التطور بالرطانة الفرنسية أو الإنجليزية

       كتب الدكتور عبد الملك مرتاض رحمه الله (عكاظ العدد 11546 في 5 ذي الحجة 1418هـ):

    " كلا يا عرب! فلا أولئك الذين يودون أن يتطوروا بمجرد ترطينهم اللغة الفرنسية في بلاد المغرب، ولا أولئك الذين يريدون أن يتقدموا بمجرد ترطينهم اللغة الإنجليزية وإحلالها محل العربية في مؤسسات التعليم، يمكن أن يضربوا في التطور بسهم وافر لمجرد ذلك... التطور السليم إنما ينطلق أساساً من داخل النفس ومن باطن الذات، ومن الاقتناع بالانتماء الحضاري

       أما بدون ذلك فلو نتعلم ألف لغة ولغة سنظل حيث نحن لا نتقدم في سبيل التطور شبراً واحداً. والمسألة -لو ننصف العربية ونصدق أنفسنا- ليست لغوية ولكن حضارية.. نحن أمة نعادي العمل، ونوامق الكسل.

     وعوض أن نتطور عن طريق تطوير لغتنا التي يكفيها شرفاً وفخراً أنها لغة القرآن العظيم، ولغة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغة الخوارزمي وابن سينا وابن الهيثم وابن رشد...ونقبل على شراء التكنولوجيا فنتعامل معها بسطحية وبقلق وربما بدون وعي حضاري. تلك هي مأساتنا الحضارية فهل من دواء لهذا الداء؟ وهل من مدافع عن اللغة، لغة الضاد؟

      ومتى نزيل شبح هذه اللغات الغربية التي تتربص بالعربية الدوائر كما يتربص أهلها بالعرب ويدبرون لهم الأمور بالليل حذو النعل بالنعل؟

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية