يوميات مغربية، مستشارو الملك والماسونية في المغرب


وهل المستشار هذا هو مستشار خير أو مستشار شيطاني؟ لماذا لا يكون هناك مستشار رحماني فيأتي إلى الملك ويقول له وهو في ساعة صفاء (كيف يكون للملك ساعة صفاء؟ لا أدري) مولاي أمير المؤمنين يا أب الأيتام والثكالى والأرامل والمساكين والفقراء، إن من شعبك من يحتاج إلى مسكن فهل يتفضل جلالة مولاي أمير المؤمنين نصره الله وأيّده فيأمر ببناء مليون وحدة سكن محترمة تعطى لمقاول أمين أو لمقاولين أمناء فيقومون ببناء هذه المساكن لإيواء الملايين من شعبك المسكين يا أمير المؤمنين. ويا أمير المؤمنين أرجو ألّا تكون هذه المساكن علب كبريت أو علب سردين كما رأيت في مساكن في جدة بنيت وتركت لتسكنها الجن ثم هدمت أو هدمتها عوامل التعرية. رحم الله الشيخ كشك حين كان يصيح (البرّ لا يبلى والذنب لا ينسى والديّان لا يموت، اعمل ما شئت فكما تدين تدان) وجاء في الحديث الشريف (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه). فمن بنى تلك المساكن في جدة تقاضى أموالاً طائلة دفع نسبة منها رشاوى لترسى المناقصة أو المزايدة عليه. ولكن هل تلك البيوت كما صممت أصلاً وكما عرضت الصور على المسؤولين. وهذا يذكرني بقصة كان يرويها أبي رحمه الله عن بلدة أراد واليها أن ينير شوارعها بالمصابيح الكهربائية فخصص لذلك ميزانية معقولة (مدروسة كما يقولون) ولما انتقلت الأموال من رئيس الوزراء إلى وزير المالية ضاع نصفها، وعندما انتقلت من وزير المالية إلى وزير البلديات ضاع نصف النصف، ولما وصلت إلى رئيس البلدية المعني بالتنفيذ لم يبق ما يكفي، وقد كان الوالي قد قرر أن يتم المشروع في مدة معينة فأسقط في يد رئيس البلدية والوزير والوزير ورئيس الوزراء فأمروا الناس في ذلك اليوم بأن يضع كل شخص مصباحاً أمام بيته ويوهم الوالي أن هذه هي الكهرباء التي أراد.
كان بإمكان مستشار الخير أن يقول مولاي إن هذه المساكن يجب أن تكون مساكن حقيقية تليق بالسكن الآدمي، وتحترم خصوصية هؤلاء الناس فلا تكون كالمساكن العامة التي يمكن أن تكون مباني الصفيح فيها من الخصوصية والاتساع أفضل منها. يجب
كان بإمكان مستشار الخير أن يقول: "إن أبناءك يحتاجون إلى مدارس وجامعات وأنت يا مولاي العالم الذي يقدر العلم فهل تأمرون بصرف بضع ملايين تساعد أبناء شعبك على أن يجدوا أماكن لأبنائهم في المدارس والجامعات. إن هذا لن يكلف ميزانية البلاد الكثير."
الماسونية في المغرب.
تصوروا أولاً أن برنامج أوفيس لا يعترف بكلمة ماسونية ولا يعترف بكلمة يعترف (يضع تحتها خطوط حمر. على أي حال دعونا من أوفيس فقد أوردت جريدة الصباح أو المساء قبل أيام (في أيام 21-25 جمادى الآخرة 1429هـ) خبراً عن وزير كان من المفترض أن يحضر اجتماعاً مهماً للمحفل الماسوني لدول المشرق في اليونان، وحمل الخبر تفاصيل عن الماسونية في المغرب وأنها دخلت المغرب من خلال اليهود وأن الأمير (مولاي) عبد الحفيظ كان من الماسون. والاجتماعات لدى هذه الطائفة نصفها علني ونصفها سري، والسرى بلا شك هو الأهم. والسؤال لماذا كانت بداية الماسونية في المغرب كما في بلاد أخرى على يد اليهود؟ صحيح أن الماسونية قد أصبحت شبه علنية ولكن ما الجانب السري فيها؟ لقد اهتم الماسون أن ينتشروا في كل مكان حتى إني لاحظت في الأحياء الصينية في كندا يوجد محافل خاصة بالصينيين. الحقيقة إن هؤلاء قوم يعملون ولديهم أهداف ويخططون لتحقيق أهدافهم. والغالب أن الماسون يتغلغلون في الغالب في أوساط الطبقات الحاكمة وفي الطبقات الثرية. وما طبيعة الشخص الذي ينتسب إلى الماسون. لقد مرّ معنا شخص في الخطوط السعودية كان يصل إلى درجة من التقوى والصلاح حتى إنه يصبح خطيباً في المساجد وربما أطلق لحيته حتى تظنه من كبار المشايخ، وفجأة يتحول هذا الشخص إلى شخص لاه لا يهمه إلاّ المتعة والترفيه حتى إنه يدخن بشراهة ولم أر شخصاً اصفرت أصابعه من التدخين غيره، فوصفه أحد زملائه بأنه (فرمسوني) ولم يكن هذا الشخص الذي أطلق عليه هذا اللقب بالمثقف والعارف بتفاصيل الماسونية ولكنها وصف طريف قد ينطبق على معظم الماسون.
وقد يكون الشخص الماسوني من الأشخاص وضيعي الأخلاق ذوي السوابق ولكن لديه المال والسلطة والجاه الذي يغطي كل تلك العيوب ويصدق عليه ما قيل عن المال (وهي الفصاحة لمن أراد تكلماً، وهي السنان لمن أراد طعاناً) وقال أحدهم عن الدنيا إذا أقبلت أعطتك محاسن غيرك، وإن أدبرت سلبتك محاسنك. وأذكر من شاب في مكة ذكر لي بيتاً طريفاً يقول:
إذا أقبلت باض الحمام على الوتد   وإن أدبرت بال الحمار على الأسد، وكم أسود بيل عليهم!!!

مشاهدات طريفة:يعمل أمامي عامل نظافة مغربي (ليس مستقدماً ولا متعاقداً يأخذ راتباً لا يسد الرمق) يكنس الشارع ومعه حاوية صغيرة لها عجلات وهو الآن منشغل بثني أسلاك ليضعها في الحاوية، وانطلق بسرعة إلى مكان آخر من الشارع ليكنسها، وهذا ذكرني بكلام سمعته من الدكتور علي الغمراوي رحمه الله (يا  مازن لن تتقدموا وتترقوا حتى يصبح الكنّاس سعودياً) ولكن كان هناك صديق مصري هو الدكتور عابد مخيمر قال إن استيراد العمالة الأجنبية وفر عليكم اقتصادياً فهؤلاء العمال لا يبالغون في أجورهم وهم يؤدون أعمالهم بإخلاص، وهم بالتالي أفضل من العمالة المحلية، وقال نحن في مصر نعاني من العمالة المحلية فالسباك أو الكهربائي أو النجار أو أي صنايعي يبالغ في أجرته أولاً ، ولا يخلص في عمله ثانياً. فتعجبت من هذا الرأي فقبل النفط كان العمال كلهم من أهل البلاد وكان لكل مهنة شيخها فلا يجاز أحد للعمل في مهنة من المهن حتى يمر باختبار معين، وكان إذا أخطأ أو حدث خلاف بينه وبين رب العمل كان الشيخ قريباً لحل أي خلاف دون أن تتدخل الشرطة في الغالب. فكان للصاغة شيخهم، وكان للنجارين شيخاً وكذلك للحدادين وغيرها من المهن. وقد طابت ذات مرة أن تعاد وظيفة شيوخ المهن، فيختارون شيخاً منهم بالانتخاب على أن يكون صاحب خبرة ومعرفة بالمهنة ويكون صاحب صفات منها الصلاح والورع والتقوى والعقل والحكمة.

وقد أتيحت لي الفرصة في المغرب أن أشتري عدداً من الصحف التي عادة لا تباع إلاً في أماكن خاصة وليس كما هو الحال عندنا حيث تجد الصحف في كل محل وفي نهاية اليوم تعود معظم الصحف لتباع من جديد بالوزن مع أننا ننفق الكثير على الصحف وشركات الإعلانات تدفع الملايين لأصحاب الصحف يذهب كثير منها لرئيس التحرير ولمجلس الإدارة وقليل جداً للكتاب المساكين. فمتى تتكون عندنا شركات للترويج لمقالات الكتّاب بدلاً من بقائهم تحت رحمة رؤساء التحرير والشللية والمحسوبية؟ متى متى؟ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية