زرت مركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة
جورجتاون (اليسوعية) والذي ينال تبرعات سخية من العرب ومن أبناء المملكة بصفة خاصة
فكان لي لقاء مع رئيسة المركز البروفيسورة باربرا ستوواسر. فقدمت لي نسخة من
كتابها المرأة في القرآن والسنة والتقاليد أو التراث فقلت لها أريد أن
أعطيك صورتين من صور تعامل الإسلام مع المرأة قبل أن أقرأ كتابك، أما الصورة
الأولى فهي: كان صلى الله عليه وسلم يقبل نساءه وهو صائم وهو أملك لإربه) وعلقت
هذه قبلة في أثناء عبادة روحية تدل على المحبة والمودة والحنان والعاطفة الصادقة،
وهي ليست مثل قبل رجالكم للنساء في الشوارع والطرقات وفي السيارات وعند محطات
القطار والباصات أو المطارات، التي تنم في الغالب عن الغريزة والشهوة، فأيهما أكثر
احتراماً وتقديراً للمرأة؟ ما عندنا أو ما عندكم؟ أما الصورة الثانية فتقول السيدة
عائشة رضي الله عنها أن أول شيء كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل
بيته أن يتسوك، يريد أن يكون بأبي هو وأمي في أطيب رائحة وأزكاها (ومن أطيب منه
رائحة وأزكى) بينما رجالكم في الغرب يتسوكون بعد الاستيقاظ من النوم وبعد الطعام
وقبل الخروج إلى موعد، فأيهما أكثر احتراماً وتقديراً للمرأة؟ فذهلت البروفيسورة
ستوواسر وسألت مرافقي: هل هذا الشخص من السعودية أو هل هو من المدينة المنورة
حقاً؟
وبعد ذلك وجدت صوراً أخرى في جمال هذه
الصورة وروعتها ومنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج رأسه وهو معتكف في العشر
الأواخر من رمضان فترجله السيدة عائشة رضي الله عنها. وفي صورة أخرى تقول السيدة
عائشة رضي الله عنها (طيّبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الطيب المطيب بأبي
هو وأمي لإحرامه قبل إحرامه) فمنْ من النساء من تطيب زوجها اليوم؟ يمسك المسكين
بقارورة البخاخ فيبخ على نفسه عدة بخات ويمضي.. وهل ترى المرأة زوجها طيب الرائحة
وهل هو طيب الرائحة والروح فعلاً؟
وصورة أخرى عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن
أخطب فقد أرادت أن تركب البعير ثنى لها النبي صلى الله عليه وسلم ركبته لتركب،
فأجَلَّتْ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم أن تضع قدمها على فخذه؛ فوضعت ركبتها
على فخذه فركبت،
تعليقات
إرسال تعليق