التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"تقويم المؤتمرات الأكاديمية الغربية حول الإسلام والمسلمين" 20-22 ربيع الأول 1429هـ الموافق 28-30 مارس 2008م

 

الرابطة العالمية لدراسات الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعتي كالقاري وفيكتوريا

 ومركز دراسات الشرق الأوسط المعاصر بجامعة فيكتوريا،

 

مشاركتي في

مؤتمر الإسلام والغرب :طرق جديدة للتوافق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

للمؤتمرات العديد من الأهداف من أهمها:

·      بناء جسور للحوار بين العالم الإسلامي والغرب.

·      استكشاف مشكلات العالم الإسلامي.

·      تطلعات المنطقة للمستقبل.

·      تجربة تعليمية


ولكن هل حققت المؤتمرات الأكاديمية الغربية هذه الأهداف؟

        ففي عام 1995 كنت ضيفاً في برنامج الزائر الدولي سألت المديرة المشاركة أليسون فيلدمان ما النشاطات التي لديكم في العام القادم فقالت لدينا ست حلقات حول الرقابة الإعلامية والمصالح القومية، فقلت وما هذه الحلقات قالت إحداها عن الجزيرة العربية فقلت وهل دعوت أحداً من هناك؟ قالت لا فسألت لماذا؟ قالت لأن دعوة أحد من الخارج مكلفة، وثانياً لأنهم لن يأتوا وبخاصة هذا الموضوع حساس، وثالثاً (لم تقله) لا يهمنا أن يحضروا أو لا يحضروا.

        وفي المؤتمر العالمي الأول لدراسات الشرق الأوسط حضر 25باحثاً من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وخمسة وأربعون باحثاً من إسرائيل وحضر من السعودية اثنا عشر باحثاً معظمهم من مجلس الشورى ليتحدثوا عن مجلس الشورى. وقد كتب جمال سلطان يصف الحضور فقال كانوا من تلاميذ الجامعات الغربية ومن المتأثرين بالغرب ولم يحضر من الإسلاميين العرب أحد.

      وفي المؤتمر الثاني في عمّان عام 2006م ورغم أن الترتيبات استمرت سنتين ولكن بعض الجلسات وكانت حول ما يسمى الإصلاح السياسي في الخليج لم يشارك أحد من الخليج وحتى لم يحضروا مستمعين.

    ومن المؤتمرات التي حضرت مؤتمرات ما يسمى "الرابطة العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال" حيث جاءتني دعوة منهم فقررت المشاركة وأرسلت مقترحاً وكان المؤتمر يقوم بتنظيمه جامعة جرش وجامعة أمريكية وأتعبتني الجامعة الأردنية في المراسلات حتى وافقت الجامعة الأمريكية فلماذا يشتركان إذا كان القرار بيد الجامعة الأمريكية، وكانت المراسلات لا بد أن تكتب بالإنجليزية.

     وبعد أن حضرت المؤتمر ورأيت المشاركين وكانوا في غالبيتهم من الأساتذة الأمريكيين وطلابهم فتوصلت إلى تسميتها الرابطة الأمريكية الأمريكية لأساتذة الاتصال.

        وأما بالنسبة لموضوعات المؤتمرات فمن أهمها في القديم المؤتمرات حول التربية وكانت تعقدها الحكومات الغربية أو المنظمات الغربية مثل فورد وغيرها وتستضيف كبار القوم من العرب والمسلمين وتستضيفهم وتنفق عليهم بسخاء وتكون مدة المؤتمر طويلة حتى يستمتع الضيوف بكريم الضيافة الغربية، وللدكتور محمد محمد حسين في كتابه حصوننا مهددة من داخلها نقد عنيف أو قاس لهذه المؤتمرات.

       أما إذاعة لندن فكانت تعقد ندوات حول التعاون بين العالم العربي وأوروبا بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدولية (بتشام هاوس) وكان الضيوف من الأوروبيين ومن العرب المتأثرين بالأوروبيين فكأن الأوروبيين يتحدثوا ويكون حديث العرب صدى لما يقوله الأوروبيون. وكتبت أطلب برامج هذه المؤتمرات ومحاورها وأوراقها فرد علي الإذاعة بإرسال صفحة من صفحات مجلة هنا لندن أو المشاهد السياسي وهذه إجابة سيئة أو غير لائقة ولي معهم قصص أخرى في عدم التجاوب.

       ومن الموضوعات أن المؤتمر العالمي الأول حول العالم الإسلامي والقرن الواحد والعشرين فقد عقد لبحث ثلاثة محاور هي:

·      التعليم

·      التنمية

·      العالم الإسلامي والمجتمع العولمي أو العولمة.

      أما كيف يتم تناول الإسلام وقضاياه في هذه المؤتمرات فتلك قضية كبرى وأضرب بعض الأمثلة لكم وإن كانت هناك مئات أشباهها. فالمثال الأول قام طالب دكتوراه في العلوم السياسية ليتكلم حول الإسلام واتخاذه معياراً للحكم على السياسة أو الأنظمة السياسة، فقال أي إسلام نأخذ الإسلام الشعبي أو الإسلام الرسمي؟ الإسلام الصوفي أو الإسلام السلفي. ألم يعرف أن الإسلام يؤخذ من القرآن الكريم والسنة الشريفة ففي القرآن ورد ذكر فرعون الدكتاتور سبعاً وستين مرة في كثير منها في سياقات سياسة.

       وفي مؤتمر ليدن حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين تحدث نبيل عبد الفتاح وهالة مصطفى عن الحركات الإسلامية وموقفها من الديمقراطية وكالا لها التهم والشتم والسب، ولم يكن هناك من يتحدث باسم هذه الحركات فطلبت الكلمة وقلت لرئيس الجلسة أريد أن أرسل رسالة من هذه الجلسة إلى رئاسة المؤتمر أن الحركات الإسلامية تسب وتشتم وينتقص منها ولا أحد يرد عنها كيف لم تدعوا أحداً من هذه الجهات؟

     وفي مؤتمر عقد في مدينة دنفر بكولورادو (عقده التجمع الأمريكي لدراسات المجتمعات الإسلامية) قامت طالبة تتحدث عن المرأة فبدأت الحديث عن جدها وكيف كان  متزوجاً من أكثر من زوجة وكان يضطهد زوجاته ويضربهن والقرآن يؤيده في ذلك فالذين وضعوا تفسير القرآن كلهم من الذكور فصار تفسيراً ذكورياً، وتحدثت عن الحجاب بأسلوب فيه كثير من النقد غير العلمي أو الموضوعي.

ومن الموضوعات الأثيرة لدى المؤتمرات الغربية:

·      الإسلام والإسلام السياسي والأصولية والديمقراطية والإسلام.

·      الإسلام والمرأة واضطهاد المرأة .

·      التعليم ومشكلات التعليم في العالم الإسلامي

وأخيراً أحب أن أضع بين أيديكم بعض الاقتراحات وهي كما يأتي:

·      مراجعة طريقة التمثيل في هذه المؤتمرات فهذا المؤتمر عن الإسلام والغرب ومعظم الحضور في هذا المؤتمر من داخل أمريكا فأين تمثيل المسلمين الحقيقي؟

·      مراجعة اختيارات الموضوعات للمؤتمرات بحث تناسب المسلمين أيضاً وأدعو كذلك إلى أن لا تقتصر الموضوعات على العالم العربي والإسلامي فيكون هناك موضوعات لدراسة المجتمعات الغربية سياسياً واقتصادياً واجتماعيا وثقافيا ودينياً فهذا أدعى لرفع مستوى الفهم المتبادل.

·      إيجاد طرق للتعاون الفعال مع الجامعات العربية والإسلامي لعقد هذه المؤتمرات.

·      رفع السرية عن المنظمات العالمية المتخصصة في الشرق الأوسط وإيجاد وسائل لدخول باحثين وعلماء من العالم الإسلامي لمجالس إدارات هذه المنظمات ومن الأمثلة على هذه المنظمات:

1- التجمع العالمي للدراسات الأسيوية والشمال أفريقية وهي امتداد لمنظمة المستشرقين العالمية التي غيرت اسمها عام 1973م

                 2- التجمع الأمريكي أو المجلس الأمريكي لدراسات المجتمعات الإسلامية وقد حدثت الرئيسة فيفيان إنجلس  عن إمكانية قبول أعضاء في مجلس الإدارة من العالم الإسلامي لتكون المشاركة أوسع في تنظيم نشاطات التجمع وفي الوصول إلى متخصصين من العالم الإسلامي بدلاً من الاقتصار على المسلمين أو الغربيين المقيمين في أمريكا، وأبديت استعدادي للمشاركة، فسألت سؤالاً تقصد منه التعجيز هل تستطيع أن تحضر كل عام؟ فقلت نعم وحتى لو كان أكثر من مرة في السنّة. (مع أن بعض الأعضاء من أمريكا نفسها لم يحضروا هذا العام) وكأنها في داخلها كانت تسخر مني بالقول: "انظروا إلى هذا العربي المسلم يريد أن يكون معنا!!!"

                  3-  الرابطة العالمية لدراسات الشرق الأوسط : من أسسها وكيف تأسست وما قوانينها وما الطريقة للدخول في عضويتها لقد تعبت في البحث عن هذه المعلومات في الإنترنت فلم أجد. وغيرها من المنظمات والهيئات والمؤسسات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...