ما ذا تريد أمريكا منّا؟ وما ذا نريد نحن؟


السؤال الأول: رغم اختلاف التوجهات الفكرية و السياسية بين الحزب الديمقراطي و الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، هل تتفق معي أستاذي بأن ما يحصل عليه الحزب الجمهوري عسكريا يحصل عليه الحزب الديمقراطي دبلوماسيا ؟! فباختلاف الطرق و الأساليب إلاّ أن جميع الطرق تؤدي إلى (البترول!!)
الإجابة: ليس البترول وحده هو ما يريدونه منّا، يريدون لنا أن لا ننهض ونحن نسمح لهم بتعطيل مسيرتنا ونهضتنا، نعم يتدخلون لتأخير أي تحرك نحو تحرر الشعوب العربية والإسلامية، والحقيقة إن السياسة الأمريكية قد لا يرسمها الحزب الديمقراطي أو الجمهوري ولكنها جهات أقوى وأكبر هي التي تدفع للجمهوريين وللديمقراطيين أن يصلوا إلى الحكم، وهو نوع من تغيير الألوان والملابس والموضات ويذهب بوش ويأتي بوش آخر ولكن بصورة أخرى. إن الشركات الكبرى والمنتديات الكبرى مثل دافوس وغيره هي التي تحكم العالم أيضاً وليس أمريكا وحدها. علينا أن لا نبالغ في التفاؤل بان يذهب جون ويأتي جورج أو بول فالكل في النهاية شيء واحد. ولكن متى نحن نتحرك لا كرد فعل على ما يقومون به؟ متى تصطلح الحكومات العربية والإسلامية مع شعوبها وتدرك أن الشعوب لا تريد الكرسي وإنما تريد كرامة وإنسانية وحرية حقيقية أعطاهم الله إياها وسلبت منهم لأسباب واهية وهي الخوف على أن تنزع السلطة؟
أحمد السيهمي
السؤال الأول: أريد من شيخنا أن يضع " كرما " قائمة بكتب يرى أنها مما يجب قراءته في العموم لكل قارئ وكاتب،
 الإجابة: ما هذه الأسئلة يا أحمد؟ إنها أسئلة تعجيزية، كأنك تختبرني؟ لا لم أقصد إلاّ المداعبة، إنها الأسئلة التي تهم الباحث الحقيقي الذي يسعى ليكون له اسم ومكانة. أما القائمة فالأمر قد أجاد فيه غيري أيما إجادة وأرشدك إلى كتاب للشيخ محمد أحمد الراشد حول هذا الأمر وهو أكثر مني علماً وخبرة واطلاعاً وهو صاحب كتاب عن أبي هريرة وصاحب الرقائق وغيرها، وله أشرطة يطرب الإنسان للروح العظيمة التي يتحدث بها وعمق الفهم والمعلومات والإحصائيات وغيرها. ولكن أقول عليك أن تلم بطرف من كل علم، حتى الكيمياء والأحياء والفيزياء والتشريح. يمكن أن تكون توقعت مني أن أذكر لك أسماء كتب وتلك لعمري سهلة ولكن لم لا تعرف عن العناصر والفلزات واللافلزات ، وأن تعرف الذرّة والجزء والجزيء وتعرف أن الفيزياء تتناول الصوت والضوء، وأن تعرف ما دخل الكيمياء في حياتنا وأن تعرف شيئاً عن التشريح. وأن تعرف حتى عن الحشرات وغير ذلك من العلوم، وأن تعرف في اللغة وفي الاجتماع وفي علم النفس. هذه المعارف تصنع فكراً واسعاً وعميقاً.
السؤال الثاني: وأسأله عن طريقته في كتابة الكتب والترجمة والتحقيق وكم يقضي من الوقت على إصدار إذا عقد العزم على إكماله ؟ وهل يعمل على أكثر من مشروع في وقت واحد أم يركز جهده على المشاريع واحدا تلو الآخر؟
الإجابة: طريقتي في التأليف والترجمة تختلف من موضوع لموضوع،  فالتأليف يمكن أن يبدأ بحثاً صغيراً يتم توسيعه وزيادته حتى يصبح كتاباً، أو تكون الفكرة موجودة فأقوم بالتفكير بمخطط الكتاب وأبدأ بجمع المادة والكتابة فصلاً فصلاً. والوقت يعتمد على الفراغ وأولاً وأخيراً على الهمة والنشاط والرغبة والحماسة. وأنا من الكسولين الخاملين حتى إني في غالب الوقت من أصحاب الوزن  فوق المتوسط (لا أحب أن أقول الثقيل) أي متين فتراني بطيء في العمل. ولكن ذات مرة فكرت أن أترجم جزءاً من كتاب (الأصولية في العالم العربي ) لريتشارد هرير دكمجيان ملحقاً لكتابي من آفاق الاستشراق الأمريكي المعاصر فاستشرت الشيخ موسى القرني فرّج الله كُربته،  فقال لي الملحق أو الملاحق لا تناسب هذا الكتاب. فشرعت في تأليف كتاب (الغرب في مواجهة الإسلام) ووضعت الملاحق تابعة له، وأنجزت ذلك في خمسة أيام من الخامس من ذي الحجة إلى التاسع منه. وأحياناً أترجم الموضوع مهما كان طويلاً في وقت قصير. وأذكر أنني ترجمت كتاب صراع الغرب مع الإسلام من الإنجليزية في شهر تقريباً وكنت في تلك الأثناء أعد رسالة الدكتوراه فما أحلى الخروج عن الأعمال المفروضة الواجبة. وكثيراً ما كنت أقرأ في أثناء الامتحانات. وكأنها طبيعة قديمة لدي أن أتمردا.
وألفت كتابي عبد الحميد بن باديس بإشراف الدكتور أحمد الخراط حيث إنني عرضت على دار القلم أن أكتب كتاباً في سلسلة أعلام المسلمين فجاءني الرد بالموافقة ولكنهم اشترطوا أن يكون الكتاب أصيلاً وجيداً ولغته سليمة، فخفت أن لا أكتب كتاباً جيداً فلجأت إلى الخراط ليقرأ لي ما أكتب. وكان هذا كتابي الثاني الذي خفت أن يكون كتابي الأول هو الأول والأخير أو كما يقولون (بيضة الديك) فباض الديك بيضاً بعد بيض....
أما بالنسبة للعمل في أكثر من مشروع فنعم أعمل وأحياناً لا تملك إلاّ أن تعمل كذلك فتكون تعد بحثاً لمؤتمر ويكون لديك أعمال أخرى، وهناك متعة في العمل في أكثر من مشروع حيث إنك تخرج من عالم إلى عالم وهكذا.

أسأل الله أن يحقق لكم ما ترجون في حديث الصدقة الجارية والعلم النافع والولد الصالح .
آمين آمين ولك مثل ما دعوت


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية