائمًا نقول: جاء النبي وأبو بكر وعمر".
تعليقات
إرسال تعليق