بكى رسول الله حين قرأ عليه صحابي كريم
قول الحق سبحانه وتعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فاخضلت لحيته وقال للقارئ
حسبك. ولم أفكر طويلاً لماذا بكى رسول الله وأسأل العارفين وإن كان يمكنني البحث
في تفسير الآية فلدي القرطبي وليت لدي الطبري. لماذا جئت بهذه المقدمة لأتساءل عن
مسؤوليتنا في تعريف العالم بالإسلام من ناحيتين الأولى العملية أن نعيش به في
بلادنا فلا يكون لدينا استبداد ولا طغيان ولا سرقة لأموال الأمة ولا يكون لدينا
استعباد ولا ولاء لغير المؤمنين، وأن نعيش بالإسلام إن سرنا إلى بلاد الكفّار فلم
يسلم أهل جنوب شرق آسيا لأنه جاءتهم جيوش الفتح ودخلت دولهم في الإسلام وإنما تجار
وعلماء عاشوا بالإسلام وللإسلام فانجذب البشر إليه فدخلوا في دين الله أفواجاً،
وما أكثر العربان الذين يذهبون إلى بلاد الغرب اليوم فلا يزيدون الغربيين إلاّ
نفوراً من ديننا (في غالبهم)
إن كنّا اليوم نتحدث عن مؤتمرات تتناول
مختلف القضايا التي تخص العالم العربي الإسلامي فإن المسلمين وهم أمة الشهادة والأمة
الوسط التي اختارها الله عز وجل لحمل الرسالة الخاتمة وكلفها بالشهادة على الأمم
عليهم أن يتطلعوا إلى اليوم الذي يأخذون فيه زمام المبادرة ببحث مشكلاتهم وقضاياهم
العقدية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية بروح علمية وبحرية فكرية تامة، كما
عليهم أن يتطلعوا إلى أن يكونوا هم المبادرين إلى عقد المؤتمرات والندوات حول
المشكلات الدولية وعن المجتمعات الغربية لتعرض هذه المشكلات على ميزان الإسلام
لنقود البشرية إلى غد أكثر إشراقاً وسلاماً وعدلاً.
كنت في مؤتمر فذكرت قصة بلال بن رباح رضي
الله عنه مع أبي ذر رضي الله عنه وكيف خرج النبي صلى الله عليه وسلم غاضباً
(أعيرته بأمهه إنك امرؤ فيك جاهلية) فوضع أبو ذر خده في الأرض ليطأه بلال رضي الله
عنهما. وكنت أحكي القصة منفعلاً لأؤكد على محاربة الإسلام للتنميط والعنصرية وأنا
منفعل، فأخذ أحد الأساتذة الموضوع ليناقشه في اليوم التالي مع طلابه في الجامعة
الأمريكية في قسم علم الاجتماع. والقصص كثيرة. وهذه المنظمات إن لم نحضرها حضرها
من الغربيين من يتكلم باسم الاسلام أو حضرها من المسلمين الذين لديهم من
الانحرافات ما لديهم ومن يحبهم الغربيون ويفتحون لهم المجال، ولكن إن حضرنا فإنهم
لن يمانعوا بل إن الغرب والعقلية الغربية تقدر وتحترم بل حتى تقدس أيضاً الشخص
القوي المتمكن في موضوعه والمتمسك بدينه
تعليقات
إرسال تعليق