التخطي إلى المحتوى الرئيسي

اللقاء مع رئيس إدارة الشؤون الاقتصادية والتجارية بسفارة المملكة الهولندية

 الرياض 13جمادى الآخرة 1424هـ  الموافق 11أغسطس 2003م

بدأ اللقاء بترحيب من المستر و. ل.(فريتس) زات W. L.  (Frits) Zaat الساعة العاشرة وعشرة دقائق بدلاً من الساعة العاشرة والنصف حيث إنني وصلت مبكراً. وذكر زات أنه كان حريصاً على اللقاء عندما قرأ رسالة أمين عام مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الموجهة إلى سعادة السفير الهولندي في الرياض.

        وقمت بالتعريف بقسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة واهتمامي الشخصي بالدراسات العربية الإسلامية في الغرب عموماً وفي هولندا بخاصة، وأنني تقدمت بطلب إجازة تفرغ علمي لدراسة (جهود جامعة ليدن في الدراسات العربية والإسلامية خلال النصف القرن الماضي) كما أنني حضرت مؤتمراً عالمياً في هولندا بعنوان (المؤتمر العالمي الأول حول الإسلام والقرن الواحد والعشرين) الذي عقد في جامعة ليدن في صيف عام 1996م.

        وتحدثت أيضاً عن مركز الملك فيصل وأهدافه وجهوده في مجال التبادل الثقافي ومن ذلك المنح الدراسية والباحثين الذين يأتون من مختلف دول العالم، وتمنيت أن يكون ثمة تبادل ثقافي بين المركز وهولندا أسوة بالاتفاقات الموجودة حالياً. كما ذكرت عناية المركز بالمخطوطات ووجود معمل لترميم المخطوطات والمحافظة عليها يعد الأول من نوعه في المملكة وربما خارجها أيضاً. وذكرت ما لدى المركز من مقتنيات تمثل الحضارة الإسلامية في شتى المجالات.

        وتحدث المستر زات عن اهتماماته الثقافية وأنه مكلف بالنشاط الثقافي في المملكة أيضاً بالإضافة إلى مسؤوليته في الجوانب التجارية والاقتصادية، وأنه يشكر لمركز الملك فيصل هذه المبادرة وهو حريص على التعريف بالاهتمام الهولندي بالإسلام وبخاصة أن عدد المسلمين في هولندا بلغ عشرة في المائة من السكان. وأنه يفكر بدعوة عدد من الصحفيين وربما ممثلين عن التلفزيون السعودي للاطلاع على الاهتمام الهولندي بالتراث الإسلامي وبخاصة في مجال المكتبات. وذكر اهتمام هولندا بالإسلام وأن الجامعات والمعاهد الهولندية تقوم الآن بتدريس الدين الإسلامي وتخرج في هذه المعاهد عدد من الأئمة والعاملين في حقل الدعوة الإسلامية.

        أبدى زات اهتمامه بالمملكة العربية السعودية وأكد أهمية تقوية الروابط الثقافية ونوه بالمكانة الهامة للملكة ولوضع المملكة الخاص بالنسبة للتمسك بالإسلام وتطبيقه. وتساءل عن بعض الدعاة إلى الإسلام الذين يتخذون أساليب فيها بعض العنف والشدة، وما الرأي في هؤلاء. فأخبرته أن هذه فئة صغيرة في المسلمين ولكن الغالبية العظمى من الأمة الإسلامية متمسكة بهدي الإسلام وأن الدعوة إلى الله يجب أن تتحلى بالحكمة والموعظة الحسنة. وأن المسلم يشعر أنه صاحب آخر رسالة سماوية فهو يراها الأصلح للبشرية ومن باب الرحمة بالبشرية فهو يدعوها إلى ما عنده من هدي، ولمّا كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله للعالمين كما جاء في القرآن الكريم {وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين} فكل مسلم ينبغي أن يكون رحمة للبشرية كذلك. ولكن هذا لا يمنع أن نؤكد على أنه ليس في الدين الإسلامي إكراه لأحد أن يدخل في الإسلام فيقول تعالى {لا إكراه في الدين} وأضفت بأن في كل الأديان بعض المتعصبين؟ فأكد وجود ذلك وأشار إلى محاكم التفتيش.

        وأشار زات إلى أهمية أن يكون الداعية قدوة في نفسه، فكما جاء عيسى عليه السلام قدوة في دعوته وسلوكه، وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيجب أن ندعو الآخرين بالقدوة وأن نلتزم بما ندعو إليه.

        ثم تناول الحديث المشروعات المقترحة فقدمت له المشروع الذي سيقوم مركز الملك فيصل به وهو إنشاء قاعدة للباحثين في الدراسات العربية الإسلامي في الغرب والشرق. وأن هولندا لها مكانة خاصة في مجال الدراسات العربية الإسلامية وبخاصة أن هولندا هي مقر العديد من مراكز البحوث والمعاهد المتخصصة في العالم الإسلامي، كما أن لها دور مهم في رابطة الجامعات الآسيوية الأوروبية.

        وكان من الاقتراحات التي نوقشت ما يأتي

1-    إعداد نشاط في السفارة الهولندية في الرياض مرة كل ثلاثة أشهر على شكل ندوة أو محاضرة أو لقاء مع باحث هولندي. وذكرت ما تقوم به السفارة الأمريكية من دعوة بعض الباحثين والعلماء الأمريكيين وإقامة لقاءات مع بعض قادة الفكر والرأي في المملكة، وذكرت بعض الأمثلة على ذلك.

2-    إعداد نشرة تعريفية بهولندا وبالاهتمام بالإسلام فيها على أن أشارك في إعدادها بتحضير معلومات عن نشاطات الجامعات الهولندية ومراكز البحوث في مجال الدراسات العربية والإسلامية، والعلاقات الهولندية العربية بعامة والعلاقات الهولندية السعودية بخاصة.

3-    دراسة مسألة إيجاد منح متبادلة بين هولندا والسعودية بحيث يقوم باحثون سعوديون بالبحث في إحدى الجامعات الهولندية وكذلك باحثون هولنديون للدراسة والبحث في السعودية

4-    التفكير في إعداد ندوة مشتركة بين مركز الملك فيصل والسفارة حول الدراسات العربية والإسلامية في هولندا يشارك فيها علماء وباحثون من كلا البلدين أو من المتخصصين العرب والمسلمين في الدراسات العربية والإسلامية في هولندا.

5-    دعوة المسؤولين الثقافيين في السفارات الأوروبية أو دول أوروبا الشمالية للاجتماع مع بعض المثقفين السعوديين لوضع خطوات عملية لتطوير التعاون الثقافي والفكري بين تلك البلاد والسعودية. واقترح المستر زات أن أقدم محاضرة في لقاء يجمع المسؤولين الثقافيين الأوروبيين في السفارات الأوربية في الرياض.

    وفي ختام اللقاء جددت الدعوة التي بعثها أمين عام المركز إلى السفير الهولندي لزيارة المركز، ودعوت المستر زات أيضاً لزيارة المركز.

  

      

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...