يشعر الكاتب أن لديه موضوعات كثيرة ينبغي
الكتابة حولها، ولكن المساحة المتاحة لا تكفي أو إن وقته مشغول عن تناولها بمقالات
مستقلة، لذلك كان لا بد من هذه الوقفات بين الحين والآخر.
إذاعة
لندن وحصاد عام:
اختارت إذاعة لندن رواية نجيب محفوظ أولاد
حارتنا لتكون كتاب العام، وفيلم (المهاجر) فيلم العام. فلا يستغرب أبداً أن
يكون هذا هو اختيار هذه الاذاعة. فرواية (أولاد حارتنا) قال فيها العلماء
المسلمون رأيهم منذ خمسين سنة بأنها طعن مباشر في العقيدة الاسلامية ومنعت في ذلك الحين،
فلماذا تأتي إذاعة لندن لتعدها رواية أو كتاب العام؟ أما فيلم المهاجر فقد قال فيه
المحامي أبو الفيض:"ان الفلم يتناول قصة سيدنا يوسف عليه السلام تناولا
يتعارض مع ما ورد في الكتب السماوية ويحمل مضامين سياسية تحط من قدر مصر وشعبها
"(الحياة 11581 في 28جمادى الأولى 1415)، وقد أصدر الأزهر فتوى بمنع الفيلم،
ولكنه ظل يعرض من شهر أكتوبر حتى نهاية ديسمبر، وقد حقق دخلاً كبيراً قبل منعه، ثم
انتقل الى دول أخرى ليس للأزهر فيها سلطان. فهل يكتب مستمعو هذه الإذاعة معترضين
على مثل هذه الاختيارات؟
الوقفة
الثالثة الأمانة والأمانة العلمية: كان محرراً في ملحق أسبوعي فاستغل عمله في
اتهام أحد أساتذته بالسرقات العلمية، وزعم انه يدعو الى الأمانة العلمية، فأعجبت
بهذه الشجاعة فكتبت اليه مؤيداً فضح السرقات العلمية لأنه كان بين يدي سرقات علمية
لأستاذ في الجامعة الاسلامية. ولكنّي لم أكن أعلم خلفيات انتقاده لأستاذه وأن هذا
الاستاذ وقف في طريق قبوله معيداً في الجامعة لأن هذا الطالب أبدى آراءً تخالف
ثوابت الأمة ومعتقدها. وقد تأكدت أن هاجسه لم يكن الأمانة العلمية حين أغفل موضوع
سرقة أستاذ الجامعة الاسلامية كلياً بل حتى لم يكلف نفسه الاعتذار عن نشرها. والآن
وبعد أربعة أعوام أعلم أن هذا المحرر المسكين يستغل رسائلي على أنها تزكية له،
فبئس ما فعل. وإن لم يكف عن عمله فإنني سأضطر لكشف اسمه.
غزو
روسيا للشيشان:
تساؤل يفرض نفسه ما لفرق بين جمهورية
الشيشان وجمهوريات البلطيق الثلاث استونيا ولاتفيا ولتوانيا التي وقف العالم
الغربي بكله وكليله خلف منحها الاستقلال، وهدد روسيا بالويل والثبور وعظائم الأمور
إن لم تمنحها الاستقلال. وكان ما أراد الغرب وقام البابا بزيارة هذه الجمهوريات. وأما
الشيشان "فلا يواكي لهم" تقصفهم روسيا بكل ترسانتها من الأسلحة ويزعم
وزير دفاعها أن اجتياح عاصمة الشيشان لن يستغرق الاّ بضع ساعات وخيب الله توقعاتهم
فها هو الشهر الأول قد انقضى وأثبت المجاهدون قدرتهم على الصمود أمام الروس مما
جعلهم يستغلون الاعلام الغربي للزعم بأن العرب الأفغان يقاتلون مع الشيشان فهل
أصبح هؤلاء أقوى من روسيا؟ فإن كان المسلمون يقاتلون جهاداً فأرجو أن يكونوا ممن
قال الله تعالى فيهم {إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا
مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ} والعجيب أن إذاعة لندن (القسم
العربي) أشارت في أول يوم من الغزو أنه تم بموافقة الغرب. فهل عداء الغرب وهم بعد
كل هذا؟
تعليقات
إرسال تعليق