اطلعت
على تقرير بعنوان: "أستاذ في العلوم السياسية يؤكد أن التلفزيون مزّق النسيج
الاجتماعي القومي" وهذا الأستاذ هو البروفيسور روبرت د. باتنام Robert
D. Putnam-من جامعة هارفارد المشهورة-الذي قال في
محاضرته في هذا المؤتمر أن دخول التلفزيون إلى الحياة الأمريكية بقوة في
الخمسينيات الميلادية من هذا القرن كان عاملاً رئيساً في الانحدار الذي حصل فيما
بعد في الثقة بين أفراد المجتمع الأمريكي وفي مشاركتهم في الأعمال العامة حتى إنه
صوّر الأمر بالشخص الذي يذهب إلى لعبة البولينج وحيداً. (وهي لعبة لا تصلح إلاّ
جماعياً)
ويقول التقرير بأن البروفسور باتنام قدم
معلومات موثقة تدل على التراجع الحاد في مدى مشاركة الجيل الماضي (الذي نشأ في عهد
دخول التلفزيون) في النشاطات الجماعية كالمشاركة في السياسة، أو الذهاب إلى
الكنيسة، أو المشاركة في الأعمال العامة.
وكان هذا التراجع سببا في تراجع استعداد
الفرد الأمريكي للثقة في مواطنه، وكذلك في الاعتقاد بأن دوافع الآخرين الغرباء أو
حتى المعارف أو الأصدقاء دوافع عدائية وليست دوافع خيرة. ويرى الدكتور باتنام أن
الديموقراطية ترتكز إلى ركنين أساسين هما الثقة والمشاركة المدنية فإن تحطم هذان الركنان
ضاعت الديموقراطية.
ويستبعد الدكتور في الحديث عن تمزق
نسيج المجتمع الأمريكي العوامل الأخرى التي بدأت بعد التلفزيون بفترة ومنها:
ارتفاع نسبة الطلاق، ودخول المرأة الأمريكية إلى سوق العمل، وتوسع برامج الرعاية
الاجتماعية، والركود الاقتصادي الذي حدث بعد عام 1973م، حيث أن هذه العوامل جاءت
متأخرة ولم تؤثر في جيل التلفزيون. ويقدم الدكتور إحصائيات توضح العلاقة بين ساعات
مشاهدة التلفزيون والمشاركة الاجتماعية وأنه كلما ارتفعت ساعات المشاهدة انخفضت
المشاركة الاجتماعية وانخفضت الثقة بين الأفراد. وأشار إلى أن قراءة الصحف تؤدى
على العكس من التلفزيون إلى المشاركة الاجتماعية والثقة المتبادلة.
تعليقات
إرسال تعليق