التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الشكر لمراسل التلفزيون الكندي


لكندا إذاعة موجهة باللغة العربية تبث على موجات إذاعة مونت كارلو أو قريباً منها، ولهذه الإذاعة برامج طريفة منها نقل تقارير المراسلين الصحافيين والتلفزيونيين. وقد نقلت قبل أيام تقرير مراسل التلفزيون الكندي نيل ماكدونالد عن الأوضاع في الأراضي العربية المحتلة في فلسطين فتعجبت صدق المعلومات التي أوردها التقرير وعمقها. وتعجبت أكثر أن تفوتنا الإشارة والإشادة بمثل هؤلاء المراسلين ومكافأتهم على جهودهم المتميزة في نشر الحقائق.
لقد ذكر المراسل في تقريره عن حقيقة المواطنة في إسرائيل والأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وكيف أن ثمة ثلاث درجات للمواطنة إحداها للعرب المقيمين في فلسطين ولم يغادروها في حرب 1948م، ومواطنة مواطني الضفة الغربية، والمواطنة الثالثة الآن للمقيمين في أراضي الحكم الذاتي المحدود. وذكر أن الديموقراطية التي تتشدق بها إسرائيل تكذبها هذه الحقائق حول الحقوق المدنية والسياسية.
أما الحقائق الأخرى التي ذكرها فهي معاملة السلطات الإسرائيلية للمستوطنين أو المستعمرين اليهود؛ فيقول إن المستعمِر اليهودي إذا ما تعرض للرشق بالحجارة فخرج وأطلق الرصاص على الأطفال الفلسطينيين فقتل أحدهم وألقي القبض عليه، فإنه يتم التحقيق معه خلال يوم واحد وبعد ذلك يحكم عليه بالإقامة الجبرية. وليس الفلسطينيون وحدهم هم الذين يستخدمون الحجارة فإن المستعمرين (المستوطنين) اليهود يقومون أيضاً برشق الحجارة، ولكن إذا ما قام فلسطيني بقتل يهودي فإن عقوبته تختلف كثيراً عن العقوبة المقررة على اليهودي. والتساؤل أين الاتفاقات التي وقعت بين عرفات ونتنياهو التي نصت على إطلاق سراح عدد من السجناء الفلسطينيين، فما كان من نتنياهو إلا التبجح بأن إسرائيل لن تطلق سراح القتلة والمجرمين. ففي نظره أن الذي يقتل اليهودي مجرم سفّاح أما الذين يقتل الفلسطيني فلا يعد كذلك. ويذكر العارفون بالقانون اليهودي الإسرائيلي أن اليهودي يغرم شيكلاً واحداً أو مبلغاً تافهاً على قتله ولعلهم يغرمون من يقتل حيواناً أكثر من ذلك بكثير.
وأعود إلى المراسل الكندي فإنني أقترح أن يطلب من التلفزيون الكندي نسخة من التقرير الذي كتبه وتقوم وكالات الأنباء العربية أو الجهات الرسمية العربية بتبني طباعة هذا التقرير ونشره وتوزيعه على أوسع نطاق فلا تبقى محطة تلفاز عالمية أو محطة إذاعة حتى تحصل على نسخة من هذا التقرير في أكثر من لغة.
وهذا يذكرني أن المستشرق اليهودي الأمريكي برنارد لويس قدّم شهادته للجنة الشؤون الخارجية التي كان يرأسها جاكسون عام 1974م، فما كان من وزارة الخارجية الإسرائيلية إلاّ أن نشرت هذه الشهادة بعد تقديم الشهادة بأسبوعين في نشرة خاصة تصدر عن تلك الوزارة ووزعتها على نطاق واسع حتى إنني حصلت على نسخة منها من جامعة لندن عام 1988.
إن في الغرب من يكتب عنّا بإنصاف ويسعى إلى معرفة الحقيقة ويقولها رغم ما يتهدده في بلاده. فاليهود يحاربون كل من يكتب عنهم بإنصاف ويفضح جرائمهم وأعمالهم الدنيئة. وفي هذا المجال قام اليهود بالوقوف في وجه أحد الذين رشحوا لمنصب مهم في الحكومة الأمريكية، حيث نبش يهود تاريخه السياسي والعملي لمدة تزيد على عشرين سنّة وذكّروه بمواقفه غير المؤيدة لهم حتى أجبروه على الاعتذار والاعتذار المهين جداً حتى يمكن له أن يحصل على المنصب.
وثمة موقف قريب من موقف المراسل الكندي وهو الصحفي الإسرائيلي الذي كتب عن حكومة بلاده الإرهابية وكيف أنه يصاب بالرعب والهلع الشديد عندما يتذكر ما تفعله حكومته بالفلسطينيين. فقد كتب عبد الهادي أبو طالب (الشرق الأوسط 20رمضان 1419هـ) مقالة نقل فيها ما كتبه الكاتب اليهودي ايتان فيلنر Aitan Felner المدير التنفيذي للمركز الإعلامي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ونشر في جريدة اللومند الفرنسية يوم 11ديسمبر 1998م. إن مثل هذا المقال يجب أن نترجمه إلى كل اللغات الأوروبية وننشره في العالم أجمع ليكون شاهداً على أنهم هم الإرهابيون وأن العالم يجب أن يعرف الحقائق.

مرة أخرى شكراً لمراسل التلفزيون الكندي نيل ماكدونالد، وعلينا أن نبحث عن هؤلاء الذين يرون الحقيقة ويستطيعون أن ينشروها ونشجعهم بكل ما نستطيع من دعم مادي ومعنوي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...