صحيفة المدينة سبقت CNN


                            
لم ينشغل العالم بقضية كانشغاله بقضية مونيكا جيت، أو الفضائح الجنسية لنـزيل البيت الأبيض. وقد كتب الكاتبون كثيراً حول هذا الموضوع ولم نقرأ رأي الإسلام في هذا الموضوع بتفصيل أجمل مما كتبه الأستاذ عصام مدير المحرر المتعاون مع هذه الصحيفة. لم يكتف بكتابة تقرير واف عن الموضوع بل أجرى حواراً مع أستاذة القانون بجامعة ريتشموند بولاية فيرجينيا الأمريكية ورئيسة جمعية "كرامة " للمحاميات المسلمات المدافعات عن حقوق الإنسان البروفيسور عزيزة الهبري. (المدينة المنورة في 10جمادى الآخرة 1419) 
وكأن شبكة الأخبار الأمريكية سي إن إن CNN انتبهت إلى أن للإسلام رأياً في الموضوع فاستضافت الأستاذة نفسها وتحدث مراسل الشبكة المصري من أمام بوابة الجامعة حول الموضوع. ولم تشر المحطة إلى سبق صحيفة (المدينة المنورة). وتعجبت لماذا تأخر الإعلام الإسلامي في بينان رأي الإسلام في القضية ولماذا لم يلفت أحد نظر الرئيس الأمريكي أن المجتمع الأمريكي ظلمه كثيراً في إطالة التحقيقات حول هذه القضية وتجسس على حياته الخاصة بأسلوب لا يليق أن يُتجسس به على أي مواطن أمريكي. ومن الطريف أن كلينتون تحدث عن توبته وأنه حصل على بعض الكتب الدينية اليهودية التي تتناول التوبة والندم وإصلاح النفس. أما التوبة فإنه إن لم يصل إلى ارتكاب الزنا. فإن ما جاء في قوله تعالى )إن الحسناتِ يُذْهِبْن السيئات( يدل على أن الأمر ليس فيه حد أو عقوبة، فيقول القرطبي عن سبب النـزول أن رجلاً من الأنصار وقع في عمل لم يصل إلى الزنا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم طالباً أن يطهرّه فنزل قول الله تعالى ) أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات( فأخبره بأنه غفر له بصلاته. 
والآن يمكن للرئيس الأمريكي أن لا ينظر إلى الوراء كثيراً فقد لعب السياسيون لعبتهم ووصلوا بالقضية إلى نقطة اللارجعة (كما يقال) وعليه التفكير بعمق في الأسباب التي أدت إلى وصوله إلى هذه المرحلة. لقد تناولت مجلة التايم الأمريكية قضية الثورة الجنسية التي عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الستينيات من القرن الحالي وما أدت إليه من هوس جنسي قد يكون الرئيس الأمريكي وقع ضحية له. والثورة الجنسية كانت مبنية على خطة خطيرة لجعل الجنس هو المعبود لدى الرجال والنساء شباباً وشيباً.
وقد استخدمت وسائل الإعلام والثقافة في نشر هذه الثقافة الجنسية فنُشرت الكتب من أمثال زوربا اليوناني وروايات هيرمان هسّه اليهودي الألماني وظهرت أفلام كثيرة تتناول الجنس بصراحة وأصبحت (نجمات) و(نجوم) هذه الأفلام يستضافون في قنوات التلفزيون الرئيسية في كل أنحاء الولايات المتحدة. وظهرت كتب في الموضوع ومنها الكتاب المشهور (كل ما تريد أن تعرفه عن الجنس ولكن تخجل أن تسأل) وقد أصبح هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً في الولايات المتحدة في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. ومن الأمثلة على شدة تأثير ثورة الجنس أن انتشرت موجة الهبيز الذين يعيشون حياة أقرب إلى البهيمية.
ولعل الرئيس يفكر في كيفية محاربة آثار هذه الثورة الجنسية في الجيل الجديد فهو سيغادر الرئاسة إما مستقيلاً أو مقالاً أو حتى بعد انتهاء فترة رئاسته ومازال في بداية الخمسينيات فليكرس حياته للدعوة إلى الفضيلة وتشجيع الجمعيات تحارب الانحلال والفساد. وسيكون له التأثير في هذا المجال لأنه عمل في مجال المحاماة فيمتلك المؤهلات والمواهب في مخاطبة الجماهير كما يملك القدرات التنظيمية.
أما الأمر الثاني فإنه قد عرف أثر اليهود في قضيته وهو الذي فتح لهم المجال حتى إنه لم يحظ اليهود بمثل هذا النفوذ في أي حكومة سابقة. وقد قيل عن اليهود إنهم لا يرضيهم أي شيء فكلما حصلوا على شيء من السلطة سعوا إلى الاستحواذ عليها كلها. فعليه أن يسعى إلى تقليص هذا النفوذ وبالتالي تحذير أمته كما فعل ويفعل السيناتور الأمريكي بول فيندلي الذي أسس جمعية الدفاع عن المصالح الأمريكية وقد بلغ أعضاؤها عشرات الألوف الآن فليتعاون معهم في هذه الجمعية. فشكراً لعصام مدير وشكراً لصحيفة المدينة المنورة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية