بسم الله الرحمن الرحيم
س: كيف ترون أهداف الحوار الوطني؟
ج
_ يمكن أن يكون الحوار هدفاً في حد ذاته، فقد مرت بنا أزمان لا يسمع بعضنا بعضاً،
بل إننا كنّا كما وصفنا الدكتور رشدي فكّار رحمه الله نتحاور ب
"الإلغاء" أي يلغي أحدنا الآخر. أما الحوار الوطني في المملكة والذي بدأ
منذ عامين تقريباً فقد كان تدريباً عملياً رائعاً على الحوار الثقافي الفكري
الراقي. وقد شاركت في الحلقة الثانية منه فوجدت أن الجميع يحصلون على فرصتهم
لإبداء آرائهم والنقاش بحرية لم نعرفها من قبل سوى في ندوات مهرجان الجنادرية
الثقافية.
س2: الحوار الوطني فكرة متجددة في مسيرة
الوطن. كيف ترون تأثيرها في إيجاد أرضية جديدة للتواصل البناء بين أفراد المجتمع
بما يزيد ويرسخ أواصر التقارب والوحدة الوطنية؟ وكيف يمكن أن يتطور؟
ج_
لقد نجحت فكرة الحوار
الوطني نجاحاً كبيراً في جمع مختلف ألوان
الطيف من المثقفين والمفكرين ممن كان لا يُتخيل اجتماعهم تحت سقف واحد. وفكرة
إنشاء مؤسسة تعني بالحوار أمر جديد لم يعرف في الدول الأخرى التي عرفت مؤسسات تشجع
الحوار من خلال المؤسسات التعليمية والثقافية والفكرية. فلو تحولت فكرة مركز
الحوار الوطني إلى مؤسسة محلية تعنى بالدراسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية،
ويمكن أن نطلق عليها اسم "مؤسسة الملك عبد العزيز للعلوم الاجتماعية"،
وهذه تقوم بدورها بتشجيع البحث العلمي في العلوم الاجتماعية بفروعها المختلفة، كما
هو الحال في كثير من الدول. ومنها على سبيل المثال المجلس الهندي لبحوث العلوم الاجتماعية، والأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،
أو المجلس العالمي للبحوث الاجتماعية، وغيرها. وهذه المجالس تقوم
بدورها بدعم الباحثين والجامعات ومراكز البحوث على عقد ندوات ومحاضرات وبحوث
ومؤتمرات محلية ودولية حول القضايا التي تهم بلادنا. لقد لاحظت أن المجلس الهندي
للعلوم الاجتماعية يشجع أساتذة أفراداً على تنظيم عقد ندوات حول قضايا معينة، ومن
هذه القضايا مثلاً البحث في الغرب كعقد ندوة حول أحد كبار المفكرين الاجتماعيين
الفرنسيين.
س3:
ما الذي تتمنونه من المشاركين والمشاركات في هذه اللقاءات وهم يناقشون قضايا بالغة
الأهمية في الوقت الذي نشهد كثيراً من الأحداث والمتغيرات على المستوى المحلي
والعالمي؟
ج3_ الإخلاص والجدية والمسؤولية، فإننا
بدون هذه الشروط الثلاثة لا نستطيع أن نُنْجِح أي حوار، كما يجب أن يتخلص المحاور
من أهوائه الشخصية أو المذهبية أو العرقية، ويجب أن يكون جاداً يدرس الأمر الذي هو
مدار الحوار فيعرفه بعمق، ويكون على بصيرة مما يدلي من آراء.
س4: كيف تنظرون إلى الصيغة الحوارية التي يطرحها مركز الملك
عبد العزيز للحوار الوطني.
لقد حضرت لقاءً واحداً من اللقاءات
الوطنية، وكانت الصيغة راقية، بحيث استمع الحاضرون إلى عدد من البحوث حول الغلو،
ثم أُفسح المجال للجميع أن يعلقوا حول
الموضوع أو قريباً منه للوصول إلى وضع أفضل. ولكن الحوارات الأخرى التي تناولت
المرأة والشباب فهي قدمت بصيغة ممتازة وحبذا لو كان هناك ملخصات لما قدم من بحوث
ونقاشات.
كما آمل أن يكون هناك بعض العلنية في هذه
الحوارات. صحيح أن بعض المتحاورين قد يقولون أشياء داخل جدران القاعة يمكن أن تسبب
مشكلات لهم خارجها ولكن أعتقد أن كثيراً من الأمور التي كان مسكوتاً عنها
ينبغي الجهر الآن.
س5-
ما أهم القضايا التي ترون أن لها الأولوية في مناقشتها في وقتنا الراهن؟
ج:
القضايا كثيرة ولكن
كما قلت لو أن المركز الوطني تحول إلى أكاديمية الملك عبد العزيز للعلوم
الاجتماعية وترك الأمر للأقسام العلمية ومراكز البحوث والمؤسسات البحثية المختلفة
لاقتراح موضوعات لكان أفضل. فما يهمني كباحث في الفكر الغربي أو الاستشراقي قد لا
يهم كثيراً من الباحثين.
س6: في ختام اللقاء بم نخرج من خلال تأمل تجربة الحوار الوطني؟
ج_
كانت الإجابات
السابقة تأمل لتجربة الحوار الوطني وتفاعل معها، ولكن لي كلمة أننا بحاجة إلى
الحوار كحاجتنا للماء والهواء. بحاجة إلى حوار الوالدين مع أبنائهما، وبحاجة إلى
حوار مدير المدرسة مع الأساتذة والطلاب، وبحاجة إلى حوار بين المدير في أي مؤسسة
أو منشأة تجارية ان يتحاور مع موظفيه. يجب أن نسمع للصغار في بيوتنا وللصغار
وظيفياً
تعليقات
إرسال تعليق