استمرار الاستشراق من خلال رصد نشاطاته
مهما زعم الزاعمون أن الاستشراق قد
انتهى فالأمر الحقيقي أن الاهتمام الغربي بالعالم العربي الإسلامي لم يضعف ولم
يتوقف وإنه ليس بسبيله إلى الانقراض. وقد أكد هذه القضية أكثر من باحث غربي ومن
هؤلاء مكسيم رودنسون الذي كتب يقول:" إن الدراسات المتركزة على شعوب وثقافات
ومجتمعات المناطق العديدة المشمولة سابقاً تحت اسم الشرق سوف تستمر، وسوف يساهم
فيها منذ الآن فصاعداً اختصاصيو البلدان أو المناطق المدروسة. 000 وسوف يتحقق
التقدم يوما ما لا محالة، حتى لو لم يكن ذلك إلاّ تحت تأثير تراكم المعلومات
والمعطيات. ولكن لا يمكن لأي شيء أن ينجي الباحثين كلياً من العراقيل والعقبات
التي تواجه جهودهم أو تعرقلها."([1])
ويرى فؤاد زكريا أن " الاستشراق
نشأ عن وجود فراغ علمي لدى الشرق ذاته، فقد كان من الأفضل، بالنسبة للغرب، أن يعرف
الشرق من خلال ما يكتبه عنه أهله، ولو كانت توجد كتابات كافية تتبع مناهج علمية
دقيقة وتقدم معرفة متكاملة، ولكن عدم وجود هذه الكتابات، أو وجودها بصورة ناقصة هو
الذي ولّد ظاهرة الاستشراق "([2])
ويضيف زكريا أن هذه البحوث والكتابات غير متوفرة في الوقت الحاضر فلذلك فالاستشراق
سوف يستمر.
ويمكن الرد على فؤاد زكريا من ناحيتين
أولاً أن الكتابات الإسلامية العلمية حول العقيدة والشريعة متوفرة جداً وبخاصة في
القرون التي شهدت فيها الأمة الإسلامية النهضة العلمية والحضارية التي جعلت منها
العالم الأول. ويشهد على ذلك عشرات الألوف من المخطوطات التي انتقلت إلى المكتبات
الغربية وما تزال في هذه المكتبات أعداد كبيرة من هذه المخطوطات التي تحتاج إلى
التحقيق والدراسة. ولو اقتصر جهد المستشرقين على ترجمة أمهات الكتب الإسلامية
ووفروا بعض جهودهم في التحليلات غير العلمية أو المنهجية لما ظهرت صورة الإسلام
بالتشويه الذي ظهرت به في كتابات المستشرقين قديماً وحديثاً.
أما في العصر الحاضر فإن الغربيين رغم
اتصالهم بمراكز البحوث والجامعات العربية الإسلامية وتعرفهم على كل ما ينشر في
العالم العربي الإسلامي لكنهم لا يقدمون هذا الانتاج إلى طلابهم في الجامعات الغربية،
بل يصرون على استمرار الاعتماد على كبار المستشرقين من أمثال جولدزيهر ومارجليوث
وشاخت ونولدكه وبيكر وماسنيون وغيرهم. ومع ذلك فلا بد من الموافقة مع زكريا بأن
كثيراً من الجهد مطلوب في العصر الحاضر ليقوم المسلمون بتمثيل أنفسهم أمام أنفسهم
أولاً ثم ينتقلوا إلى تمثيل أنفسهم أمام الآخرين.
ومما يؤكد هذا الأمر أن الذي ينظر في
المكتبات الغربية مثلاً يجد أن معظم الكتابات التي تتناول الإسلام والمسلمين ما
تزال مكتوبة بأيدي باحثين غربيين بينما الكتابات الإسلامية التي يمكن أن تكون أقرب
إلى تمثيل وجهة النظر الإسلامية فتكاد لا توجد. ولكن ينبغي أن نشير إلى أن
الغربيين يقومون بترجمة بعض الكتابات العربية الإسلامية التي يزعمون أنها أقرب إلى
المنهجية العلمية، ولكنها في حقيقتها إنما هي طعن في الإسلام والمسلمين. ومن هذه
الكتابات ترجمة كتابات فاطمة المرنيسي وعزيز العظمة وسلمان رشدي ونصر حامد أبو زيد
وغيرهم. (*)
وتصر الجامعات الغربية مثلاً على
استضافة بعص الباحثين العرب والمسلمين الذين يميلون إلى المنهجية الغربية والتفكير
الغربي في القضايا الإسلامية ومن آخر الكتب التي اهتمت بها دور النشر الغربية
والدوائر الاستشراقية ما كتبه سعد الدين إبراهيم حول الحركات الإسلامية (الأصولية)
حتى إن باحثة عربية في جامعة أمريكية زعمت أن دراسة الحركات الأصولية سوف تكون
مختلفة عن الماضي بسبب ما كتبه سعد الدين إبراهيم. واستضافت جامعة برنستون مثلاً
صادق جلال العظم ليقوم بتدريس الفكر السياسي العربي المعاصر ثلاث سنوات بالإضافة
إلى غير ذلك من الموضوعات وهو ماركسي يعلن إلحاده صراحة. كما تستضيف جامعة جون
هوبكنز فؤاد عجمي المتخرج في الكلية الأمريكية في بيروت (مدرسة ثانوية) ثم الجامعة
الأمريكية ببيروت ثم الجامعات الأمريكية في الولايات المتحدة. وهو الذي يتعاطف مع
اليهود والصهيونية ضد قضايا بلاده. والقائمة طويلة بأسماء الذين تستضيفهم الجامعات
الأمريكية.
والحديث عن استمرار الاستشراق لن يكون
أكثر صدقاً من التجربة الشخصية والاطلاع المباشر على النشاطات الاستشراقية الغربية
من خلال حضور بعض المؤتمرات والندوات في الجامعات الغربية. وقد أتيح للباحث فرصة
القيام بأكثر من زيارة علمية كانت اولاها عام 1408هـ(1988م) حيث زرت جامعة برنستون
وجامعة لندن وجامعة بيرمنجهام . وقد قمت في تلك الرحلة بجمع المادة العلمية لبحثي
للدكتوراه وقمت بالالتقاء بالعديد من الباحثين الأمريكيين والعرب في تلك الجامعات
كما اطلعت على مكتبات تلك الجامعات. وقد اتضح لي أن الاستشراق مستمر ومزدهر. وفيما
يأتي بعض أبرز جوانب استمرار الاستشراق من خلال الرحلتين اللتين قمت بهما:
1-
جامعة برنستون:
لقد أسس برنامج دراسات الشرق الأوسط في
هذه الجامعة عام 1927المؤرخ اللبناني فيليب حتّي بدعم من الرئيس ويلسون وصديقه
بايارد دوج Bayard Dodge من الجامعة الأمريكية في بيروت
بالإضافة إلى النفوذ التنصيري قبل وبعد الحرب العالمية الأولى. ومن أشهر الأساتذة
في هذا القسم مانفرد هالبرن Manfred Halpern ونومان اتزكووِتزNorman Itzkowitz
ومورو بيرجر Moroe Berger وإبراهام يودوفيتش Abraham Udovitch ومايكال كوك Michael Cook
وشارل عيساوي (فلسطيني نصراني) وليون كارل براون Leon Carl Brownو برنارد لويس Bernard Lewis المؤرخ اليهودي المتصهــين وغيرهم ([3])، وتضم
هذه الجامعة ثاني أكبر مجموعة للمخطوطات العربية في الغرب. ولديها فهرسان لهذه
المخطوطات. وثمة مكتبة عامة للكتب تضم قسماً كبيراً للكتب العربية والاستشراقية
بالإضافة إلى مكتبة قسم دراسات الشرق الأدنى، وهناك مكتبة خاصة بالرسائل الجامعية.
وثمة نشاط آخر مهم وهو الندوة الأسبوعية
التي تعقد كل يوم أربعاء ويحضرها طلاب الدراسات العليا وأعضاء هيئة التدريس وبعض
الضيوف من المجتمع المهتمين بقضايا الشرق الأوسط. وتقدم في هذه الندوة محاضرة
قصيرة يعقبها نقاش يمتد أكثر من ساعتين أحياناً. وتتناول هذه الندوة مختلف القضايا
الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية وأذكر منها الموضوعات الآتية:
"الإصلاح اللغوي في تركيا: الإصلاح الكارثة"(سبتمبر 1988) وكانت للأستاذ
الزائر جيفري لويس من جامعة أوكسفورد. و"أي ثمن للسيادة الأمريكية في العالم
" (سبتمبر 1988) وقدمها ليون كارل براون مدير برنامج دراسات الشرق الأوسط، و
"تركيا والديموقراطية "(سبتمبر 1995) قدمها أستاذ جامعي تركي زائر متخصص
في العلوم السياسية.
وحضرت بعض محاضرات صادق جلال العظم حول
الفكر السياسي العربي في العصر الحاضر فكان يتحدث عن ياسين الحافظ ومذكراته
السياسية. كما لقيت مايكال كوك وهو أحد تلامذة برنارد لويس وكان مهتماً بعلماء نجد
وقد طلب منّي نسخة من كتاب "علماء نجد في ستة قرون."
وتدل الرسائل الجامعية على تنوع
الموضوعات التي تطرقها من عقدية وسياسية واقتصادية واجتماعية وهناك تعاون وثيق بين
هذا القسم والأقسام الأخرى في الإشراف على هذه الرسائل. وأذكر من هذه الرسائل
رسالة عن التنصير في الخليج العربي أنجزت عام 1977([4])
ورسالة عن جورجي زيدان ورسائل في الفكر السياسي الإسلامي وغير ذلك من الموضوعات.
2-معهد الشرق الأوسط،
تأسس
المعهد سنة 1946 للمساعدة في ملء الفراغ في حاجة الأمريكيين لفهم مستوعب للشـرق
الأوسط .وتم افتتاحه بموجب مراسيم حكومية كجزء من مدرسة الدراسات المتقدمة التي تم ربطهـا بجامعة جونز هوبكنز فيما
بعد. والمعهد مدين بعمق للراحل جورج كامب
قيصر الذي كان القوة الدافعة لتأسيسه حيث كان أول ممول له وتولى رئاسته في بداية
تأسيسه. وأصبح المعهد هيئة منفصلة عام 1949 م تحت قوانين مقاطعة كولومبيا ،وبدأ في
عام 1955 م مشروعه لنشر الكتب.
وكان الهدف الأساسي على مر
السنين للمعهد هو إصدار مجلة الشرق الأوسط وعقد مؤتمر سنوي في واشنطن وكذلك
مؤتمرات وحلقات دراسية أخرى، ودورات ابتدائية في لغات المنطقة وتوفـير مكتبة
مفتوحة للعامة حول المنطقة، وترتيب المحاضرات في واشنطن ومدن أخرى في الولايات
المتحدة.
عمل
المعهد بالتعاون مع الجامعات ومجموعات سياسات الشرق الأوسط في تثقيف نطاق واسع من
مواطني أمريكا حول الشرق الأوسط. وقد عمل موظفو المعهد في نشر الثقافة حول الشرق
الأوسط بالتحدث في محاضرات أو الكتابة الصحافية في المجلات والصحف وتقديم آراء
تعتمد على المعرفة والخبرة للراديو والتلفزيون عندما تكون أخبار الشرق الأوسط تهم
وسائل الإعلام.
ويمتنع المعهد -حسب نشرته- عن
اتخاذ مواقف سابقة في القضايا الجدلية في الشرق الأوسط، ولا يمكن بموجب مرسوم
تأسيسه أن يكون أداة في يد أي أحد لفرض سياساته أو يحاول التأثير في التشريع. ([5])
ويهمني أن أستعرض هنا لمحات من التقرير
السنوي لعام 1997 الذي صدر عن المعهد.
أ-
مجلة المعهد: خُصص العدد الأول من هذا
العام للحديث عن تركيا وقضاياها السياسية
والاجتماعية والثقافية. وكان البحث
الرئيس عن تطور الدراسات التركية في أمريكيا الشمالية منذ عام 1946، وكتب الرئيس
التركي مقالة عن السياسية الخارجية التركية. وتناول العدد المسألة الكردية. وتناول
العدد أيضاً مسألة الديموقراطية في تركيا والحركات الإسلامية ووصولها إلى
الحكم. بينما تركزت بحوث العدد الثاني (ربيع
1997) حول قضايا التجارة والتبادل التجاري بين دول المنطقة وكذلك الحديث عن
المساعدات الأمريكية لدول المنطقة. بالإضافة إلى قضايا المنطقة الاقتصادية الأخرى.
بينما تناول العدد الثالث (صيف 1997) التحديث في الملكيات المحافظة في المنطقة
ومنها السعودية والكويت. وتناول العدد أثر الاخوان المسلمون في الأردن والتوجه
الديموقراطي فيه. وتضمن العدد الرابع (خريف 1997) ثلاث مقالات عن إسرائيل وأثر
عملية السلام على الجماعات اليهودية المتطرفة. وتضمنت الأعداد مراجعة أكثر من
تسعين كتاباً تناولت المنطقة بالإضافة إلى العروض الموجزة للكتب والتعريف
بالنشاطات العلمية حول المنطقة.
ب-
المؤتمر السنوي الواحد والخمسون: الشرق
الأوسط يدخل القرن الواحد والعشرين.
وقد افتتح المؤتمر الأمير هشام بن عبد
الله بحديث شامل ومثير حول قضايا المنطقة الأساسية. وكان من المتحدثين شارلز وليام
ماينز Charles William Maynes رئيس مؤسسة يوراسيا والمحرر
السابق في مجلة السياسة الخارجية. وكان هناك متحدثون آخرون منهم: جمال السويدي من
مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وصديقة عربي من جامعة سان فرانسسكو
ومصطفى برغوثي من الاتحاد الفلسطيني للجان الإغاثة الطبية، وراغدة درغام من جريدة
الحياة وروبرت بللاترو –مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط
سابقاً، ووليام كوانت من جامعة فيرجينيا ويهود يآري من التلفزيون الإسرائيلي
وغيرهم.
وعقد المعهد العديد من الندوات المتخصصة
منها مستقبل القدس (7فبراير 1997) وندوة "نظرات حول تركيا"(25فبراير
1997) وندوة " الولايات المتحدة واليابان والشرق الأوسط (13مارس 1997) وندوة
مستقبل العراق (27مارس 1997) تحدثت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية وكانت بالتعاون
مع جامعة جورجتاون. ثم عقدت ندوة ثانية حول الموضوع نفسه بتمويل من معهد الولايات
المتحدة للسلام والغرفة التجارية العربية الأمريكية. وفي 25 أبريل 1997 عقدت ندوة
بعنوان " العلاقات الأمريكية الإيرانية في الفترة الثانية من حكم الرئيس
كلينتون"
وللمعهد ندوات ومحاضرات أسبوعية Brown Bag Lunch Series تناولت مختلف القضايا التي تخص العالم
العربي منها الموضوعات الآتية: الأسلحة العراقية والأمم المتحدة، والمجتمع المدني
العراقي النشأة والطموحات، ومشكلة المياه في الشرق الأوسط والحل الليبي وأسطورة
الإحصاءات الإسرائيلية في مفاوضات القدس وإيران بعد الانتخابات الرئاسية.
واللاجئين الفلسطينيين في لبنان ودبلوماسية حرب الخليج، والحياة تحت حكم طالبان:
كيف يحكم الطالبان؟ والمرأة وحقوق الإنسان في العالم العربي
3-معهد بروكنجز Brookings Institution وهو مؤسسة خاصة لا تهدف إلى الربح تهتم
بالتعليم والبحث والنشر في مجالات الاقتصاد والسياسة الخارجية والعلوم الاجتماعية.
ومن أهدافه تحليل مشكلات السياسة العامة الحالية وزيادة الوعي بها. ويقوم المعهد
بهذه النشاطات من خلال برامج بحثية ثلاث: الدراسات الاقتصادية، والدراسات الحكومية،
ودراسات السياسة الخارجية. كما يقوم المعهد بإدارة مركز لسياسة التعليم العام
ومركز لقواعد المعلومات حول العلوم الاجتماعية. وفي المعهد قسم لدراسات الشرق
الأوسط كان يعمل فيه وليام كوانت، أما الآن فيعمل به كل من شبلي الطلحمي (فلسطيني
مقيم في الولايات المتحدة) ويحي سادووسكي.
4- معهد الولايات المتحدة للسلام: هو
معهد فيدرالي يتسم بالحياد أُنشأ عام 1984 ويتم تمويله من قبل الكونجرس، يدعو إلى
تقوية قدرات الأمة على الحلول السلمية للمشكلات الدولية وتحقيق سلام عادل مبني على
الحرية والكرامة الإنسانية. ويدير المعهد مجلس مكون من خمس عشرة شخصية أربعة منهم
مسؤولون سابقون من التنفيذيين في الحكومة الفيدرالية أما الأحد عشر عضواً الباقين
فيتم تعيينهم من خارج الحكومة الفيدرالية يرشحهم الرئيس الأمريكي ويصادق الكونجرس
على ذلك.
ومن الموضوعات التي يهتم بها المعهد
الحركات الإسلامية وقد كلف الدكتور سعد الدين إبراهيم من قسم علم الاجتماع
بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بإعداد بحث حول الحركات (الأصولية) في العام العربي.
كما أصدر مسؤولان في المعهد كتاباً بعنوان (الحركات الإسلامية والسياسة الخارجية الأمريكية)
وتضمن الكتاب الحديث عن النشطاء الإسلاميين في كل من: الأردن وفلسطين وفي تركيا
وفي إيران وفي الباكستان وجنوب شرق آسيا وإندونيسيا . ومن الندوات التي عقدها
المعهد في إبريل عام 1998 ندوة حول أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وأثرها في
تحقيق السلام الدائم في المنطقة. وشارك في الندوة مشاركون في وضع السياسة
الأمريكية ومسؤولون حكوميون واكاديميون.([6])
وللمعهد
اهتمام خاص بالدول الإسلامية فقد عقد ندوة في سبتمبر 1997 بعنوان:" الدين
والقومية والسلام في السودان." تناول فيها أوضاع السودان من النواحي الدينية
والسياسية والاقتصادية وكان هناك تركيز على الحرب الأهلية في الجنوب وقد أكد أحد
الباحثين أن الدين كان دائماً هو الأساس في الحياة السياسية في السودان فهو الأساس
في هوية السودانيين ومن جهة أخرى فإن الأطراف الأخرى المتنازعة مع الحكومة تتبني
هوية دينية معينة أيضاً. ([7])
5-جامعة جورجتاون: مركز الدراسات
العربية المعاصرة.
تعد هذه الجامعة أقدم معهد كاثوليكي
للتعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية وقد تأسست عام 1797 ويصل عدد طلابها
إلى أحد عشر ألف طالب. وتضم الجامعة مركز الدراسات العربية المعاصرة ومكتب
العلاقات الإسلامية النصرانية الذي انتقل إليها من معهد هارتفورد اللاهوتي ويراسه
حالياً جون اسبوزيتو بينما يرأس مركز الدراسات العربية المعاصرة باربرا ستوواسر
وقد تم انتخابها رئيسة لرابطة دراسات الشرق الأوسط في ديسمبر 1997م.
وللمركز نشرة شهرية تتناول نشاطاته من
ندوات ومحاضرات وإصدارات مختلفة. وفيما يأتي بعض هذه النشاطات والموضوعات التي
اهتمت بها النشرة:
أ-السينما المصرية تواجه التحديات
العالمية والإقليمية بقلم والتر أرمبيرست Walter Armburst.
أستاذ مساعد زائر في علم الأنثروبولوجيا الثقافية.
ب-تعريب الانترنت: بدأ المركز سلسلة من
الندوات حول تعريب شبكة المعلومات العالمية المعروفة بالإنترنت.
ج- الفن والثقافة الشعبية في التاريخ العثماني:
يقوم الأستاذ الزائر في الأنثروبولوجيا الثقافية والتر أرمبيرست ويوفان سينج Yvonne Seng بتقديم محاضرات وندوات حول هذا الموضوع
لطلاب وأساتذة المركز.
د- الحجاب: ندوة لمشاهدة فيلم ومناقشة
قضية الحجاب اشترك فيها كل من أميرة سنبل الأستاذة بالجامعة وباربرا ستوواسر رئيسة
المركز والمؤلفة جوديث سيزر
هـ نشرت باربرا ستوواسر فصلاً في كتاب بعنوان:
" الإسلام والجنس والتغيرات الاجتماعية" بتحرير يوفان حدادYvonne Haddad وجون اسبوزيتو وعنوان الفصل هو:"
موضوع العلاقة بين الجنسين والتفسيرات القرآنية المعاصرة."
ز- ندوة عن العنف الجزائري بعنوان
" الأزمة الجزائرية: التأثيرات الدولية وردود الأفعال." شارك فيها كل من
جون رودي وإريك جولدستاين وجون أنتيل من جامعة فوردهام وعزيز الدين العايشي من
جامعة سينت جون ومنى يكوبيان مستشارة مستقلة.
ح- قدمت سارا رويSara Roy محاضرة بعنوان "الانحدار الاجتماعي في عصر ما بعد الأيديولوجية: الضفة
الغربية وغزة بعد أوسلو. (28يناير 1998)
ومن
الكتب التي قام المركز بنشرها (1995-1997):" اقتصاديات الخليج: استراتيجيات
للتنمية في القرن الواحد والعشرين" إعداد جوليا ديفلن Julia Devlin والكتاب مبني على المؤتمر السنوي الأول حول اقتصاديات الخليج في
القرن الواحد والعشرين الذي عقد في سبتمبر 1996 في جامعة جورجتاون. ويضم المجلد
بحوث للعديد من الباحثين الأمريكيين والعرب. منهم هنري عزام وسليمان القدسي ورودني
ويلسون وجوليا ديفلن نفسها. ومن الكتب أيضاً
الإسلام، الغرب والقدس من تأليف وليد الخالدي. وشارك في نشره مركز التفاهم
الإسلامي المسيحي. وكان الكتاب الثالث بعنوان الإسلاميون وتحديات التعددية. تأليف
يوفان يزبك حداد Yvonne Yezbech Haddad تناول بالتحليل نظرات المفكرين
الإسلاميين لمفهوم التعددية الغربي والاختلافات السياسية ومشاركة الأحزاب
المتعددة. ويضم الكتاب نظرة تاريخية وكذلك نظرة للأوضاع المعاصرة.
6- جامعة إنديانا – بلومنجتون Indiana University - Bloomington
تأسست
جامعة إنديانا عام 1820 ومن أبرز الأقسام فيها أقسام اللغات الأجنبية، وقسم دراسات
الشرق الأوسط حيث إن هذا القسم هو أحد الأقسام التي تحصل على معونة من الحكومة
الفيدرالية. ومن أساتذة الجامعة كل من:
أ-
سكوت ألكساندر Scott Alexander ويدرس مادة علم الديان وقد شرع في إعداد
شريط فيديو عن الأديان الثلاثة وذلك من خلال إجراء مقابلات مع أتباع الأديان
الثلاثة للحديث عن دينهم ورؤيتهم لهذا الدين وعلاقاتهم بالأديان الأخرى.
ب-
مها نور الدين تعمل في قسم المنح
الدراسية الخارجية ومتخصصة في مجال علم الإنسان وقد علمت منها ومن الدكتور محمد
نظيف شهراني أن رئيسة قسم دراسات الشرق الأوسط تميل إلى التوجه العلماني في العالم
العربي الإسلامي وكانت تصر على دعوة رموز هذا التيار لإلقاء محاضرات في القسم.
ج- شرمان جاكسون (عبد الحكيم) أمريكي
مسلم درس في جامعة الأزهر عدة سنوات ومتخصص في الفقه المالكي ويتقن اللغة العربية
تماماً. وهو نشط في مجال الدعوة ويقدم خطبة الجمعة بين الحين والآخر في مسجد
الجمعية الإسلامية. وقد أفاد بعدم وجود مضايقات في الجامعة له ولكن علمت فيما بعد
بانتقاله من الجامعة.
وثمة
جمعيات ومراكز بحوث اطلعت على بعض أنشطتها من خلال نشراتها أو من خلال الانتساب
لعضويتها. وهي كما يأتي:
1- جمعية دراسات الخليج
تأسست هذه الجمعية عام 1990، في
الولايات المتحدة الأمريكية، ويرأسها أميل نخله. وتعقد اجتماعها السنوي على هامش
المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الأوسط. وتشترك في نشـاط الرابطة المذكورة
بترؤس ندوتين أو ثلاثة وتخصصهما لقضايا الخليج. ولهذه الجمعية نشرة ربـع سنوية
متكونة من ثمان صفحات أو أكثر تحمل أخبار الجمعية، ونشرة ببليوغرافية حول ما صدر
عن الخليج من دراسات وكتب.
ومن آخر نشاطات الجمعية أنها
تبنت تقديم جائزة لأفضل رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه. ومن أهداف الجمعية تقديم
منح فلبرايت لباحثين أمريكيين للدراسة في دول الخليج أو إجـراء دراسات في منطقة الخليج.
وتم بالفعل إعطاء هذه المنحة لعدد من الباحثين وهم يقومون حاليا بإلقاء المحاضرات
في كل من البحرين وعمان والسعودية، وقطر، والإمارات المتحدة، واليمن.
وتدرس
الجمعية إمكانية إنشاء مركز بحوث أو معهد في الخليج. أما موضوع الحلقات الدراسية
الخاصة بالخليج في المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الأوسط فسوف تكون موضوعاتها
كالآتي- الدولة والمجتمع في دول مجلس التعاون.
ب- المشاركة السياسية في دول الخليج،
مطالب الشعوب واستجابات الحكومات.
ج-
سياسات أمن الخليج والعلاقات مع الولايات المتحدة.
د-
قوة التغيير ومستقبل دول مجلس التعاون ([8]).
2- رابطة الشرق الأوسط لدراسات المرأة AMEWS
تأسست الرابطة منذ عشر سنوات
كامتداد لرابطة دراسات الشرق الأوسط وتعقد اجتماعها السنوي في أثناء انعقاد
المؤتمر السنوي لرابطة دراسات الشرق الأوسط. ولهذه الرابطة نشرة دورية تعرض فيها
نشاطاتها وببليوغرافيا لما يصدر بخصوص المرأة في الشرق الأوسط. وفي نشرتها الصادرة
في مارس (آذار ) 1995 نجد الموضوعات الآتية:
أ- مقالتين عرضتا كتابين من كتب الكاتبة
المغربية فاطمة المرنيسي أحدهما عنوانه الحجاب والنخبة الذكورية: تفسير أنثوي
لحقوق النساء في الإسلام ترجمة ماري جو لاكلاند Mary Jo Lakeland. وعنوان الكتاب الثاني:" أحلام الخطيئة: قصص الحريم،
ترجم عام 1994.
ومن نشاطات الرابطة قيام برنامج
دراسات النساء بجامعة بيرزيت الذي تديره الدكتورة ليزا طراقي بعقد ندوة حول المرأة
في الفترة من 25نوفمبر إلى 3ديسمبر 1994.[9]
ومن النشاطات الأخرى قيام مندوبة
الرابطة بحضور الندوة التحضيرية للمؤتمر العالمي الرابع المقرر عقده في بكين في
شهر سبتمبر 1995، وكان عنوان ندوة عمّان:" خطة عمل للعمل لتقدم المرأة في عام
2005"
ومن النشاطات النسائية التي
أعلنت عنها النشرة ندوة " الحوار النسائي: بناء المجتمع في وجه العنف 15مارس
-3 أبريل1995. ويتبنى تمويل الندوة لجنة خدمات الأصدقاء الأمريكيين، وبرنامج
التعليم لسلام الشرق الأوسط.
ويتضمن برنامج المؤتمر السنوي الثاني عشر للمجلس الأمريكي لدراسة المجتمعات
الإسلامية الذي من المقرر عقده في الفترة من 21-22 إبريل 1995 عدة موضوعات تهم
المرأة ومنها:
أ- النساء بصفتهن أقلية مسلمة.
ب- الفقه والاجتهاد وحقوق النساء
ج- مشاركة النساء في جبهة تحرير مورو
د- النساء المسلمات في السجون قضايا
نظرية وتطبيقية. ([10])
3-مؤسسة راند RAND:
تأسست مؤسسة راند بصفة مشروع تحت مظلة
شركة دوجلاس المتخصصة في صناعة الطائرات، ووضعت القواعد الأساسية لضمان استقلاليتها،
وأن تكون بحوثها ذات اهتمام بالأهداف طويلة المدى، ولها أن تحصل على المعلومات الاستخباراتية،
ومعلومات التخطيط من سلاح الجو الأمريكي وبالتالي تقدم تقاريرها وتوصياتها كما
يقتضي البحث.
وتركزت بحوثها في السنوات
الأولى على الموضوعات الحربية والتكنولوجية مثل المحركات النفاثة، ومحركات
الصواريخ والوقود ذي الطاقة العالية والنظرية الإحصائية للرادار والفيزياء الفضائية.
ولما كانت هذه المجالات ليست هي كل شيء بالنسبة لمشكلات الأمن القومي ولا يمكن
فصلها عن الجوانب السياسية والاقتصادية، فقد سعت راند للاستعانة بخبراء من خارجها
في التخصصـات المطلوبة. ولوضع الأسس للعلاقات بين خبراء المشروع مع المتخصصين من
خارجه فقد عقدت ندوة عام 1947 استمرت ستة أيام لدراسة هذا الأمر. وفي عام 1948
بدأت الخطوات الفعلية لتحويل المشروع إلى مؤسسة غير ربحية، وتم اختيار مجلس أمناء
لإدارتها واختيار المسؤولين التنفيذيين فيها. وكانت الميزانية المبدئية لها لا
تتجاوز ثلاثة ملايين وسبعمئة وخمسين ألف دولار. وقد بلغت ميزانيتها عام 1963 عشرين
مليونا وستمئة ألف دولار.
ومن الأسس المهمة التي شجعت البحث
العلمي أكثر من مجرد استمرار الدعم المالي الظروف التي عمل فيها الباحثون حيث إن
الأفكار غير المألوفة والجديدة لم تحتج إلى موافقات موسعة من الهيكل الإداري
والإداريين الحكوميين واللجان. ومثل هذه البيئة جذابة جداً للأشخاص المبدعين.
وبالإضافة إلى الظروف فإن مما ساعد راند على التطور تعدد المستفيدين من بحوث
المؤسسة.
ويتكون مجلس أمناء مؤسسة راند
من شخصيات علمية وسياسية ورجال أعمال ورجال إعلام وأساتذة جامعات وأذكر منهم على
سبيل المثال: مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ورئيس مجلس شركة سيتي كورب،
ورئيس جامعة ستانفورد بكاليفورنيا، ورئيس معهد الطب بالأكاديمية القومية للعلوم،
وأستاذ الإدارة بجامعة كاليفورنيا -فرع لوس أنجلوس.
وفي الكتاب الصادر عن المؤسسة
عام 1993 نجد نماذج من بعض البحوث التي أجرتها راند فنجدها شملت مختلف مجالات
البحث العلمي ومنها: صورة حياة المدينة الأمريكية حيث تناول البحث تغير الحياة في
المدينة الأمريكية منذ عام 1965، وما الذي تغير، وهل تساعد سياسة الحكومة على
تحسين الأحوال أو تؤدي إلى إفسادها، وما الذي يمكن تعلمه من البرامج الحكومية
السابقة، وما الذي يمكن عمله مستقبلاً؟ وبحث آخر بعنوان (إعادة تخطيط إدارة
الدراسات العليا). ([11])
كما شملت البحوث قضايا تهم العالم الإسلامي .وتتضمن هذه البحوث زيارات ميدانية
للباحثين .وقد قام الدكتور جوزيف كيششيان بزيارة للملكة زار خلالها الرياض وجدة و
الظهران، كما زار عدداً من دول الخليج للالتقاء بالمثقفين وأساتذة الجامعات
لاستطلاع آرائهم في بعض القضايا التي تهم المنطقة.([12])
ولا بد من كلمة هنا وهي لماذا لا
نفيد من مثل هذه التجارب في إنشاء المؤسسات العلمية والبحثية، ونسعى لدعمها من
النواحي المالية والمعنوية. ولعل جهة ما تنتدب من يقوم بتقديم دراسة ميدانية علمية
عن مثل هذه المؤسسات ودورها في صناعة القرار في المجتمعات الغربية.
4-معهد البحوث والدراسات حول العالم
العربي والإسلامي بإكس إن بروفانس
Institut De Recherches Et D'Etudes Sur
Le Monde Arabe Et Musulman -Aix En Provence
يعد هذا المعهد من أهم مراكز البحث العلمي حول العالم العربي والإسلامي في
فرنسا. يشارك في المعهد خمسة وعشرون باحثاً من المركز القومي للبحوث العلمية،
وثمانية عشر أستاذاً باحثاً واثنين وثلاثون مهندساً تقنياً وإدارياً وأحد عشر
باحثاً مساعداُ وخمس عشرة أستاذاً.
وتعتمد ميزانية المعهد من قبل
المركز القومي للبحوث بالإضافة للدعم المالي من قبل وزارة البحث العلمي والتعليم
العالي وبعض الوزارات المختلفة، وذلك لتشجيع برامج البحث. كما إن هناك دعم مالي من
النشاطات الخاصة للمعهد وذلك عن طريق تعاقده مع جهات أخرى.
وقد بدأ المعهد في الاهتمام بالبحوث حول العالم العربي والإسلامي منذ نهاية
الخمسينيات وبخاصة في المجالات التي تهم المنطقة العربية والإسلامية.
ويهتم المعهد بالبحث في المجالات
الآتية: علم المجتمع، والسياسة، والقانون، والتاريخ، واللغات، والأدب، والجغرافية،
والسكان. ويهدف المعهد بهذه الدراسات إلى التعمق في المعرفة والتعريف بالأبعاد
الأساسية والتحديات والتغيرات والتطورات المتعلقة بالعالم العربي من ناحية
وبالأبعاد الثقافية والتاريخية من ناحية أخرى.
ويتولى إدارة المعهد الدكتور أحمد محيو
ويساعده دانيال بانزاكDaniel Panzac.
وينقسم هيكل المعهد إلى التنظيمات الآتية:
1- الشكل السياسي والقانوني 2- الحياة
المادية والمجتمع العمراني
3-أنثروبولوجيا المغرب والمناطق
الصحراوية. 4- الهجرة والمهاجر
5- العلاقات الأوروبية العربية.
6- اللغات والتاريخ والحضارات في الشرق
الأوسط.
7- تحليل النصوص في الكمبيوتر. ([13])
5-مركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط-
مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن:
أنشئ هذا المركز عام 1966 بهدف
تشجيع الدراسات والبحوث وتبادل الرأي حول الشرق الأوسط، وقد تعاقب على المركز سبعة
رؤساء حققوا خلال فترات رئاستهم العديد من البرامج. وقد تأكد دور هذا المركز في
التسعينيات في تشجيع البحث وفهم المنطقة.
ويهتم المركز بالشؤون الاقتصادية
ذلك أن المنطقة أصبحت ذات مكانة مهمة في الاقتصاد العـالمي حيث ارتفاع معدل
إنتاجها للطاقة بالإضافة إلى أنها تعد سوقاً مهمة لمنتجات الدول الصناعية كما وفرت
ملايين الوظائف للعمال المهرة من الشرق الأوسط من دول أخرى.
ومما يدعو المركز للاهتمام بهذه
المنطقة ما شهدته من تطورات كبيرة في المشكلة العربية الإسرائيلية، والثورة في إيران،
وحربي الخليج الأولى والثانية. وترى المدرسة (مدرسة الدراسات
الشرقية والأفريقية) أن دورها هو تشجيع
معرفة هذه المناطق وغيرها من الشرق الأوسط من خلال قيـام العلماء والباحثين
والصحافيين والكتّاب بدراسات حول المنطقة مستخدمين المصادر التي توفرها المدرسة
وكذلك دور الوثائق الحكومية، وما تقدمه الحكومة والجهات التجارية. وتأمل المدرسة
أن يتم من خلال اللقاءات رفع مستوى التفاعل بين الجهات المهتمة بهذه المنطقة، وذلك
لمصلحة جميع الأطراف سواءً كانوا من الشرق الأوسط نفسه أو من مؤسسات متعاطفة أو
لها اهتمامات بثقافة المنطقة وتطورها الاجتماعي والسياسي.
وتحتوي مكتبة المركز على أكثر
من سبعين ألف عنوان حول المنطقة بالإضافة إلى مجموعات مهمة من الدوريات المعاصرة
في اللغات المختلفة للمنطقة، وكذلك في اللغات الأوروبية. ومن نشاطات المركز تنظيم
الحلقات الدراسية والاجتماعات التي تعقد ليوم واحد أو المؤتمرات والندوات الأطول. فالمركز
يشجع على زيادة الوعي بالمنطقة، ويقوم بالاتصال أو بالربط بين المؤسسات المماثلة
في المملكة المتحدة وغيرها لتشجيع عقد الاجتماعات والنشر. ([14])
الخاتمة:
يتعجب
الإنسان لماذا يصر البعض من الباحثين العرب والمسلمين أن يعلنوا وفاة الاستشراق أو
انقراض الاستشراق مع أن الأمر يحتاج إلى دراسة وتمحيص قبل إصدار مثل هذه الأحكام.
ولما أتيح للباحث فرصة الاطلاع على بعض النشاطات الاستشراقية فقد تأكد لي أن الذي
انقرض هو ذلك الشخص الذي يعرف اللغة العربية ويخوض في شتى مجالات المعرفة التي تخص
العالم العربي والإسلامي من التاريخ إلى الجغرافيا إلى الأدب إلى الاجتماع إلى
العقيدة. نعم مثل هذا المتخصص لم يعد له وجود كبير- رغم محافظة بعض كبار السن من
المستشرقين على هذه المكانة، وربما لعشرين سنة من الآن-.
لقد
تناول هذا البحث في محاوره الثلاث موقف الغربيين من قضية انتهاء الاستشراق أو
انقراضه أو ضعفه وكان من بين هؤلاء ماكسيم رودنسون وفرانسيسكو غابرييلي وبرنارد
لويس وبرايان تيرنر. وأوضحت أن بعضهم ينظر إلى الاستشراق كأساس في الدراسات
العربية الإسلامية وأن المسلمين لم يكن بإمكانهم أن يدرسوا قضاياهم بعيداً عن
الإنتاج الاستشراقي. وكيف أن بعض الباحثين الغربيين يحكمون على الباحثين المسلمين
بالذكاء إذا ما استطاعوا أن يتقنوا منهجيات البحث العلمي الغربية.
وتناولت
في المحور الثاني موقف بعض الباحثين العرب والمسلمين من هذه القضية وبدأت بالدكتور
أكرم ضياء العمري صاحب محاضرة (هل استنفد الاستشراق أغراضه؟) وذكرت ما كتبه على
حرب في جريدة عكاظ وذكرت بعض الباحثين الآخرين من أمثال محمد أركون وغيره.
أما
المحور الثالث فخصصته للحديث عن أن الاستشراق لم ينته وإنما الأمر تغيير الاسم
وإلاّ فإن الاهتمامات ما تزال كما هي وقد كثرت التخصصات حتى لا يمكن لباحث واحد أو
لمجموعة كبيرة من الباحثين متابعة ما يجري في الساحة الاستشراقية أو ساحة الدراسات
العربية والإسلامية في الغرب لكثرة هذه الأقسام وكثرة نشاطاتها فإننا في هذه
الورقة ذكرنا ما لا يزيد على عشرة مراكز أو أقسام علمية مع أن هذه المراكز تعد
بالمئات ويمكن أن يكون الحديث عن هذه المراكز وأنواع نشاطاتها موضوعاً مستقلاً.
وأختم بالقول إن الاستشراق لم ينته وإن
تغيرت الأسماء وإن تغيرت الأزياء أو الصور،
والله الموفق.
[1]
-مكسيم رودنسون، مرجع سابق، ص81.
[2]
-فؤاد زكريا." نقد الاستشراق وأزمة الثقافة العربية المعاصرة: دراسة في
المنهج." في فكر للدراسات والأبحاث. عدد 10، 1986. ص 33-75.
*
-سألت أحد أساتذة الجامعات الغربيين (أمريكياً) لماذا لا تدرّسون كتابات إسماعيل
الفاروقي مع أنها تمتاز بعرض الإسلام عرضاً جيداً فاعتذر بأن كتابات الفاروقي ذات
مستوى عالٍ وليس بإمكان الطلاب فهمها. أما انتقاده للكتابات الإسلامية الأخرى فيرى
أنها تميل إلى الجانب الوعظي. وهي مبررات واهية في الغالب.
[3]-
لجنة الدراسات الشرقية المنبثقة عن ندوة الشباب الإسلامي في طرابلس عام 1973و1975.
تحليل نقدي للدراسات العربية الإسلامية في جامعات أمريكا الشمالية. ترجمة
مازن مطبقاني ومراجعة الدكتور علي النملة. تحت الطبع، ص66.
[4]
-ترجمت هذه الرسالة بعنوان أصول التنصير في الخليج العربي عام 1410وأعيد
طبعها عام 1418عن الندوة العالمية للشباب الإسلامي. وهي لضابط بحري أمريكي كان
مرابطاً في البحرين في الفترة من 1972-1974.
[5] - Middle East Institute.
Annual Report 1991.
[6]
-“Weapons of Mass Destruction in the Middle East.” In Peace
Watch. Vol. IV, No. 4. June 1998. P4-5.
[7]
-“Religion, Nationalism, and Peace in Sudan.” In Peace Watch,
Vol. III, No. 6, October 1997.
[8] - SAGA
Newsletter (Society
for Gulf Arab Studies)، Vol. IV, Number 1, March
1994.
[9]
- AMEWS NEWSLETTER, (Association for Middle East Women
Studies) Vol. X, March 1995.
[10] -
[11] -Ibid.
[12]
- RAND 1993
[13] -
أعد الترجمة الأستاذ زياد بري المبتعث لدراسة الأدب العربي في جامعة ليون بفرنسا
عن نشرات صادرة عن المعهد نفسه.
[14] - نشرة تعريف بالمركز وقائمة الأعضاء لعام 1997-1998م. باللغة
الإنجليزية.
تعليقات
إرسال تعليق