التنوير والليبرالية والجامية


سؤال: ما الفكر التنويري وما أهدافه...؟؟ وهل ترى أنه أصبح ينتشر بين أوساط مجتمعات الشباب والشابات تحت مسمى الليبرالية؟؟
الجواب: كما يدل الاسم أنه من النور والضياء والخير لأن فكرهم هو عكس الفكر الظلامي والمتخلف. والفكر التنويري ظهر في أوروبا ليواجه الكنيسة التي استبدت بالأمور وقيدت العقل والفكر بل حرمت ذلك. فإن زعم أناس في الغرب إنهم تنويريون فيمكن أن يكون مقبولاً في ثقافتهم. أما جماعتنا الذين يطلقون على أنفسهم تنويريين فيقصدون التحلل من الدين وشعائره وتشريعاته لينطلقوا في شهواتهم وأهوائهم دون قيود أو وازع من دين أو ضمير. ربما لا يصرحون بذلك علانية ولكن هو ما في نفوسهم تماماً. ومعركتهم الأساسية كما يزعمون مع المؤسسة الدينية أو العلماء أو المتدينين. ويستخدمون في حربهم النعوت والألقاب ولديهم قاموس في التعامل مع الإسلام والملتزمين بالإسلام والمعتزين به فمن هذا القاموس: الصحوي، السلفي، التقليدي، الرجعي الظلامي، الإسلاموي، الإسلام السياسي وغير ذلك من المفردات.
من الصعب الحكم على مدى انتشار هذا الفكر في بلادنا ولكن الحقيقة أن لهؤلاء ضجيج أكبر من حجمهم، وتسلقوا منابر الرأي والتوجيه والإعلام وحرموا غيرهم وأزعم بأنهم اغتصبوا الإعلام وسيطروا عليه منذ زمن بعيد. ويتصفون بالإقصائية الشديدة. وهم منظمون أو هكذا يبدو وانظري إلى الضجة التي أثيرت حول عبده خال. وأنا لا أعده كاتباً من الدرجة العاشرة ولكن أن ينساق الوزير إلى الاحتفاء به كأن جائزة البوكر لعبة قمار صك له لدخول الجنة. وقد سبقه محمد شكري وقباحاته ووقاحاته التي لا تعد ولا تحصى وقد اطلعت على رواية محمد شكري الخبز الحاف أو الحافي فتتشابه مع ما كتبه عبده خال عن وصف الجنس واللواط وغير ذلك
ولا يمكن قياس مدى الانتشار إلاّ إذا وجدت لدينا مؤسسات بحثية تستطيع أن تبحث في الرأي العام بمصداقية ومهنية وشفافية فحتى تتوفر أظل أزعم أنهم قلة وإن كان عددهم يزيد بدعم من وسائل الإعلام التي تزعم إن (عينك لن تعرف النوم)
سؤال: هل صحيح أن مفهوم الوسطية لدينا هو في الأصل الإسلام الليبرالي (ولكنهم لا يريدون تسمية الأسماء بمسمياتها)؟
الجواب: ليس هناك إسلام ليبرالي وإسلام غير ليبرالي فهذه مسميات اخترعها البعض لإدخال بعض الفكر المنحرف وإلصاقه بالإسلام والإسلام برئ منه. والإسلام، وما هذا الأسماء إلاّ لتشويه صورة الإسلام. ويكفي أن نعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلاّ هالك) والإسلام ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والوسطية إن كانت تعني الاعتدال والتوسط بعيداً عن الغلو والتشدد فهي من أسس الإسلام ولكن وسطية الإسلام تعني أيضاً أنه الأول وأنه الدين الخاتم والمهيمن على ما سبقه من رسالات. ويكفي أن تقرئي قوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وارجعي إلى تفسير القرطبي لتعرفي أن الوسطية تعنى (نحن وإن كنّا الأخيرين زماناً لكنّا نحن الأول مكاناً)
س:واستفساري الأخير…نعلم أن الليبرالية هي الحرية… ولكن لماذا تسلك مسلكاَ إلحادياَ؟؟
الجواب: معنى اللفظة في اللغات الأوروبية هو الحرية، أما لماذا سلكوا مسلكاً إلحادياً فهو أمر راجع إليهم، ولكني أقول (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه وتعالى (وأضله الله على علم) وهم كما قال عز وجل (إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء)
أسئلة عادل:
س: ما رأي الدكتور مازن في تسفيه العلماء في المنتديات؟ كابن باز وابن عثيمين والفوزان والبراك!! وذلك من قبل بعض كتاب المنتديات (المجهولين الهوية والخلق والعلم)
 الجواب: يزعجني هذا ويؤلمني ولكني لا أتعجب منه أولاً أن كثيراً من الذين يقومون بهذا الأمر كما قلت من مجهولي الهوية والخلق والعلم. وثقافة الشتم والسب والطعن ليست من الإسلام في شيء فإن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لم يكن طعّاناً ولا لعّانا ولا الفاحش البذيء فهم بسلوكهم هذا خالفوا الأخلاق الإسلامية. وكما قال الشاعر (كل إناء بما فيه ينضح) والرد على السفهاء إليك بعض الأشعار التي جمعتها قبل أيام:
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (
ذا نطق السفيه فلا تجبه ***فخير من إجابته السكوت 
فإن كلمته فرجت عنه ***وإن خليته كمدا يموت
وقال أيضا 
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الاحتراق طيبا
وقال أيضا 
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم*** إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف*** وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسْد تُخشى وهي صامته؟ ***والكلب يـُخسَا لعمري وهو نباح
// في التسامح والخلق الكريم, ولين الجانب مع الآخرين //
إذا سبني نذل تزايدت رفعة***وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة *** لمكنتها من كل نذل تحاربه
ولو أنني أسعى لنفعي وجدتني*** كثير التواني للذي أنا طالبه

لكني أسعى لأنفع صاحبي *** وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
يخاطبني السفيه بكل قبح وأكره أن أكون له مجيبا
س: هل نقبل العلم والفتاوى والنقد من مصادر مجهولة، أم نكتفي بالمصادر الأصيلة (قران وسنة وعلماء!؟
الجواب: عند العلماء أن المصدر المجهول أو إسناد الرأي إلى مجهول يسقطه، بل إن علماء الحديث عندما يريدون تجريح الراوي يقولون: إنه مجهول. فلا تؤخذ الفتوى إلاّ من عالم ثقة. ولعلك تذكر الحديث عن انتزاع العلم بموت العلماء فيستفتي الناس جهالاً فيضلونهم.
السؤال: يقول العالم المصري أحمد زويل: طريق الإبداع في الغرب قصير، فالسفر لمؤتمر لا يحتاج أكثر من نصف ساعة، بينما طريق الإبداع لدينا طويل، فالسفر لمؤتمر يحتاج لأشهر واثني عشر توقيع!! ثم يقول: نحن العرب مسرفون في استخدام كلمة مبدع، فالجميع عندنا مبدعون مع أننا نقف في آخر الطابور!! ما تعليقك حفظك الله؟
الجواب: صدق والله الدكتور أحمد زويل بالنسبة للشق الأول فطريق الإبداع طويل عندنا ومليء بالحواجز والعراقيل ولا ينبؤك مثل خبير فقد عانيت عمري كله مع هذه العقبات والعراقيل وكم واحد دعوت عليه أن (شلّت يمينه) حين يرفض لي طلباً أو يحفظ المعاملة في الدرج أو لا يرد على طلب. لا يعني أن أقول إنني مبدع، ولكن لأقول لك إن الإبداع يُقتل والهمة تحبط والطموح يغتال ووووو إلى آخره، وقد قلت لأحد من يعمل سكرتيراً قل لمسؤولك أنني لا أراجع معاملة في البلدية ما دام الطلب أمامه في النت فليجب وبسرعة بالموافقة وإن رفض فليعطني السبب. وبعد أن أخرج من الجامعة أقول كم باقي ما في نفسي إن شاء الله.
    أما أننا نكثر من استخدام صفة مبدع ونطلقها على من لا يستحقونها فربما يكون مفيداً كما يقال للمريض سليم عند العرب تيمناً أن يشفى فلعل وصفنا لأناس بأنها مبدعون وهم غير ذلك فلعلهم يعملوا فعلاً ليكونوا مبدعين.
س: متى نرى برامج ماجستير ودكتوراه مقننة المدة، بعيدة عن روتين النظام (مجلس قسم وكلية وجامعة..الخ) الذي يقتل الطالب والبحث والمشرف؟؟
الجواب: هذا سؤال كبير، عندما توسد الأمور إلى أهلها. قال لي أستاذ عراقي أنه قابل أستاذا بريطانياً وكان الطالب يرغب في الالتحاق ببرنامج الماجستير في جامعة كامبريدج البريطانية فقال له البروفيسور آربري لقد قبلتك في البرنامج اذهب وأحضر أوراقك. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم يصف المسلمين (يسعى بذمتهم أدناهم) يعني الأستاذ يمكن أن يقترح على القسم قبول طالب فيلبي القسم طلبه لأنه يعرف أن الأستاذ لن يرشح إلاّ الطالب المتميز. ويعرف الأستاذ أن طالبه سيدرس مع أساتذة آخرين فإن لم يكن مستواه متميزاً رفضوه. يا أخي لا تنكأ الجراح إن تذكر أحوالنا وقيمة الأستاذ تصيبني بالكمد والاكتئاب المرضي. وفي الأخير أقول خليها على الله


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية