من القضايا التي اهتمت بها المؤتمرات
الاستشراقية المعاصرة مسألة العلاقة بين الإسلام والغرب حتى تأسست مؤسسات تهتم
بهذا الجانب. وقد شاركت بعض الحكومات العربية الإسلامية في هذه المؤتمرات وكذلك
الحكومات الغربية. فها هي الجنادرية مثلاً تعقد ندوتها الكبرى خلال المهرجان
الوطني للثقافة والتراث الحادي عشر والثاني عشر بعنوان (الإسلام والغرب) ودعت
عدداً من الباحثين الغربيين للمشاركة في فعاليات الندوة ومن هؤلاء صموئيل هنتنجتون،
ورالف برايبانتي وبول فندلي وجون اسبوزيتو وغيرهم. وقد كان هذا الاحتكاك مهماً حيث
أتيحت الفرصة لبعض الغربيين الاطلاع على موقف الإسلام من كثير من القضايا. كما أن
بعد نظر الجهة المنظمة للمؤتمر (الحرس الوطني) أتاح الفرصة لمختلف التيارات
الفكرية لعرض مواقفها في القضايا المثارة للنقاش. وهذا الانفتاح وبعد النظر واتساع
الأفق لا تتوفر في كثير من المؤتمرات والندوات التي تعقد في أنحاء العالم العربي
الإسلامي وكذلك في الغرب.
ومن المؤتمرات التي عقدت حول هذا الموضوع
ما يأتي:
1- الإسلام في أوروبا، ستوكهولم – السويد، يونيو 1995م.
قامت
الحكومة السويدية بتنظيم هذا المؤتمر عن طريق المعهد السويدي وتضمنت محاوره ما
يأتي:
أ -علاقة المسلمين بالمجتمعات الأوروبية التي
يعيشون فيها.
ب-
الديموقراطية والإسلام في أوروبا.
جـ - الطريق نحو ثقافة إسلامية في أوروبا.
وكان الهدف من عقد هذا المؤتمر محاولة
تحقيق الانسجام بين الجالية الإسلامية والمجتمع السويدي في إطار الديمقراطية،
والتعددية وقيم التسامح الديني والتفاعل الثقافي. وقد شارك في المؤتمر سبعون شخصية
من أنحاء العالم الإسلامي منهم سياسيون رسميون وأدباء وكتّاب ومفكرون ومن هؤلاء
سلمى الخضراء الجيوسي، وعزيز العظمة، ومحمد أركون، وسعد الدين إبراهيم، وأمين
المعلوف، وفهمي هويدي، وأكمل الدين إحسان أوغلو، وفاطمة المرنيسي والقديس جوزيف
خوري.
وحضره من الجانب السياسي أمين عام الجامعة
العربية ووزير خارجية الأردن السابق كامل أبو جابر، ووزير بنجلاديشي سابق هو كمال
حسين، والنائب الإيراني محمد جواد لاريجاني، وأمين عام رابطة العالم الإسلامي
الدكتور عبد الله نصيف. ([1])
وقد عقدت حلقة ثانية للمؤتمر في عمّان
بالأردن نظمته مؤسسة آل البيت عام 1996 وكان من توصيات هذه الحلقة الاقتراح بإنشاء
مركز للدراسات والأبحاث الأورو- إسلامية، وتضمن الاقتراح أن يكون مقر المركز
المغرب ويكون التمويل مشتركاً بين أوروبا والعالم الإسلامي وقد قامت السويد بدور
أساسي لدعم إنشاء هذا المركز. ([2])
2- منتدى أوروبا والإسلام – طليطة – إسبانيا.
32-25 ذو العقدة 1416(11-13أبريل 1997)
عقد هذا المؤتمر بتنظيم مؤسسة ناكو
إيليني الدنماركية ومؤسسة خوسيه أورتيقا إي غاسيت الاسبانية، وموضوع المؤتمر هو
إعادة النظر في العلاقات الأوروبية الإسلامية ودراسة مشكلة الحداثة والبحث عن
خصوصية إسلامية.
وكان من المشاركين في هذا المؤتمر كل من
الشخصيات الآتية أسماؤهم ومشاركاتهم:
أ
- محمد أركون الذي هاجم فصل تاريخ شمال المتوسط عن جنوبه،
ب- حسن حنفي، تحدث عن الإسلام والتغريب،
ج
- غودروم كرام من جامعة بون وتحدث عن
الإسلام والديموقراطية
د
- عبد الله الفيلالي وتحدث عن الإسلام
والعلمانية.
هـ- الأب موريس بورمانز، مدير المعهد البابوي
للدراسات الإسلامية.
و- محمد عابد الجابري، انتقد صورة الإسلام على
أنه عدو للغرب، ودعا إلى التصدي لهذه الأساليب التي تزرع الشك.
ز- طارق رمضان من كلية جنيف ومدير المركز
الثقافي في جنيف.
ح-
جون اسبوزيتو مدير مركز التفاهم الإسلامي النصراني بجامعة جورج تاون بواشنطن العاصمة.
([3])
3-الإسلام
والغرب -قبرص
عقد هذا المؤتمر في قبرص في الفترة
من 29 و30 جمادى الآخرة 1418هـ الموافق 30 و31 أكتوبر 1997م، وقام بتنظيمه مركز
الحوار العالمي. وقد صرح رئيس المركز أن هدف المؤتمر هو " تبديد اللبس وسوء
الفهم الذي يحيط بالإسلام، هذا اللبس ليس من شانه سوى إثارة نزاعات في أجواء
عنصرية …والسعي إلى فهم
الإسلام بشكل أفضل وتوضيح صورته للغرب الذي يعتبره تهديداً[i]،
ويحدد على هذا الأساس مواقفه حيال العالم الإسلامي، ويأسف للخلط بين الإسلام وبين
التطرف والعنصرية والإرهاب."([4])
وقد شارك في المؤتمر أربعون خبيراً من أمريكيا
وروسيا وإيران والعالم العربي ومن هؤلاء على سبيل المثال بي نظير بوتو – رئيسة وزراء الباكستان سابقا- وصموئيل هنتنجتون
واريك رولو وجون اسبوزيتو ن وعشرة أساتذة جامعيين من إيران. كما شارك كل من أية
الله عميد زنجاني من جامعة طهران وسيد عبد المجيد الخوئي صاحب مؤسسة الخوئي في لندن.
([5])
وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن
المؤتمر دعا إلى تأليف هيئة لتبادل المعلومات مجانا. ([6])
[1] -
محمد خليفة. " الإسلام في أوروبا." في الحياة، ع (11798) ،13محرم
1416، الموافق 11يونيه 1995.
[2] - الحياة.
عدد (12448) 20 ذو القعدة 1417، (29 مارس 1997م)
[3] - الحياة،
عدد (12102)، 25 ذو القعدة 1416، (31 أبريل 1996م)
[4] -
الشرق الأوسط. عدد (6912) 30 جمادى الآخرة 1418 (31 أكتوبر 1997)
[5] -
المرجع نفسه.
[6] - المدينة
المنورة، ع (12618) في 30 جمادى الآخرة 1418.
تعليقات
إرسال تعليق