الرياض 6 الحياة الاجتماعية 2

 

كان جزءاً من الحياة الاجتماعية في الرياض يتم من خلال المنتديات في الإنترنت فقد أصبحت عضواً في عدد من المنتديات أولها (ابن الإسلام) والثاني جامعة الملك سعود، ثم جامعة الإمام ثم منتدى ساعة حوار ومنتدى بناء ومنتدى الشبكة الليبرالية السعودية ومنتدي الساحة السياسية ومنتديات أخرى مثل مدونتي "الكلمة الصادقة"، شاركت في الحديث مع الطلاب والطالبات وكنت من الأساتذة القلائل الذين يتفاعلون مع الطلاب وحتى كنت ضيفاً لمنتدى الطلاب المبتعثين في أمريكا، ومن أبرز المنتديات منتدى تفسير فقد كان علمياً بحتاً

وبالإضافة إلى الموضوعات اليومية التي تمس حياة الطلاب ومشكلاتهم كنت أجد في هذه المنتديات فرصة لأتحدث عن رحلاتي والمؤتمرات والنشاطات العلمية التي أقوم بها ومن الرحلات التي كانت البداية الحديث عن إيطاليا وألمانيا والسويد وإسبانيا وبريطانيا واليابان وهونج كونج وماليزيا والهند وباكستان وتايوان وأمريكا وهولندا.

وكان من ثمرات المنتديات أن جمعت معظم ما كتبت في ثلاثة كتب هي رحلاتي إلى بلاد الإنجليز ورحلاتي إلى مشرق الشمس، ورحلاتي إلى أوروبا والطبعة الثانية من رحلاتي إلى أمريكا وكذلك رحلاتي إلى المغرب العربي.

واستضافني الطلاب والطالبات في منتدياتهم فأمطروني أسئلة وأمطرتهم إجابات وكان بعضها عن مسيرتي العلمية أو أسئلة علمية بحتة وكان منها أسئلة عن حياتي الخاصة الشخصية. وكان في هذه المنتديات من المجال للكتابة بحرية تامة لأنه لا رقيب من رئيس تحرير أو غيره غير مراعاة ما يقال وما لا يقال وكان البعض يرى أنني جريء أو شجاع، ولكن كما قالت الأديبة الفلسطينية سحر خليفة " الكاتب الذكي كاتب مراوغ، ولولا المراوغة لما كتبت أكثر ما كتبت. ولو لم أراوغ لما كتبت كثيراً في تلك المنتديات، والشجاعة مصدرها أننا لا نموت قبل أن نمووت وأن اليد المرتعشة لا تكتب شيئاً وكنت أقول عن الخوف:نحن نموت قبل أن نموت، وأتذكر المثل الحجازي "ما يقطع الراس غير اللي ركّبها، والمثل الآخر:ما ينزل من السماء تتلقاه (تستلقاه) الأرض" ولذلك كتبت ما لا يكتبه غيرى وأعرف أنهم يملكون ناصية القلم أفضل مني ولهم أسلوب عذب جميل ولكن قاتل الله الجبن.

فمن القضايا التي أثيرت في منتدى جامعة الملك سعود قضية المواقف وقد كانت المعاناة عامة أساتذة وطلاباً وموظفين وزائرين. وشاركت في هذا الموضوع وكان مما كتبته لو كان مدير الجامعة يعاني مثلنا لسارع إلى إيجاد حل لها ولكن مدير الجامعة يصل إليها وأمامه ونانات وخلفه وله مكان محجوز فقرأ المدير ما كتبت واستدعاني وقال لي أمامك فرصة لتقديم حلول لهذه المعضلة ولك مكافأة مالية.

لقطات مختلفة من الرياض:

    تعرفت من خلال تويتر على الشاعر المبدع سليمان الجفن من بريدة معشوقته، وكان يسكن في الرياض وقلبه معلق في بريدة ومن خلاله تعرفت إلى مجموعة من أصدقائه لهم اجتماع كل ثلاثاء في أرض خالية ويمضون ساعات من الليل بعد العشاء وأذكر منهم بدر البديوي وعبد الله الفراج وزياد الجميعة والدخيّل خبير الأعشاب والمقاول (الكبير) العودة.

       وكان لي في الرياض معارف نسيت أسماءهم ولكن كان من ثمار اللقاء بهم ومعرفتهم تقديم العديد من المحاضرات هنا وهناك وفي أماكن لا أستطيع أن أهتدي إليها مرة أخرى فواحدة مثلاً كانت في امتداد شارع خالد بن الوليد ومحاضرة أخرى في طريق الدمام في إحدى الاستراحات حتى إنني صحبت ابني أحمد في المرتين – ليس خوفاً- ولكن للاستئناس برفقته.

     ولقيت شخصيات باهتةً باهتة أو سمجة وسخيفة –معذرة للأوصاف- وأحدهم هو الدكتور عبد المحسن عبد الراضي أستاذ أصول الدين بجامعة الإمام وكان لي معه قصة طريفة أنني قدمت له كتاباً قمت بترجمته بعنوان حقيقة الدين في عصرنا للمستشرق مونتجمري وات وقد وعدني بكتابة تعليقات عليه خلال الإجازة الصيفية، وعاد بعد الإجازة واعتذر أنه لم يستطع أن يقوم بالتعليق ومرت سنة ووعد في الإجازة أن يقوم بذلك وعاد من الإجازة ولم يف بوعده فعرفت أنه كاذب مخادع، ثم عرفت أنه كان في جامعة الإمام يستغل من طرف ضد طرف ثم طُرد، وعاد إلى مصر لينضم للانقلابيين فتعساً له وتعسا.

      من الصعب تذكر أحداث سبع عشرة سنة في أيام ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالجيد وبقي حديث عن رسالة الدكتور صالح بن حساب الغامدي فقد اتصل بي قائلاً لديه خطة بحث رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية وقد أخبرته الجامعة إنهم لا يوافقون عليها ما لم يوافق عليها مازن مطبقاني ويقبل الإشراف. فقبلت وكلّفت بالإشراف وكان الموضوع حول دراسة التصوف في مراكز البحث الأمريكية. وأعتقد أنه انطلق في الموضوع من ندوة مركز نيكسون التي ترجمتها ونشرت في المشباك (الإنترنت) ولم يشر لذلك في الخطة فلم أغضب وقد لا يصح للأستاذ أن يغضب من سهو حدث لتلميذه حتى لو كان عمداً، وأتم الباحث الدكتور صالح رسالته في أقل من أربع سنوات، وكانت طريقتي أن يبعث الفصل فأقرأه وأبعث ملاحظاتي فلا يعيده إليّ ثقة بأنه سيأخذ بما هو مقتنع به وفي يوم اتصل بي وقال سأرسل لك فصلاً هذا اليوم وأريد ملاحظاتك هذه الليلة لأتم طباعة الرسالة وأسلمها من أجل موعد مجلس القسم، فقلت له يا صالح هذا طلب صعب ولكن أبشر.

      وفي المناقشة انتقد المناقشون نقطة في الرسالة فقلت لهم وأنا أشارككم الرأي فقد قلت له يا صالح لقد بالغت في هذه النقطة ولكنها رسالتك ودافع عنها. والحمد لله نال الدرجة بامتياز أي مرتبة الشرف الأولى والتوصية بالطباعة والتبادل مع الجامعات.

    وكان هناك رسالة أخرى عن آن ماري شميل ومستشرق آخر وكان رأي الجامعة موافقة الدكتور مازن وقبول الإشراف فبعثت إليه بما أراد ولكن لم يكلفوني بالإشراف خوفاً أن تتأخر الإجراءات فيضيع وقت ثمين على الطالب، وكنت أنتظر ذوقاً أن أُدعى للمناقشة ولكن لم يتم ولعل لهم عذر وأنا ألومهم.

 نادي الجلطات

خاطرة من عام 12/3/2009

ودخلت نادي الجلطات والحمد لله

     قبل ثلاثة أسابيع قدّر الله علي الإصابة بجلطة في الدماغ وذهبت للعلاج في طوارئ مستشفى الملك خالد لأن ذلك من حقوقي على جامعتي الموقرة، ولكن بعد معاناة زادت عن خمس ساعات قررت الطبيبة (أعصاب ومخ واسمها ريم ) أن أدخل المستشفى لإكمال الفحوصات ولكنها لا تضمن وجود سرير لي وعلي أن أبقى في الطوارئ حتى يفرغ سرير أو أجد واسطة أو يموت أحد المرضى فيشغر سريرة أو أموت أنا في طوارئ المستشفى فيتحمل معالى المدير دمي ووزير التعليم العالي و لا أحب الحديث كثيراً في هذا الأمر، ولكنها جلطتان في الدماغ لم تترك الأولى أي أثر وأخذني أبنائي إلى مستشفى جامعة الملك سعود ومكثت ساعات أنتظر أن يجدوا سريراً لإدخالي المستشفى وإتمام العلاج ولكم لم يجدوا سريراً وكنت على رأس العمل فتطوع الدكتور يحيى جنيد أمين عام مركز الملك فيصل واتصل بمستشفى دلة فقبلوا دخولي ولم أحتج سوى ثلاث أيام حتى قلت إنها أخف من الرشح. بينما أثرت الثانية على التوازن والنطق والبلع وشفيت منها بنسبة كبيرة والحمد لله وأرجو الله أن يصبح الشفاء تاماً مائة بالمائة. وكان علاجي في مستشفى الحبيب وهذه الجلطة عطلتني عن عمل أحبه وهو إلقاء المحاضرات، وكان من المقرر أن أجري مقابلة شخصية للعمل في جامعة الفيصل لتدريس العلوم الاجتماعية وشاء الله أن تكون الجلطة. ولكن بعد عدة أشهر عدتُ من جديد وقدمت ست أو سبع محاضرات عامة ودورة في مهارات المشاركة في المؤتمرات والندوات، وشاركت في مؤتمر في الجزائر وكان صوتي رديئاً مما اضطرني للاعتذار في بداية المحاضرة رغماً عني، ولكني ليلة التاسع عشر من جمادى الآخرة 1434 في محاضرة بعنوان (الجانب الإيجابي من الاستشراق) كانت لا بأس بها ولم أعتذر وقدمتها بطريقة عادية والحمد لله.

     وبعد الجلطة الثانية كنت أتحدث مع الأستاذ بشير أبو ياسر فذكر لي أنه وعد الطالبات بأمر، وأحياناً لا أستوعب الحديث في الهاتف إما لأن التكنولوجيا تؤذي الإذن والمخ أو ربما لضعف في ذكائي، ولكن ما فهمته أن يريد أن أحدثه عن أحداث ما بعد الجلطة وكأنها ما بعد أحداث نيويورك

         المهم أرفق لكم فهرساً لكتاب جديد وفي الأيام القادمة أتحفكم ببعض الأشياء الأخرى فهل تستطيعون من الفهرس أن تقترحوا علي عنواناً للكتاب؟ وهل منكم من يعرف شخصاً قادراً على التحرير الأدبي ويكون مثقفا واعياً ويكون التحرير عنده ليس عملاً تجارياً مع أنني مستعد للدفع إن شاء الله وإليكم الفهرس فهرس كتاب تجاربي في حضور المؤتمرات

 

 

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية