حر ومذهب كل حر مذهبي
عندما كنت في مؤتمر التجمع العربي التركي في
أنقرة يوم 6 محرم 1432 طلبت التعليق في الجلسة الختامية، وكان من المطلوب أن أعرف
بنفسي فقلت: أستاذ جامعي حُر، وأقصد كلمة حر، فضحك كثيرون يظنون أنني قلت طرفة أو
نكتة، ولكني قصدت الكلمة بكل معانيها فأحمد الله أنني لم أفرط في حريتي كثيراً،
لأن الحرية مسألة نسبية. فكل منّا يتنازل عن جزء من هذه الحرية كما قال الشاعر
حب
السلامة يثني عزم صاحبه ويغري المرء بالكسل،
وإليكم
القصيدة
حر
ومذهب كل حر مذهبي
ما كنت بالغاوي ولا المتعصب
إني
لأغضب للكريم ينوشه
من دونه وألوم من لم يغضب
وأحب
كل مهذب ولو أنه
خصمي، وأرحم كل غير مهذب
يأبى
فؤادي أن يميل إلى الأذى
حب الأذية من طباع العقرب
لي
أن أرد مساءة بمساءة
لو أنني أرضى ببرق خلب
حسب
المسيء شعوره ومقاله
في سره: يا ليتني لم أذنب
***
أنا
لا تغشني الطيالس والحلى
كم في الطيالس من سقيم أجرب؟
عيناك
من أثوابه في جنة
ويداك من أخلاقه في سبسب
وإذا
بصرت به بصرت بأشمط
وإذا تحدثه تكشف عن صبي
أني
إذا نزل البلاء بصاحبي
دافعت عنه بناجذي وبمخلبي
وشددت
ساعده الضعيف بساعدي
وسترت منكبه العري بمنكبي
وأرى
مساوئه كأني لا أرى
وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وألوم
نفسي قبله إن أخطأت
وإذا أساء إليّ لم أتعتب
متقرب
من صاحبي فإذا مشت
في عطفه الغلواء لم أتقرب
أنا
من ضميري ساكن في معقل
أنا من خلالي سائر في موكب
فإذا
رآني ذو الغباوة دونه
فكما ترى في الماء ظل الكوكب
تعليقات
إرسال تعليق