كان وداعاً صعباً
... وإنني اعترف بأني لا أجيد التصرف في هذه اللحظات حيث إنني أنسحب بسرعه ولا أنظر
إلى الخلف نظرة أخيرة لمن أودعه أو أنظر اليه نظرة أخيرة..
لكن
ذاكرتي ذاكرة بصرية تخطف النظرة أو الصورة فتحتفظ بها ويعكن أن اكون مبالغاً في اعتمادي
على تلك الذاكرة حيث تصبح الصورة باهتة مع مرور السنين ...
وكلما تذكرت والدي وكثيراً ما أتذكره أتساءل
هل كان موجوداً إلى تلك الدرجة في حياني حتى كنت أتخيل صعوبة الحياة دونه أو استحاله
الحياة بدونه ...
والدى رحمه الله وضع قدمي في عالم المؤتمرات،
ولكن كيف عرف أهمية المؤتمرات أو المنابر العلمية لا أدرى، ولكن أخبرني الدكتور أبو
القاسم سعد الله (رحمه الله) عن مؤتمر في قسنطينة بالجزائر وأنه من المناسب أن أحضر
وأعطاني عنوانا أراسله في الجرائر فكتبت إليهم مقترحاً موضوعاً فجاءت الموافقة لأسباب
أن الموضوع جيد وثانياً باحث من السعودية يتحدث عن زعيم جزائري والمؤتمر يقام في ذكرى وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس
رحمه الله وهو 16 أبريل الذي أطلق عليه يوم العلم ... كانت المراسلات بالبريد العادي
وجاءت الموافقة برقياً وهذا قبل التوسع في استخدام الفاكس أو حتى قبل استعمال
التلكس، فقال والدى ولو لم يرسلوا تذكرة عليك أن تتسلف لشراء التذكرة والحضور
وعقد المؤتمر ودعيت لحضور مؤتمر في تونس في
العالم التالي، قريباً من موعد مؤتمر الجزائر.. فكانت ثلاث مؤتمرات في سنتين وقبل حصولي
ى الدكتوراه ولا نامت أعين الجبناء الكسلاء المثبطون ...
تعليقات
إرسال تعليق