أيها
المستمعون الكرام، ايها المستمعات الكريمات
أرحب بكم جميعاً إلى هذا البرنامج الجديد
الذى سينقلك في كل حلقة أو حلقات منه إلى قضية معاصرة من قضايا عالمنا الإسلامي المترامي
الأطراف يقدم إليك المعلومة العلمية الموثقة حول هذه القضية ما استطاع إلى ذلك
سبيلا. ولكن ما طبيعة هذه القضايا؟
في الاعلام مصطلح معروف هو "بؤر
الصراع" اي المناطق التي تعيش صراعاً بين قوى مختلفة، وفي العالم الاسلامي
عدة بؤر صراع" مثل كشمير" والشيشان" "البوسنه والهرسك"
والفلبين ويقدم لك أيضاً أخبار الاقليات المسلمة" في يورماً وفي الهند وفي
"أوروبا" وفي الولايات المتحدة الامريكية.
نحدثك من خلال هذه الدقائق عن دخول الاسلام
إلى هذه البلاد على يد من، ومتى تم ذلك. ومن نبغ من علماء ف ملك المنطقة. ومن
حكمها في مختلف الأزمنة التاريخية حتى العصر الحاضر.
ومن
القضايا المعاصرة أيضاً القضايا الفكرية المختلفة، فالعالم الاسلامي هو موضع
الاهتمام والدراسة لدى مجموعة من الباحثين الاوروبيين والأمريكيين. يدرسون كل ما
يتعلق بنا من النواحي العقدية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية. هذه الدراسات التي تجريها هؤلاء العلماء تقدم
في الغرب إلى صناع القرار لتكون قاعدة لهم في طريقة التعامل مع العالم الاسلامي.
سوف
نتناول هذه القضية تحت عنوان الاستشراق والعالم الاسلامي المعاصر. نجول بين مختلف
نشاطات هؤلاء المستشرقين نجول في جامعاتهم ومراكز بحوثهم وإصداراتهم ومؤتمراتهم
المختلفة ونتعرف إلى أبرز علمائهم المعاصرين ونشاطاتهم.
ومن
قضايا العالم الاسلامي المعاصر القصايا الفكرية كالتغريب مثلاً نتحدث عن هذا المصطلح
الذى أصبح واقعاً تأثرنا به شئنا أم أبينا في مجالات التعليم، والاجتماع، والاقتصاد،
والسياسة. نبحث نشأة هذا التيار الفكري الخطير متى بدأ ومدى خطورته في حياتنا المعاصرة.
نعود بك لتجلية هذا الموضوع إلى أبرز من كتب عن التغريب من العلماء المسلمين المعاصرين.
نبحث الاسباب والدوافع والنتائج.
ولعلك تتساءل هذه القضايا المعاصرة كثيرة ومتشعبة
وما مدى قدرة برنامج واحد على الالمام بها جميعاً. إنها محاولات لنقلك من خلال الاذاعة
إلى أفاق ثقافية واسعة تطوف بك في عالم المكتبات ومراكز المعلومات والصحف ففي الوقت
الذي تراجعت فيه اهتمامات الفرد المسلم بعامة من الموضوعات الجادة إلى مجالات اللهو
واللعب لا بد لنا أن نكون أكثر جدية. وما يدفعنا دفعاً للاهتمام بمثل هذه الموضوعات
قول الله عز وجل (وأن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) فنحن أمة واحدة حيثما
يرتفع صوت المؤذن ب الله أكبر فتلك امتنا يهمنا ما يهمهم ويؤلمنا ما يؤلمهم ويفرحنا
ما يفرحهم ويجزننا ما يحزنهم إن المسلمين أمه
واحدة أمرها ربها عز وجل بالاعتصام بحبله والاتحاد
(واعتصموا كبل الله جميعاً ولا تفرقوا) ويقول الحق سبجان وتعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا
وتذهب ريحكم) وجاءت أحاديث المصطفي صلى الله عليه وسلم توضح هذه المفاهيم وتنقلها إلى
إرشادات عمليه واضحة كما في قوله صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو السلم، لا يسلمه ولا يخذله (بحسب
امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم) وأوضح صلى الله ه على وسلم حقيقة العلاقة بين المسلمين
بقوله: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه
عضو تداعت له سائر الاعضاء بالسهر والحمى".
نعم إننا بجاجة إلى البحث عن العناصر التي توحدنا
عقدياً، وفكريا، وسياسياً وأخلاقيا، واقتصادياً. وما أجمل كلمة قالها أحد الدعاة المعاصرين
وهو ابو الاعلى المودودي رحمه الله تعالى: قال إنني حيثما أذهب في العالم الاسلامي
اجد المسلمين حيما ينادي المنادي للصلاة يتركون أعمالهم ويتوجهون إلى الصلاة وقبل ذلك
يرددون مع المؤذن الفاظ الأذان الله اكبر الله أكبر اشهد ان لا إله إلا الله وأشهد
أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح. وإذا ما باع المسلم أو اشترى اجده يحرص على الكسب
الحلال سمحا في بيعه وشرائه عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرءاً
سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). وإذا ما دعيت إلى طعام في منزل مسلم أجدهم جميعاً
يحرمون ما حرم الله من خمر وخنزير وغيرهما..
واذا دعيت إلى زواج فالشروط واحدة والتشريعات واحدة .... ألا أشعر بأن ما يربطني بالمسلم في اندونيسيا أو المسلم في أمريكا الشمالية أكثر مما يربطني بغير المسلم، حتى لو كنت أسكن وإياه بلداً واحداً ونتحدث لغة واحدة، نعم إن ما بين المسلمين من عوامل الوحدة أكثر مما بينهم وبين غيرهم. ومن هذا المنطلق الداعي إلى وحدة الأمه الاسلامية أبدأ حلقات هذا البرنامج بالتعريف بإحدى قضايانا المعاصرة الا وهي قضية مسلمي الشيثان الذين تعرضوا للغزو الروسي الغاشم الذى دمّر ديارهم ونهب أموالهم وقتل نساءهم وشيوخهم وأطفالهم.
تعليقات
إرسال تعليق