جاء
في الحديث الشريف أن المسلم إذا أحب أخاه المسلم ينبغي له أن يبلغه أنه يحبه في الله،
ومن الإجابات على ذلك أن يقول له (أحبّك الله الذي أحببتني فيه)، والعلاقة بين
الكتّاب والقراء ينطبق عليها شيء من ذلك فإن أحب قارئ كاتباً فلماذا لا يقول له
ذلك وما أجمل أن يدعو له بظهر الغيب دعوة يرجو ثوابها حيث يقول له مَلَكٌ (ولك
مثلها). والرسائل بين الكتّاب والقراء لا بد أن تقود إلى فوائد كثيرة، وإن كنّا
نشكو من كسل القراء عموماً عن التجاوب مع الصحافة، ولو ذهبنا لنقارن بين الرسائل
التي ترد إلى بعض البرامج الإذاعية والتلفازية مثل ما يطلبه المشاهدون أو
المستمعون لكانت المفارقة عجيبة جداً.
وفيما
يأتي بعض الرسائل التي وردتني في الأسابيع الماضية:
العم
الأستاذ مصطفى أمين بصنوي: الأستاذ مصطفى بصنوي
من أقدم المذيعين التلفزيونيين في المملكة العربية السعودية فقد عمل في محطة
تلفزيون المدينة المنورة منذ البداية فهو من الروّاد بحق. وهذا يجعلني أتساءل هل
فكرت وزارة الإعلام في إعداد كتاب توثيقي عن التلفزيون والإذاعة ومن عمل بهما ومن
أسهم في برامجهما، فإن مثل هذا التوثيق مهم في العصر الحاضر. أشكر الأستاذ مصطفى
البصنوي على متابعة مقالاتي ولا أستطيع أن أنقل عباراته، ولكني أرجو الله أن يكتب
لي ولك وللقراء الإخلاص فيما نقول ونفعل.
الأستاذ
عبد الرحمن منشي: أنت الذي تستحق الشكر لاهتماماتك
بهموم أبنائك طلاب وطالبات الجامعة وما كتبتُه إلا بسبب ما واجهته شخصياً في
التدريس من البحث عن الكتاب المناسب ولذلك جاء تعليقي على موضوع الكتب المنهجية في
الجامعات وارتفاع ثمنها وعدم توفرها. وأرجو ألا يطول هذا الأمر فإن التصوير سرقة
للمؤلفين –حتى
وإن قيل عن جواز سرقة العلم – فالمسألة تتعلق بحقوق
الملكية الفكرية وجهود المؤلفين والناشرين وأصبح الكتاب يكلف كثيراً في إعداده
ونشره. فمتى تقوم الجامعات بإنشاء قسم تجاري داخل الجامعة يبيع المقررات الجامعية
ويستعيد المستعمل منها ويعيد بيعه؟ متى؟ متى؟
وأشكرك أيضاً على تأييدي في مسألة وضع
عنوان المراسلة للكتّاب حتى يستطيع القراء الكتابة إلى الكتّاب لتناول الموضوعات
التي لا يحسنون التعبير عنها بأنفسهم.
صاحب
الرسالة غير الموقعة: وصلني فاكس غاضب من
مقالتي عن إطالة خطبة الجمعة التي كانت قبل شهرين تقريباً-أي في أواخر الصيف-وعدم
قدرة الخطيب على ترتيب أفكاره وضبط عناصر الخطبة. يا أخي العزيز أو أختي العزيزة
إنني أستمع الخطب منذ أكثر من ثلاثين سنة وقد استمعت إلى مختلف أنواع الخطب
بالإضافة إلى اشتغالي بالكتابة يجعلني أتبين الخطبة المؤثرة من الخطبة المنفرة.
أما تساؤلك عن قناعتي بأهمية الحديث عن الحجاب ومسائله. فمن ينكر أهمية هذه
المسألة في زمن نجد فيه دعاة إلى ما هو أبعد من ترك الحجاب. ولو لم يكن الحجاب
مهماً لما نزلت آيات كريمة من القرآن الكريم توضح تفاصيل أحكامه.
أما موضوع (مدينة عربية للسينما) فإنني لا
أُفْتي وأعرف أنّ (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار) ولكني تحدثت عن واقعنا
ووجود السينما حالياً واستغلال أصحاب الفكر المنحرف لهذا المجال وبخاصة أعداء
الأمة من يهود وغيرهم، فبثوا من خلالها كل أفكارهم الهدّامة وحاربوا القيم
الأخلاقية والفضيلة والعفة، ودعوا إلى الرذيلة والعنف والجنس حتى أصبح لديهم ما
يسمى سينما الخلاعة والخسة. ولكن كيف للمسلمين أن يقتحموا هذا المجال فأمر أتركه
للمتخصصين من الإعلاميين الذين يعرفون أمور الشريعة، أو يستعين الإعلاميون بعلماء
الشريعة لبحث مثل هذه القضايا.
الرابطة
الدينية لمسلمي مدينة سانت بطرسبرج: لهذه الرابطة مندوب
في المدينة المنورة وقد كتب إليّ يطلب نشر نداء الرابطة واستغاثتها للمساعدة في
نشاطات الرابطة وبخاصة أن لديهم أرضاً ومشروعاً لبناء مركز إسلامي. يا أخي الكريم
إنني أعتقد أن أي عمل إسلامي ينبغي دعمه وتأييده. والمملكة العربية السعودية ممثلة
في الهيئات الرسمية والخاصة عرف عنها المشاركة في دعم النشاطات الإسلامية وها هي
آثارهم في كل أنحاء الدنيا فلا تتردد في التوجه إليهم.
تعليقات
إرسال تعليق