المدخل إلى الاستشراق
الباب الأول: أساسيات الاستشراق
الفصل الأول: تعريف الاستشراق ونشأته ومراحله
المبحث الثاني: نشأة الاستشراق ومراحله
المبحث الثالث: الهدف الاقتصادي التجاري
المبحث الرابع: الهدف السياسي الاستعماري
الفصل الثالث:وسائل الاستشراق وأساليبه
ومناهجه
المبحث الأول: وسائل المستشرقين
المبحث الثاني: أساليب المستشرقين
المبحث الثالث: مناهج المستشرقين
الفصل الرابع: المدارس الاستشراقية وأعلامها
الباب الثاني: الاستشراق وقضايا العالم
الإسلامي
الفصل الأول: الاستشراق والعلوم الإسلامية
المبحث الثاني: الاستشراق والحديث
المبحث الثالث: المستشرقون والفقه
المبحث الخامس: التاريخ الإسلامي
الفصل الثاني: الاستشراق والقضايا المعاصرة
المبحث الأول: دراسة المجتمعات الإسلامية
المعاصرة
المبحث الثاني: دراسة الصحوة الإسلامية
الفصل الثالث: أثر الاستشراق في العالم
الإسلامي
المبحث الثاني: الآثار الاجتماعية
المبحث الثالث: الآثار السياسية والاقتصادية
المبحث الرابع: الآثار الثقافية والفكرية
الباب الثالث: واقع الاستشراق وموقفنا منه
الفصل الأول: هل انتهى الاستشراق حقا؟
المبحث الأول: نهاية الاستشراق كما يراها
الغربيون
المبحث الثاني: نهاية الاستشراق كما يراها
العرب والمسلمون
المبحث الثالث: استمرار الاستشراق من خلال
رصد نشاطاته
الفصل الثاني: الموقف الإسلامي من الاستشراق
المبحث الأول: التيار الرافض للاستشراق
المبحث الثاني: موقف القبول والرضا بالاستشراق
المبحث الثالث: الموقف المعتدل المنصف للاستشراق
الفصل الثالث: دراسة الشعوب الأخرى والاستغراب
المبحث الأول: أهمية دراسة الغرب
المبحث الثاني: نماذج من دراستنا للغرب
المبحث الثالث: كيف ندرس الغرب؟
الباب الرابع: المؤسسات والهيئات الغربية
المهتمة بالدراسات العربية والإسلامية
المبحث الأول: رابطة دراسات الشرق الأوسط
المبحث الثاني: الجمعية البريطانية لدراسات
الشرق الأوسط
المبحث الثالث: المعهد الألماني للأبحاث
الشرقية - بيروت
المبحث الرابع: المعهد الدولي لدراسة الإسلام
في العالم الحديث - هولندا
المبحث الخامس: مركز الثقافة العربية والإسلامية
والمتوسطية، جامعة ألقريف، البرتغال
المبحث الأول: معهد دراسات الشرق الأوسط
المبحث الثالث: المؤسسة الأمريكية المؤسسة
الأمريكية التعليمية
المبحث الرابع: مركز التفاهم الإسلامي
–المسيحي -جامعة جورج تاون
المبحث الخامس: مركز الدراسات العربية المعاصرة
–جامعة جورجتاون
مبحث إضافي: بعض المراكز الاستشراقية في
العالم الإسلامي
مقدمة
عَرَّف علماؤنا
كتابة مقدمات العلوم والمداخل لها، وقال أحدهم أبياتاً يوضح ما يجب أن يتضمنه مدخل
أي علم أو مبادؤه
مبــادئ كـل علم عشـرة ... الحـد والموضوع ثم الثمرة
ونسبـة وفضلـه والـواضع ... اسم والاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى ... ومن درى الجميع حاز الشرفا
ولما كان الاستشراق
قد كتب فيه الكثير منذ عقود من الزمن، ولكن معظم هذه الكتابات لا تواكب التطورات في
مجال الاستشراق كما أن من كتبها عرف بعض الاستشراق وغابت عنه تفاصيل كثيرة. بالإضافة
إلى بعض من كتب عن الاستشراق لم يخبر الاستشراق عن قرب بل قرأ بعض المصنفات المترجمة
عن الاستشراق والمستشرقين وكان الآخر ناقلاً عن السابق فتكررت الكتابات. ومن عيوب بعض
هذه الكتابات أن التخصص في دراسة الاستشراق مازال حديثاً حيث أنشئ قسم الاستشراق بكلية
الدعوة بالمدينة المنورة منذ حوالي ثلاثين عاما (1403هـ)، وهو القسم الوحيد في العالم
العربي الإسلامي حتى الآن وقد عطلت الدراسة فيه منذ سنوات بعيدة، كما أن معايير القبول
فيه لم تلتزم بالشروط التي وضعت في الأساس من إتقان لغة أجنبية (الإنجليزية أو الفرنسية
أو غيرهما)، ولذلك فإن الذين تخرجوا فيه لم يخدموا التخصص كما ينبغي أو لم يخدموا التخصص
البتة، وها هو يوشك أن يفتح من جديد فكلي أمل أن يلتزم القسم بالشروط الأصلية وأن يزيدوا
عليها أن يكون الطالب في هذا التخصص صاحب مقدرة علمية وعقلية وأن تكون لديه الإمكانات
على السفر والانتقال والشعور بالتحدي للخوض في هذا العلم بقوة واقتدار.
وقد لاحظت أهمية
التخصص في الاستشراق من خلال الاطلاع على عدد من الكتب التي تناولت الاستشراق بعامة
من حيث النشأة والأهداف والتطور وكذلك في أثناء حضوري بعض المؤتمرات الدولية سواء في
البلاد العربية الإسلامية أو في الغرب حيث يكون المتحدثون في الاستشراق قد تخصصوا في
أحد فروع المعرفة الإسلامية وعرفوا كتابات المستشرقين في ذلك المجال فتأتي كتاباتهم
وآراؤهم متأثرة بالجزء اليسير الذي عرفوه من علم الاستشراق وميادينه الواسعة.
أما هذا الكتاب
الذي بين يديك فهو محاضرات كنت ألقيتها على طلابي في كلية الدعوة بالمدينة المنورة،
ولا شك أن دراسة الاستشراق أمر يتطور لأن مراكز البحوث والأقسام العلمية والمعاهد ما
تزال تعمل في مجال دراسة العالم العربي والإسلامي وتعقد المؤتمرات والندوات وتصدر الكتب
والدوريات وغيرها.
ورب سائل يتساءل
وما الفائدة من دراسة الاستشراق، هل ينبغي علينا أن نعرف ما يقولونه عنّا؟ والجواب
دائماً هو أننا نعيش في عالم تقاربت فيه الثقافات بسبب وسائل الاتصال الحديثة التي
جعلت العالم أشبه بقرية كونية كبرى، ولكن في هذه القرية أصبحت السيادة والسيطرة والانتشار
للفكر الغربي. فهل نقبل أن يعرف العالم كله الإسلام من خلال ما كتبه الغربيون عنّا.
ذلك أن ما كتبه الغربيون من أوروبيين وأمريكيين عن الإسلام والمسلمين قد كتب في غالبه
بوجهة نظر إن لم تكن معادية فإنها لن تكون كمن كتب عن الإسلام من أبنائه والمؤمنين
به. وقد قدم أحد الباحثين الكوريين دراسة عن صورة الإسلام والمسلمين في كوريا الجنوبية
وأكد فيها أن هذه الصورة إنما هي ناتجة عمّا تبثه وسائل الإعلام الغربية في المقام
الأول وما كتبه ويكتبه المستشرقون في المقام الثاني، وأضيف حتى وسائل الإعلام الغربية
تعتمد أساساً على كتابات المستشرقين.
وحاجتنا لمعرفة
ما يقوله الغرب عنّا نابعة من أن هذا الدين الذي ارتضاه الله عز وجل للبشرية أجمع وجعل
أمة الإسلام الأمة الشهيدة والأمة الوسط فمن واجبها أن تعرف مكانتها لدى الآخرين حتى
تستطيع أن تخاطبهم بما يفهمون. وعلينا أن نكون على علم عميق بالغرب من الداخل لأن الإسلام
وهو الدين الذي بعث به الله عز وجل الرسل أجمعين يجب علينا أن نبذل كل ما نستطيع لنقله
إلى العالم كله. فكيف نعرف مخاطبتهم إن لم نكن على معرفة بهم وبما يقولونه عن هذا الدين؟
تعليقات
إرسال تعليق