أمهات ضد القيادة تحت تأثير الخمر
([1])
ترجمة وتقديم
مازن مطبقاني
تقديم:
قدمت في الأسابيع الماضية عدداً من المقالات عن
جوانب من أمريكا وكانت كلها تقريباً تتناول جوانب سلبية وقد يعترض البعض على هذا
الأسلوب من دراسة الغرب وهو صحيح في جانب منه، فلسنا بحاجة إلى أن نغرق في معرفة
عيوبهم وسلبياتهم ومصائبهم وكوارثهم ولكن لأن منّا من أصيب بحالة انبهار أعمى
بالغرب فظن أن الغرب هو الفردوس على الأرض
لذلك بدأت أبحث عن جوانب إيجابية من الغرب
فتذكرت أن هناك منظمة أو جمعية أسستها أمهات لمحاربة قيادة السيارات أو المركبات
أثناء تعاطي الخمر وقد تأسست الجمعية عام 1980 وقد مرّ عليها الآن تسع وثلاثين
سنة، وهذا تعريف بالجمعية كما ورد في صفحتهم في الإنترنت. وأرجو أن أجد موضوعات
أخرى في الأيام القادمة بإذن الله.
كم هو مدهش ماذا يمكن أن ينجزه حب أم
واحدة. أسست كاندي لايتنر Candy Lightner عام 1980جمعية اسمها "أمهات
ضد القيادة تحت تأثير الخمر) (MAAD) حيث قال أكثر من 21 ألف أمريكي بسبب حوادث السير تورط فيها على
الأقل سائق واحد دمّرته الخمر. واليوم وبعد خمس وثلاثين سنة نقص ذلك الرقم بحوالي
خمسين بالمائة. تعد جهود هذه الجمعية من أكثر الجمعيات الشعبية نجاحاً في عصرنا
ولا تزال جماعة ضغط قوية جداً
بدأت
بمأساة
لم
تتطلع كاندي لايتنر لتصبح ناشطة، ففي عام 1980 كانت أماً وربة بيت حتى تحطمت عندما
قتلت ابنتها كاري ذات الثلاثة عشر عاما من قبل سائق ثمل له سابقتين مسجلتين
بالقيادة بمخالفة في كمية الكحول في دمه. وبعد أيام من الدفن وقفت الأم الحزينة في
غرفة ابنتها وتعهدت بأن تساعد في منع الموت الذي لا حاجة له مثل موت ابنتها. وقد
شاركها عدد قليل من الأمهات اللاتي فقدن أطفالهن في حوادث سير. والباقي هو تاريخ
الجمعية.
إنجازات الجمعية
لم
تقلل الجمعية منذ تأسيسها عدد الموتى بحوادث تتعلق بالكحول والقيادة كل سنة ولكنها
أيضاً غيّرت نظرة الأمريكيين إلى تناول المسكر وقيادة السيارات. ففي عام 1980 كان
شرب عدد من كؤوس الخمر ثم السياق يعد أمراً مقبولاً في معظم الدوائر الاجتماعية.
وكان هناك نكات حول الأمر وأناس افتخروا بقدرتهم على القيادة "تحت تأثير
الكحول" وفي ذلك الوقت كانت الغرامات لمخالفات تجاوز نسبة الكحول في الدم
متواضعة وغالباً لا تزيد عن غرامة مالية.
واليوم وبعد جيل أصبح تناول المسكر
والقيادة من المحرمات كما كان يجب أن تكون دائماً والشكر في جانبه الأكبر لجهود
جمعية الأمهات ضد القيادة تحت تأثير الكحول. وفي يوم من الأيام كان يتم الاعتراف
بمن قتل من خلال اجتماع أو سياسي أو مواطن حتى لم يعد القتلى بحوادث القيادة تحت
تأثير الخمر مجرد رقم ولكن هو ابن أحدهم أو ابنه أو أخته أو أمه أو زوجه أو زوجته.
ومن أول اجتماع تم في غرفة نوم كاري لايتنر أصبح الأمر شخصياً للجميع كما كان لهم.
لقد كانت لجمعية ماد دور فعالاً في تمرير
قوانين خفّضت مستوى كحول في الدم. وبحلول عام 1982 قدمت قوانين صارمة في 35 ولاية
وتم تمريرها في 24 ولاية كما تمر قبول 129 قانون جديد واستمر تأثير قانون كرة
الثلج. كما حصلوا على دعم من الحكومة الفيدرالية لرفع العمر القانوني لتعاطي
الكحول إلى 21سنة. وفي عام 1983 وقع الرئيس ريجان قانوناً موحداً للسن القانوني
لشرب الخمر بعد سنوات من الضغط، كما وقع كلينتون تشريعاً سوف يخفض مستوى الكحول في
الدم في الولايات المتحدة إلى 0.
ماد اليوم
ولا
تزال الجمعية مخلصة ونشطة كما كانت قبل خمسة وثلاثين سنة. وتستمر حملة التعليم
ونشاط الضغط. وبالنسبة لهذه الجمعية فالعمل لن يكون مكتملاً حتى لا يموت شخص واحد
أو يُجرح ي حادثة مرور بسبب القيادة تحت السكر.
تعليقات
إرسال تعليق