حوار قبل سفري إلى تونس عام 1409هـ(1989م)


 قال: تشكو الفقر وتسافر

قلت: ما شكوت

قال: تريد أن تفتخر أنك ألقيت محاضرة في تونس

قلت: هل شققت عن صدري وعرفت هذا؟

قال:لا

قلت: صدقت وإني مفتخر أن توجه إليّ الدعوة من تونس ومن الجزائر ومن المغرب ومن ألمانيا.

قال: أولادك يحتاجون هذا المال الذي تنفقه في السفر

قلت: أولادي سيرزقهم "الرزاق ذو القوة المتين"

قال: أنت كاسبهم وتضيع أموالهم

قلت: بل إني أنفق ما أنفق من أجلهم

قال: هذا فهم عجيب

قلت: ليعلموا ويتعلموا الإتقان ، وليتعلموا الإصرار

قال: لا أفهم ما تقول يتقنون ماذا ويصرون على ماذا؟

قلت: تعلم أنني بدأت أتعلم في سن متأخر فكان لا بد من إدراك الافلة وهذا يحتاج إلى جهد وتضحية

واستمر الحوار قليلاً وقال في نهايته أنت تسخر بنا يالك من مناور  ولا أحد يفهم ويعرف إلاّ أنت.

قلت: ليس في الأمر مناورة لقد اخترت طريقي في الحياة وأنا أسير والحمد الله في خطى ثابتة ولا أتدخل في حياة أحد.

قال: نحن نحبك ولا نريد أن ينتقدك الآخر

قلت: لو سملت من نقدكم الهدّام وتجريحكم لاسترحت

قال: أنت  لا تريد أن تفهمنا وتصدق حسن نياتنا نحوك

قلت: تزعمون حسن نياتكم وليس أحد سواكم ذو نية حسن،

قال: نحن نحسن الظن بك.

قلت: ولم تقولون ما تقولون؟

قال: حرصاً علىك وعلى أولادك

قلت: هل ما أفعل يأتي لكم بالعار أم يأتي لكم بالعزة والكرامة.

قال: أنت تهرب من الموضوع

قلت: وهل بيننا موضوع لقد أضعتم وقتي وحاربتموني ولكنكم كناطح صخرة يوماً ليوهنها وأنتم من قال فيه الشاعر

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاد من توهم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية