التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حوارات في أمريكا

 

 

     كانت محاورات في أمريكا ضمن برنامج الزائر الدولي (التعليم العام والتعليم الديني) -ضيوفه من أساتذة الجامعات في المملكة لقاء مع عدد من المثقفين الأمريكان تجاوز عددهم الثلاثين وفي ذلك اللقاء تقدم أحدهم (في مركز محمد علي رحمه الله بولاية أوكلاهوما) للحديث عن المرأة في بلادنا وأنها مضطهدة. فطلبت الرد عليه فبدأت قائلاً إن المملكة العربية السعودية أشبه بقارة فوضع المرأة يختلف من منطقة إلى منطقة بل يختلف من مدينة إلى مدينة، ويختلف من بيت إلى بيت، ففي بيت يمكن أن تكون المرأة هي السيدة المطاعة وتكون في بيت مجاور مظلومة مضطهدة، ونحن كلما تمسكنا بالإسلام وكنّا أقرب إلى تطبيقه كانت المرأة في أحسن حال وتكرم وتقدر، وإن ابتعدنا عن تطبيق الإسلام أو ضعف هذا التطبيق نال المرأة والرجل معاملة سيئة.

      ولكن ما بال المرأة عندكم هل هي أحسن حال؟ لقد بحثت في موقع مجلة علم النفس اليوم التي بدأت تصدر قبل أكثر من أربعين سنة فوجدت مئات الآلاف من الصفحات تتناول معاملة المرأة السيئة في بلادكم، (وهنا ملمح في النقاش أن تلفت الانتباه إلى مصدر قد لا يعرفه كثيرون ولكنه يؤكد الجانب العلمي في نقاشك) وبحثت في قوقل فوجدت مواقع وصفحات أكثر بل وصل الأمر أن يحاول البعض أن يصدر تشريعات من الكونجرس للحد من العنف ضد المرأة ووجدت أن كلية دنفر بولاية كولورادو فيها مادة اسمها العنف ضد النساء وللمادة كتاب منهجي ضخم أكثر من سبع مائة صفحة اشتريت نسخة مستعملة منه بخمسين  دولاراً. وكما يقولون إذا كان بيتك من زجاج فلا تقذف الناس بالحجارة. فعندنا تقصير في شأن المرأة والرجل ولكن الدين برئ من كل ذلك.

     وفي المركز نفسه قال أحدهم السعودية ترعى المدارس الدينية وهي تعلم كراهية الغرب والعنف فقلت مما تعلمت في أثناء دراستي هنا أن الموضوعية تقتضي البعد عن التعميمات الجزافية ويبدو لي أن ما قلته ينطبق عليه ذلك، ولكن دعني أسألك هل زرت تلك المدارس وهل اطلعت على مناهجها وهل قابلت تلاميذها؟ قال قرأت ذلك فقلت أتصدق كل ما تقرأ؟ ولكن هل مناهجكم سليمة من العنصرية والعصبية· ودعني أشير ما فعلته الأستاذة أودري شباز من إعداد دليل للمواد الاجتماعية ليدرس في مدارس أمريكا ليحاول إبعاد التشويه والتعصب ضد العرب والمسلمين وأهل الشرق الأوسط بعامة

ملحوظة: من فن الحوار الإقناع أن تبهر الطرف المقابل بمعلومات جديدة عليه مثل ذكر مجلة علم النفس اليوم وأنها صدرت قبل أربعين سنة، وأن تذكر ما يقوله قوقل عن العنف، ثم أن تقدم له الدليل من كتاب مقرر في فصول دراسية جامعية وعدد صفحات الكتاب


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...