التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقدمة الطبعة الثانية من كتاب أصول التنصير في الخليج العربي

 

    الحمدلله على نعمه وآلائه والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

    لم يمض وقت طويل على صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب حتى توالت الأحداث على منطقة الخليج العربي بخاصة والعالم الإسلامي بعامة. ففي منطقة الخليج غزت العراق الكويت وتداعت دول العالم لإخراج العراق ونصرة المظلوم فيما قالوا. وبدأت بعض الدول المغاربية في حربها السافرة ضد الحركات الإسلامية لمنعها من المشاركة في السياسة.

    وهذا الكتاب في ضوء هذه المتغيرات يصبح من الماضي البعيد جدا، لكن هذا الماضي مهم في فهم الحاضر والمستقبل. فلو لم يجادل أهل الكتاب ويعاندوا ويقفوا في وجه الدعوة الإسلامية منذ بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولو لم تجتمع أوروبا في حملاتها الصليبية ثم في موجة الاستعمار العاتية لم نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.

         لابد إذن من قراءة الماضي لنفهم الحاضر والمستقبل.

        وكم وددت لو كنت أجد الامكانات لمواصلة البحث في مسألة التنصير في الخليج العربي لأربط موضوع الكتاب بما جرى في العالم الإسلامي في السنتين الماضيتين. فالمسلم مطالب بالوعي واليقظة، ولا يمكن أن يتحقق لنا الوعي واليقظة إلا بالإطلاع على كل ما يكتب الأعداء حتى لا نؤخذ بغتة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حيث بدأ في إرسال السرايا للاستطلاع بعد وصوله إلى المدينة المنورة بوقت قصير.

    وإنني أدعو الباحثين ممن يستطيع الوصول إلى مصادر المعلومات أن يؤدي واجبه في تنوير الأمة بما يجري حولها. فقد تأكد أن المعلومات سلاح فعال في المواجهة في السلم والحرب.

      ويسعدني في هذه الطبعة أن أشكر أستاذي الجليل الأستاذ الدكتور أحمد الخراط على الجهود الكريمة التي بذلها في قراءة مسوّدة الكتاب. كما اشكر أستاذي الدكتور عبد العزيز عبد الغني على تصويبه للكتاب ولابد أن أذكر تشجيعه لي. وأشكر كل من قدم إليّ معروفا أو رأيا.

      أسأل الله عز وجل أن يصفح عني، إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.

      مازن صلاح المطبقاني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...