طرق بابي صديق وزميل من كلية الدعوة ذات يوم
في عام 1406هـ (1996م) ليسّر إلي بخبر خطير، فتحت له الباب ورحبت به، قال ألم
تتقدم للترقية؟ قلت بلى!، قال وأوراقك ما زالت في درج العميد (المدير يضع في الدرج
والعميد يضع في الدرج ورئيس القسم يضع في الدرج) وهو يقول لك ارعوي وتوقف عن
نشاطاتك العلمية، فلا تحضر مؤتمراً ولا تلقي محاضرة ولا تكتب مقالة ولا تنشر بحثاً
(ليست كلها بالطبع) وهو يريدك أن تصبح مُرَوّضاً ومدجنا مستأنساً ليرضى عنك ويرسل
أوراقك إلى الرياض بموافقته، قلت هذا والله زمن أن تلد الأمة ربتها، قل للعميد
حاضر سألتزم(موقتاً)، وكنت قد عزمت على حضور مؤتمر في جامعة إكسترExeter
حول الاستشراق وكان مؤتمراً مهماً حضره كبار
المتخصصين في المجال، ولو وعى العميد لأرسلني ولو على حسابه الخاص، ولكن قال إيليا
أبو ماضي (وهل الجهل نعيم أو جحيم لست أدري)
المهم لم أحضر وإنما
سافرت إلى المغرب خاطباً، ومرت الأيام وصار اتصال بيني وبين تلك الجامعة فدعتني
لأكون باحثاً شرفياً له جميع الحقوق التي للأستاذ العادي، ولكنه غير مكلف بأية
تكاليف. وهذه الجامعة هي إكستر.
فليهنأ العميد الذي منعني ذات يوم فإن الله عز وجل قدّر أن تكون هذه الجامعة هي التي تدعوني والحمد لله رب العالمين، ولا نامت أعين الجبناء
وبعد زيارة إكستر بفترة من الزمن كنت باحثاً زائراً في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية مدة شهرين فاستمتعت علمياً واجتماعيا وفكرياً
تعليقات
إرسال تعليق