النص:
إن الاهتمام في الشرق الأوسط مرتبط في
بلادنا أولاً بالنشاط المكثف للرحالة إلى القدس والقسطنطينية في نهاية القرن
الخامس عشر وبخاصة في القرن السادس عشر. وفي عام 1593(توفي 1614 قام فاكلاف
بودوفتش بودوفا Vaclav Budovec Boudova -ممثل شهير لطبقة النبلاء التشيكية في صراعه مع أسرة الهابسبرج Habsburgبنشر
كتاب جدلي أطلق عليه (ضد القرآن) (Anti alKoran) مع ترجمة لعدة أجزاء من القرآن بناء على ترجمات لاتينية أقدم.
وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كان الاهتمام باللغة العربية في جامعة براغ
مستنداً إلى الدراسات الإنجيلية والعبرية التي أنشأتها الطائفة اليسوعية. وإن
الاهتمام الأعمق للعلماء التيشك في الدراسات الشرقية ناتج عن الاعتبارات العلمية
وكانت موجهة ابتداءً إلى فقه اللغات الهندية كجزء من دراسات اللغوية المقارنة
الهندو-أوروبية. وقد نشأت الإمكانات الجديدة لتطوير الدراسات الاستشراقية بين
العلماء التشيك بعد عام 1882م عندما أعيد إنشاء الجامعة التشيكية في براغ بجوار
الجامعات الألمانية.([1])
ويبرز
اثنان من العلماء في نشأة الدراسات العربية الحديثة في بلادنا هما: جارومير بريتسلاف كوسوط Jaromir
Bretislav Kosut (1854-1880م ([2]) ورودولف
دفوراك Rudolf Dvorak
(1860-1920م)([3]).
فبينما مات كوسوط في مقتبل العمر في ذروة حياته العلمية وبالتالي لم يستطع أن يترك
بصمات على مستقبل الدراسات العربية. وأصبح دفوراك مؤسس الدراسات الاستشراقية
التشيكية بما في ذلك الدراسات العربة. وكلا العالمين من تلاميذ هنريك فلايشر Heinrich
Fleischer المستعرب المشهور من ليبزيج Leipzig
بدأ
جارومير حياته العلمية بتحليل النزاع المشهور بين مدارس النحويين البصريين
والكوفيين، وهذا هو العمل العلمي الوحيد الذي نشر له. وقد كرّس نفسه خلال حياته
القصيرة أساساً للفارسية وللترجمة التشيكية لحافظ. وبالإضافة لذلك قدم العديد من
الترجمات القصيرة للشعر العربي إلى اللغة التشيكية.
كان
اهتمام رودولف دفوراك في الدراسات الشرقية واسعاً. فبالنسبة للدراسات العربية ركز
دفوراك اهتمامه على موضوعين رئيسيين: الشعر العربي والكتابات الجغرافية المكتوبة
باللغة العربية. وكان مهتماً بصفة خاصة بالشارع والفارس السوري أبو فراس الحمداني
(توفي 968م)وقد خصص دفوراك كتاباً لحياة هذا الشاعر حيث نشر وترجم قصائده تحت عنوان
: Abu Firas, eis arabischer held under Dichter” (ليدن 1895م)وثمة شاعر آخر مفضل لدى دفوراك هو الشاعر الكفيف
الفيلسوف أبو العلاء المعرّي. (توفي 1957م)وكتب عنه دفوراك عدة دراسات تشيكية.
وأنتج دفوراك أيضاً مقالة رائعة حول الأدب الجغرافي العربي حيث حلل كتابات الإصطخري
وابن حوقل وابن بطوطة. وكان في هذه الأعمال مساهمة قيمة للموسوعة التشيكية المسماة
s
Encyclopedia‘otto وتتسم هذه المقالات بأنها غنية بالمعلومات وأسلوبها التركيبي في
اهتمامها بالموضوع.
وكان
خليفة دوفراك في ميدان الدارسات السامية في جامعة شارلز في براغ رودولف روزيكا Rudolf
Ruzicka(1878ـ1957م) وبالرغم من أن اهتمامه الأساسي
كان اللغات السامية المقارنة، وكانت كثير من آرائه تهتم بوجود بالغين والتي عالجت
تاريخ المفردات العربية. وكان المجال الثاني لاهتمام روزيكا هو تاريخ الأدب العربي
وبخاصة تاريخ الشعر العربي القديم. وكان أهم مساهمة له في هذا المجال كتابه المكون
من ثلاث مجلدات دريد بن الصمة (دريد بن الصمّة صورة للحجاز في بداية الإسلام ،
براغ 1925-1930م) حيث تقدم تفصيلات لحياة أحد أهم القادة البدو المعارضين ضد محمد
{صلى الله عليه وسلم}والإسلام. ويحتوي الكتاب ترجمات تشيكية لكل القصائد التي
كتبها دريد بن الصمّة وكثير من الترجمات لأبيات لأشعار من قبل الإسلام. وبالرغم من
أن عمل روزكيا يساوي في سعة أفقه وتحليله أعمال العالم الألماني جورج جاكوب حول
المجتمع العربي القديم إلاّ أنه غير معروف خارج تشيكوسلوفاكيا لأنه قد طبع باللغة
التشيكية فقط.
وثمة
عالم آخر متخصص في الدراسات العربية والذي نال اعترافاً عالميا هو ألوس موسيل Alois
Musil(1868-1944م) وكانت اهتماماته واسعة فلم يكن
مهتما كثيراً بالدراسات اللغوية كتعريف نفسه باللغة العربية من خلال تجربته. لقد
قام برحلات عديدة وطويلة إلى شمال الجزيرة العربية
تعليقات
إرسال تعليق