قدم
علم الأنثروبولوجي للاستعمار مناهج واقعية حول كيفية نقل التغيرات السياسية
والاقتصادية والاجتماعية من الغالبين إلى أتباعهم. فقد ابتدع الأنثروبولوجي نماذج
نظرية مناسبة تحت عنوان «البنائية العملية». وقد مارست هذه النظرية تأثيرًا
أكاديميًا قويًّا من خلال كتابات علماء الأنثروبولوجي وعلماء الاجتماع من أمثال مالينوفسكي
(Malinowiski)
وبارسون (Parson)
وأدخلت مناهج نظرية للتغيير السياسي في المجتمعات غير الغربية. وأشارت نظرية
«البنائية العملية» إلى أن كل مجتمع يحتوي على هياكل مستنبطة وفقًا لتاريخ الشعب
وتقاليده. وتقوم هذه الهياكل بمهمات سياسية واقتصادية واجتماعية ولابد من تغيير
الهياكل أو هدمها أو تعديلها من أجل تغيير أي مجتمع حتى يصبح ممكنًا تغيير مهماته
آليًا. وقد استغل المستعمرون هذا إلى أبعد الحدود من خلال الإكراه والاستيلاء والمفاوضة
والإقناع والتعليم، وأقاموا هياكل سياسية واقتصادية جديدة في المجتمعات المستعمرة.
واستخدم الاستعماريون مفاهيم «العرقية»
و«الدين» و«الثقافة» استخدامًا جيدًا من الناحية السياسية. فلم يضطروا للدخول في
معارك مع المجموعات الخاضعة، ولكنهم حققوا أهدافهم بضرب مجموعة عرقية بأخرى.
ويلاحظ أن المجموعة التي ساعدها الاستعمار كانت متعاونة معه، فمثلًا كان من السهل
إثارة الهندوس والمسلمين في شبه القارة الهندية بعضهما ضد بعض من الناحية الدينية.
وعندما فتح المستعمرون والمنصِّرون المدارس المختلفة أو الكليات والجامعات في
البلاد الإسلامية أُدْخِل تدريس مادة العلوم السياسية، وبذلك تم زرع المفاهيم
السياسية الغربية وكلها علمانية إذ كانت تتكون من الأفكار السياسية كالدستورية،
والديمقراطية، والبرلمانات، والأحزاب السياسية، والاشتراكية والقومية.. الخ
تعليقات
إرسال تعليق