السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفو أخي مازن مطبقاني لم أقم في حقيقة الأمر إلاّ بأقل ما
يجب القيام به وهو الواجب! كما أشرت في تعقيبي السابق في جواب على سؤال وجهته لي
بارك الله فيك قبل أيام . مع الأسف لم أتمكن لظروف قاهرة من الحضور في المؤتمر لالتزامات في مهمة
أخرى وأضفت أن لدي فقط فكرة واضحة حول الخطوط العريضة للنسخة الأولى لهذا المؤتمر
في سنة 2002 حيث تتبعت كل أشغال وندوات المؤتمر في ألمانيا.
لعل تكون هناك فرصة قادمة ان شاء الله في موضوع أو نقاش لعرض بعض الخطوط
العريضة للمواضع التي لاحظت يتم التركيز عليها والتي تضاف الى أجندات السياسية
الخارجية لهذه الدول ومن هم المفكرون الجدد في الاستشراق الذين لديهم مشاريع ضخمة
شبه مجهولة لدى دولنا بتمويل خيالي من أجل بحث مواضع خطيرة تخص المسلمين عامة والإسلام
خاصة
كمثال (سأقتصر على هذا المشروع وهناك أمثلة لمشاريع أخرى) مشروع ألماني
بتمويل ضخم لمعهد استشراقي ألماني تم عرضه فقط كفكرة وتم تقديم خطوطه العريضة في
نسخة المؤتمر الأولى سنة 2002 أشد انتباهي رغم أن في قاعة المؤتمر الضخمة (حينها
كانت شبه فارغة حوالي 400 فرد كلهم من الأوربيين واليابانيين ونحن الحضور الإسلامي
لا يتجاوز 4 أفراد لتتحول هذه الفكرة إلى أكبر مشروع استشراقي في أوربا من ناحية
التمويل والمدة الزمنية للمشروع وعدد المستشرقين الذين يشتغلون على هذا المشروع:
المشروع باختصار:
«أصل القرآن» (هنا غيرت في الترجمة اللفظ لأنهم استعملوا كلمة لاتينية تعني
الجسم أو الهيكل العنوان الأصلي إذن هو «الجسم القرآني») ومنهجيته في الدراسة
الاستشراقية الاستعانة بالمخطوطات القديمة وغيرها في منطقة اليمن ومحاولة صناعة
سيناريو تاريخي واجتماعي لحقبة تاريخية واجتماعية خلال فترة نزول الوحي ونزول النص
القرآني هذا من ناحية من ناحية أخرى استعمال اختلاف القرءات للقرآن الكريم
المعروفة ورش، عاصم، ابن كثير وغيرها من أجل البرهنة على اختلافات في النص القرآني
حسب المحيط الاجتماعي والسياسي!
بعبارة أخرى الهدف هو: محاولة التشكيك في أن القرآن كلام الله عز وجل والتشكيك في أنه منزل
ومحفوظ من كل تحريف وفي هذا يستعملون كل الأدوات لإثبات أن القرآن لا يختلف عن
التوراة والإنجيل بأنه حسب قولهم أيضا تعرض للتحريف (أستغفر الله العظيم)
أما الغاية على
المدى البعيد التي يردون تحقيقها: كما فعلوها في
الماضي لكن ولله الحمد فشلوا أقصد هنا موضوع السنة ومحاولة إنشاء فرق ضالة
تابعة لهذه الدراسة لترويج هذه الأفكار على غرار ما فعلوه في السبعينات والثمانينات
والتسعينيات القرن الماضي عبر التشكيك في السنة في أنشاء جماعة ما يسمى القرآنيين
التي مع الأسف لديها نجاح واسع بين شباب المسلمين في الدول الغربية.
هذا نموذج فقط لبعض
المشاريع الضخمة الجارية للمستشرقين التي تحاول زعزعت عقيدة المسلمين في الدول الإسلامية
ولكن أيضا في الدول الغربية وهذه المشاريع أيضا سوف تخرج بمراجع وكتب سوف تدرس للأطفال
وطلاب المسلمين في كل من فرنسا وألمانيا بعدما أن قررت كل منهما هذه السنة إنشاء
معاهد جامعية يتخرج منها أساتذة ألمان لتدريس الإسلام للمسلمين في المدارس والثانويات
العامة
في ألمانيا وجهت عدة جهات أكاديمية للمسلمين الألمان سنة 2007 و2008 و2009
رسالة رسمية تطالب فيها الحكومة الألمانية من إيقاف هذه المبادرة الخطيرة التي تمس
عقيدة المسلمين ولكن في الدول الإسلامية أغلبها لم تكن لديها حتى خبر وجود هكذا
مشاريع قائمة بذاتها بل بعض الدول كاليمن التي مع الأسف يجهل المسؤولون تفاصيل هذا
المشروع فتحت أبوابها للمستشرقين الألمان الذي يعملون في هذا المشروع.
ومشاريع ضخمة أخرى
تروج له بنقاب مواضع أخرى في هكذا مؤتمرات سأحول ان شاء الله الرجوع والحديث عن
الخطوط العريضة لدراسة جداوها ودفتر التحملات التابع لها كلما سمح الوقت بذلك من
أجل أن يطلع عليها العلماء وطلاب العلم والباحثين المسلمين لنستعد لهم - بسلاح
العلم- ما أستطيع.
الاخ مازن مطبقاني بارك
الله فيك على هذا النقل لأجواء هذا المؤتمر وأتمنى أن يوفقك الله عز وجل في المزيد
من تفاصيل المواضيع الدراسية والتوجهات التي كانت للمحاضرين الغربيين حول الاسلام والمسلمين
بالإضافة لأسئلة النقاش وردود الافعال من مختلف الاطراف.
سألني أحد أصدقائي وهو أستاذ وباحث مختص من أجل اعطائه نظرة ولو موجزة
للمرحلة الاستشراقية الجارية والمواضع التي يتناولها المستشرقون في الجامعة
الغربية وأجبته باختصار عليه زيارة مواقع أكبر الجامعات الغربية والتطلع على كل
مواضع البحث في معاهد الاستشراق في سلك رسالة دكتوراه وسوف يكون له جواب شافي.
أما الخطة الجديدة
القديمة التي تكلمت عتها في نهاية كتابتك فهي واقع ملموس
فأكبر الجامعات الاوربية والامريكية أصبحت تستعين بخدمات لباحثين من أصول
اسلامية أو عربية مسيحية وتكلفيهم في مهمة قذرة وهي الترويج لأفكار وأطروحات ضالة
في مواضع تمس عقيدة وشريعة المسلمين وسوف أعطيك مثال واحد واضح (ولدي أمثلة أخرى
واضحة في هذا المجال) في هذا الباب:
قضية
في الشريعة: مسألة خطيرة وتعود لسنوات وهي طلب توقيف تطبيق كل الحدود التي نصت
عليها الشريعة الاسلامية في الدول الاسلامية
المكلف بهذه المهمة: المفكر والفيلسوف السويسري
(ذو الاصول المصرية) طارق رمضان
الجامعة التي وظفته: معهد أكسفورد للدراسة
الاستشراقية (الذي يحصل مع الاسف تمويل من الجزيرة العربية)
وهكذا يخرج الغرب من باب واسع ويترك
هذه المهمة القذرة لمفكر وفيلسوف ذي أصول عربية.
لكن لم أرى رغم كل البعثات الطلابية –
خصوصا في سلك الابحاث في سلك الدكتوراه- من الدول الاسلامية الى الغرب استراتجية
لاستغلال هذه الجالية المثقفة المهمة من أجل دراسة طريقة التفكير الغربي ومحاولة
شن حملة فكرية بالكتب والاعلام والجرائد لتوضيح الاسلام بكل جوانبه وكسب واستعطاف
الغير بالحجج المنطقية الواردة في الكتاب والسنة وفي كتب العلماء.
من الاسف حتى المخطوطات الاسلامية لا
تجد تمويل للمساهمة في مشروع لتحقيقها وطبعها في أفخم المطابع الجامعية العالمية
بأوراق ذات جودة عالية ونشرها الى في الجامعات الغربية.
لكن لنكن صريحين ومنصفين تجاه
الاخر هذه السيطرة الحالية لهم لم تأتي فقط بسبب قوتهم العلمية والاستراتيجية بل
بسبب ضعف الحاكمية (الحوكمة) دولنا في كل المجالات وعلى وجوه الخصوص باب العلم
والاستثمار في العلم والعلماء والاهتمام بمواضيع سطحية تستنزف ثروات البلاد
كالعقار والبورصة والتسلح والمظاهر الخارجية.
تعليقات
إرسال تعليق