أكرمني الله عز وجل
بمعرفة الدكتور علي جريشة رحمه الله وكنت أتردد إلى بيته بين الحين والآخر ومن هذه
المرات أن أصحبه إلى المسجد النبوي أو إلى مسجد قباء أو في أي مشوار آخر. كنت أجد
لديه الغَيْرة على الأمة الإسلامية والحرص عليها والعمل من أجل رفعة هذه الأمة
ونهضتها. وكان يحكي لي كثيراً عن أوضاع البلاد الإسلامية ويحرص على الإشادة
بالمخلصين والعاملين، كما عرفت منه شيئاً من سيرته الشخصية وعمله في ألمانيا وفي
جامعات مختلفة.
ونظراً
للعلاقة القريبة معه كنت أعرض عليه بعض ما أكتب حتى إنه كتب لي مقدمة كتابي المغرب
العربي بين الاستشراق والاستعمار، كما أذكر أنني عرضت عليه مشاركتي في مؤتمر في
تونس وكان الوقت المخصص للكتابة قصيراً فكان رأيه مشجعاً لي للمشاركة في ذلك
المؤتمر.
كان بين الحين والآخر يناقش معي بعض مشروعاته العلمية ومن ذلك رغبته في إعداد تفسير للقرآن الكريم ووقف عند آيات سورة البقرة التي تصف المنافقين من قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) ويتساءل لماذا خصص القرآن ثلاث عشرة آية لهم؟ وقد علمت أنه أتمّ التفسير وكان من وصيته طبع هذا التفسير
حدثني
ذات مرة عن أستاذه الدكتور محمد أبو زهرة وطريقته في مناقشة الرسائل العلمية بأن
يحفظ أرقام الصفحات وما يراه فيها من ملاحظات وقد حاول هو أن يفعل مثله
كان
رحمه الله قريباً من طلابه وأحبابه ومريديه فرحمه الله رحمة واسعة
رحم الله الدكتور علي جريشة فقد دار حديث
بيني وبينه يوماً عن خطر النفاق ولماذا خصّهم القرآن بثلاث عشرة آية من سورة
البقرة
تعليقات
إرسال تعليق