أعجبني عناية منتدى الشبكة الليبرالية
السعودية بأخبار اهتمام رئيس الوزراء البريطاني السابق بالإسلام وقراءته القرآن
يومياً. وأما مسألة ميله إلى الإسلام فتلك هداية من الله يختص بها من يشاء، ولكن
لا بد أن ندرك أن من يسعى إلى أمر يعينه الله عز وجل حيث قال تعالى (والذين جاهدوا
فينا لنهدينهم سبلنا) فإن شاءت إرادة المولى سبحانه وتعالى أن يصبح بلير مسلماً
فأي اتجاه سيختار هل سيكون ليبرالياً؟ أو سيكون إسلامياً؟ لقد مرت بي هذه الخواطر
وأنا أقرأ الأخبار وتذكرت أن عقليات أكبر من بلير وأقوى منه توصلت إلى الإيمان
بالإسلام ومنهم على سبيل المثال مراد هوفمان، وقد تعرفت إليه وجلست معه مرات عديدة
وكان من بينها أنني قمت بترجمة لقاء له في التلفزيون السعودي على حلقتين، كما جلست
معه في أثناء مهرجان الجنادرية التي قدم في إحدى دوراتها محاضرة رائعة عن الإسلام
في أوروبا ومدى استعداد الأوروبيين لقبول الإسلام. وهوفمان درس القانون في جامعة
هارفارد وكان سفيراً وله إنجازات علمية رائعة في مجال الكتابة حول الإسلام.
كما لقيت ممن أسلم شخصية أمريكية وصلت إلى
تعيينه مستشاراً للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون واسمه روبرت كرين وقد عين
سفيراً لأمريكا في الإمارات العربية المتحدة، ولكن هنري كيسنجر لم يسمح له
بالالتحاق بذلك العمل. وروبرت درس القانون في هارفارد أيضاً ودرس اللاهوت وله قصة
طريفة في الكنيسة التي كان ينتسب إليها حيث لاحظ عليه زملاؤه من القساوسة أنه يميل
إلى الإسلام فاجتمعوا به وقالوا له "روبرت يبدو أن عندك مشكلة" فقال لهم
" لا لست أنا الذي لديه مشكلة فأنتم لديكم مشكلة لأننا متفقون أن الإسلام هو
الدين الحق" وعندها سكتوا عنه وشاء الله عز وجل له أن يسلم ويتركهم. وقد قال
هذا الكلام (وكنت أترجم له في أمسية في منزل أحد الإخوة في المدينة المنورة) حينما
سأله الشيخ جبران القرني (نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى (يعرفونه كما
يعرفون أبناءهم) وكانت هذه القصة تأكيداً لمعرفتهم للإسلام وللرسول صلى الله عليه
وسلم.
ماذا
لو أسلم توني بلير هل سيكون ليبرالياً أو إسلامياً؟
وهل
ثمة فرق حقيقي بين الاثنين؟
إذا
أسلم بلير فإنه لا شك سيبدأ بالحرص على الشعائر الإسلامية من صلاة وصيام وعبادات
لأنه في حياته السابقة كان يفتقد الرابط الروحي الذي يربطه بخالق الكون أربعاً
وعشرين ساعة يومياً، حيث يستيقظ المسلم المؤمن على حمد الله عز وجل أن أحياه بعد
ما أماته وإليه النشور، ويقول الحمد لله الذي ردّ علي روحي وعافاني في بدني، وسوف
يحرص على الارتباط بذكر الله عز وجل عند النوم وفي كال ساعات يومه، فتلك متعة لا
يعرفها إلاّ من عاشها أو من افتقدها...وكان صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس
إلاّ على ذكر الله عز وجل.
وسوف
يحرص بعد ذلك على النظر في مصادر دخله ليحقق الرزق الحلال
سينظر
بلير بعمق إلى الإسلام وتاريخه وعظمته من النواحي الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية، ولعله ينظر في أوضاع الأمة الإسلامية لماذا ابتعدت عن قيادة البشرية
وهي التي لديها خاتمة الرسالات والهداية الحقيقية.
ولا
شك أن مواقفه السياسية سوف تتغير وغير ذلك.
أما
هل سيكون ليبرالياً أو إسلامياً فأترك المجال لكم لتتحدثوا فيه. ولكن لنتوجه
جميعاً أن يهدى بلير إلى طريق الحق فلعل في إسلامه يكون قوة للمسلمين.
(أثبت
الأيام أنه ابتعد عن الإسلام وصار حرباً عليه ولا أحتاج للتفصيل)
تعليقات
إرسال تعليق