قبل بضع سنوات، قدمت اقتراحًا إلى مؤتمر
دولي في مجال دراسات الشرق الأوسط بعنوان "حاجة العالم للقيادة السياسية: أبو
بكر مثال إسلامي." كان سبب هذا الاختيار هو المقالات العديدة التي نُشرت في
وسائل الإعلام الغربية والتي تم نقلها إلى القراء العرب من خلال بعض كتاب الأعمدة
التي اشتكت من أن القيادة الحالية في جميع أنحاء العالم تفتقر إلى الصفات التي
تمتلكها القيادة التاريخية في الغرب مثل تشرشل وأيزنهاور وكينيدي، جورج واشنطن أو
حتى هتلر. اعتقدت في ذلك الوقت أنه لم يتم ذكر زعمائنا الإسلاميين على الإطلاق،
رغم أن لدينا قادة عظماء بكل المقاييس.
تم رفض الموضوع من قبل ذلك المؤتمر على
الرغم من قيام البروفيسور قاسم السامرائي الذي عاش في الغرب لأكثر من ثلاثين عامًا
بمراجعة اقتراحي للتحقق من أن الاقتراح يتناسب مع المعايير الأكاديمية لمقترح
موضوعي. على أي حال، عندما سنحت الفرصة لتقديم اقتراح لهذا المؤتمر، عدت إلى
الاقتراح القديم وقمت بتغيير بعض الجمل هنا وهناك وغيرت العنوان ودون استشارة أي
شخص أرسلته. لحسن الحظ، لم يتم قبول الاقتراح فحسب، بل اقترحت اللجنة المنظمة
تخصيص جلسة كاملة لهذا الموضوع وطلبت مني دعوة ثلاثة علماء للانضمام إلي في الجلسة
واستأذنوني أن أترأس تلك الجلسة.
أفهم أسباب رفض الاقتراح الأول. كانوا
متخوفين من أنني بدأت بالحكم المسبق على صفات أبي بكر رضي الله عنه ولكن الحقيقة
أن الوضع الذي واجهه أبو بكر كان حالة فوضى عارمة ولولا الصفات القيادية لأبي بكر
لكان من المستحيل استعادة النظام والهدوء.
بما
أن الورقة تدور حول القيادة في الأزمات وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، فإن هذه
الورقة ستقسم إلى قسمين رئيسيين:
أولاً:
نبذة مختصرة عن سيرة أبي بكر
ثانيًا:
تعريف الأزمة السياسية وكيف تعامل أبو بكر مع هذه الأزمة؟
ثالثاً: الخاتمة والمراجع
تعليقات
إرسال تعليق