التخطي إلى المحتوى الرئيسي

سؤال عن دراسة الفكر الغربي وعن مواجهة العقبات

   
تلقيت في رسالة خاصة في منتدى آخر سؤالاً حول دراسة الفكر الغربي من إحدى العضوات واستأذنتها في نشر الإجابة فلم ترد لا بالموافقة ولا بالرفض ولذلك لما وجدت أنني كتبت بعض الأفكار التي تستحق -في نظري - أن تنشر فأستميحها عذراً في نشر الإجابة وإليكموها
الابنة الكريمة
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
هذا والله سؤال كبير كبير، ويحتاج إلى همة عالية عالية، ويحتاج إلى دأب وجهد ونصب وتعب. الفكر الغربي اليوم أو أمس أو قبل أمس، الفكر الغربي الروماني أو اليوناني أو القرون الوسطى أو العصر الحديث؟ الفكر الغربي مؤسسات أو أعلام، الفكر الغربي اجتماعاً أو سياسة أو اقتصاد أو أخلاق؟ الفكر الغربي قضية ضخمة تحتاج إلى جيش من المثقفين لسبر أغوارها وإدراك كنهها، كنت في زيارة لجامعة طوكيو وبخاصة مركز الدراسات الأمريكية فرأيت مكتبة قد لا تتوفر في بعض الجامعات الغربية لكثرة الكتب والمراجع فيها.
نعم تحتاجين لغة أجنبية إنجليزي أو فرنسي أو ألماني؟ لا يصح أن يزعم الواحد منا أنه متخصص في فكرهم وهو لا يستطيع أن يقرأ هذا الفكر في لغاته الأصلية. ما دمت في مقتبل العمر فهل يكون لك أسوة في الصحابة الكرام الذين أتقنوا لسان الأقوام الذين بعثهم الرسول صلى الله عليه وسلم رسلاً إليهم أو زيد بن ثابت الذي تعلم العبرية في خمسة عشر يوماً أو سبعة عشر يوما؟
بودي أن أستفيض في حديثي عن الفكر الغربي لأعترف لك أنني لست متخصصاً فيه، وإنما هي قراءات عابرة وإنما الذي أظن أنني تابعته بشيئ من التوسع هو النشاطات الغربية في الدراسات العربية والإسلامية.
جميل أن يكون عندك طموح أن تفهمي هذا الفكر الغربي، ولعلك تجدين في كتابات الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله بعض ما يشفي الغليل فالرجل خبرهم وقرأهم وعرفهم معرفة جيدة. اعذريني إن أطلت فالسؤال حرك شجوناً وشجوناً وهل تأذنين لي بنقله إلى المنتدى؟
وقد استزادت في رسالة أخرى عن خبراتي في دراسة الغرب وكيف للباحث أن يتخطى الصعاب والعراقيل والعقبات،
فأولاً خبرتي أني عشت في أمريكا خمس سنوات وقد سكنت مع أسرة في لوس أنجلوس ومع أسرة أخرى في (قرية بند) بأوريجن (كان عدد سكانها ثلاثة عشر ألفاً، وهم الآن أكثر من ستين ألفاً) وكان لي رفيق في السكن أمريكي يعد الدكتوراه في الحقوق استمر سكني معه خمسة أشهر، وسكنت مع آخر أيضاً في التخصص نفسه.
وكنت قارئاً فقرأت كثيراً من كتب الأدب، ثم إني درست مواد مثل علم النفس والأدب واللغة وكان لي احتكاك بالطلاب الأمريكان كثيراً.
أما العقبات والعراقيل فقضية أخرى يطول الحديث عنها، لا أنكر أنني رضخت لكثير من تلك العراقيل وقيدت حريتي وطموحي كثيراً، ولكني في الوقت نفسه مارست كثيراً من التمرد والمقاومة القوية الصلبة وتغلبت على كثير من العقبات. ينبغي أن يقنع الإنسان نفسه أنه قادر بإذن الله على تخطي الصعاب وهو سيقدر بإذن الله. وأرجئ الحديث عن هذا الأمر لمناسبة أخرى إن شاء الله.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...