سلفية وما أدراك ودراسات عليا


بداية أحب أن أخبركم بأنني قد قمت باستئجار معرف أخي في المنتدى.. لأنني لا أملك معرفاً لعدم حضوري هنا كثيراً.. ولكن حينما رأيت استضافتكم قررت الدخول.. بهذه الطريقة.
دكتورنا العزيز  لدي تساؤلات أجملها فيما يلي:
السؤال الأول
بالنسبة لمن يطلقون على أنفسهم بــ السلفية هل للفن الذي يمارسون من تفسيق وتبديع لكثير من العلماء والمشائخ سابق في سلفنا الصالح.. إذا كان هناك من يقتدون بهم في هذا المجال وبهذه الصورة.. أتمنى أن تسمي لي بعضهم..
الجواب:
لست خبيراً في حركات التبديع والتفسيق في تاريخنا الإسلامي، ولكن لا بد أن مثل هذه الحركات قد وجدت في التاريخ الإسلامي عندما يبيع أناس دينهم بدنيا غيرهم فلا كسبوا الدنيا ولا كسبوا الآخرة. من المعروف أن بعض السلاطين قرّبوا بعض علماء الدين في أزمنة مختلفة فمكروا بإخوانهم من العلماء مما أدى إلى التنكيل بعلماء أفاضل صالحين. وما فتنة أحمد ابن حنبل رحمه الله إلاّ واحدة من تلك المحن والفتن، ولم أقرأ تفاصيل عن ابن تيمية رحمه الله وأعتقد أنه تعرض لمثل ذلك. ولكن العبرة ليس أنه وجد لهذه الفتنة سوابق وإنما العبرة أنه إلى متى سوف تستمر مثل هذه الفتن في بلادنا الكريمة الحبيبة؟
السؤال الثاني
قرأت كتاباً رائعاً عن العلمانية.. كتبه محمد محمد فريداسم الكتاب (أول الصحو.. آخر السكرة).. استعرض فيه تاريخ العلمانية بصورة بسيطة وعميقة.. تكشف لنا جوانب عديدة عن هذا المسخ البشري..سؤالي هل لي بكتب عن الرأسمالية والماركسية تشرح لي هذين المفهومين بصورة مبسطة و شاملة..
الجواب:الشيوعية والماركسية الكتب عنها كثيرة ولا يحضرني الآن أسماء كتب بعينها، ولكني أذكر أن الأستاذ عبد الحليم خفاجي له كتاب قديم بعنوان حوار مع الشيوعيين في أقبية السجون وما أكثر الكتب حول الرأسمالية. والنظام الرأسمالي هو النظام الذي نعيش في ظله في الوقت الحاضر أي نظرية العرض والطلب وحرية التجارة. وأيضاً لا تحضرني أسماء كتب معينة ولعلي أستشير الإنترنت غداً إن شاء الله وأجيبك. ولكن الرأسمالية سوف تسقط وفي النهاية لن يجدوا حلّا سوى الإسلام (ويأبى يهود) وانظر مقالتي (بل نهاية الرأسمالية)
http://www.saaid.net/Doat/mazin/37.htm
السؤال الثالث
أنا تخصصي إنجليزي.. وتخرجت منذ أربع سنوات.. وأرغب حالياً في إكمال الماجستير مع الوظيفة.. رغبتي هي في التخصص في الثقافة الإسلامية فهل يمكنني ذلك؟؟ إذا كانت الإجابة: نعم.. فكيف؟؟؟!!
الجواب:لو كان النظام بيدي لسمحت لك ولشجعت كل من يريد أن يتخصص في الثقافة الإسلامية من أي تخصص. ولكن هذه الأمور في جامعاتنا المعقدة لا تسمح بتغيير التخصص. وكأن الذي تورط في تخصص عليه أن يعيش به طوال حياته. إن الجامعات في العالم كله تسمح بالانتقال من تخصص إلى تخصص في مرحلة الدراسات العليا. وربما اشترطت دراسة بعض المقررات أما أنها تمنع أو تحرم أو لا تجيز فهذا عندنا فقط وعلى معظم الناس ولكن أعرف من تخرج جغرافيا (مثلاً) وأعد الماجستير في الثقافة الإسلامية والدكتوراه في الإعلام. ولكن هذه المرونة ليست لكل أحد.. وسكت مازن عن الكلام المباح.
حلقة أخرى من أسئلة الطلاب والطالبات
السؤال الأول:
لكل مرحلة أهداف وطموحات هل عانيت كثيرا في تحقيق أهدافك؟ وأكرر كثيرا أما المعاناة فمتوقعة وتعتبر شيء عادي جدا، وما العوائق التي وقفت عثرة في سيرك؟ وكيف قاومتها؟
الإجابة:
أحياناً أشعر أن المعاناة إنما هي التي جعلت للإنجاز طعماً، نعم عانيت أولاً من نفسي من طبيعتي التي لا تعرف اللف والدوران أو المرونة والمجاملة وحتى وصفني أبي رحمه الله ذات مرة بأنني "جلف" ولكنه أضاف أنت لا تعرف من أين تؤكل الكتف، أنت باحث ويمكن أن تصبح عالماً ولكنك ضعيف في التعامل الاجتماعي. العوائق كثيرة في أنه كان بالإمكان أن تكون جامعة الإمام أكثر إنصافاً في السماح لي بالنشاط العلمي الذي هو حق للأستاذ وكنت أعتقد أنه يجب أن يكون مفخرة لهم. ولكن قاتل الله الحسد والحقد. كثيرة هي الفرص التي أضاعتها مثل هذه العوائق. ذات يوم حصلت على الموافقة برحلة علمية فكانت تمويل الرحلة أن أعطيت راتب الطالب المبتعث وهو ألفين وستمائة ريال في الشهر وكانت الرحلة إلى بريطانيا وأمريكا، فكيف بربكم يكفي مثل هذا المبلغ؟ إني سأسأل مسؤول الجامعة الذي اقترح هذا المبلغ في حين يُعطى غيري انتداباً. أليس هذا من الظلم؟ طلبت الإذن لمؤتمرات كثيرة وهي ضمن المسموح به أو المعقول ولكن بعض تلك المعاملات كان يكتب عليها للحفظ وبعضها ربما تنتهي في سلات المهملات أو فقط مجرد أن يكون الطلب من المدينة المنورة أو من مازن مطبقاني كان ينظر إليها على أنها مرفوضة.
والعقبات جميلة لأنها كما قال عمر المختار رحمه الله (الضربة التي لا تقتلني تقويني) وقد كانت زوجي خديجه تصف الأمر:"بقولها أنت كنت كمن يحاول الركض ولكنه مربوط بحبل يشده إلى الخلف". تلقيت والحمد لله كثيراً من هذه الضربات. صحيح أنها في النهاية عطلتني بعض الشيء.
أما كيف قاومتها فهو بالتمرد كثيراً وبمحاولة استخدام النظام لصالحي وبالصبر والعزيمة والدعاء والاجتهاد وبالمغامرة. وكم أحب أن أتحدث عن تجربتي في إلقاء المحاضرات العامة (سأجعلها في حلقة خاصة إن شاء الله)
  السؤال الثاني:
    وهل أنت ممن يشكل أهدافه بحسب واقعه أم أن طموحاتك أعلى بكثير من واقعك؟ وما أفضل الطرق للتخلص من العقبات التي تقف في وجه الطموح؟
الإجابة:
لا أجلس وأفكر في مسألة الأهداف. هناك هدف سام وهو أن يكون الإنسان مرضياً لربه مفيداً لأمته، وما دمت دخلت المجال العلمي الأكاديمي فلا بد أن يكون الهدف أن تحقق إنجازات علمية في هذا المجال. أما القول إن الطموحات أكبر من واقعي فما الواقع؟
  لا لن أسمح للواقع أن يثنيني عن عزمي وأهدافي. ولو كنت أخشى أن طموحاتي أكبر من واقعي لما حققت شيئاً. وأفضل الوسائل للتخلص من العقبات أن تعمل وأن تستغل كل فرصة للعمل.
السؤال الثالث: برأيك لماذا تكون نظرة الأكبر سنا أو الأكثر علما لمن تحته نظرة دونية؟ أهو احتقار أم غطرسة أو طبيعة إنسانية جبلية لا فرار منها .
الإجابة: يا أخي الكريم هذا تعميم لا يصح فمن قال إن الأكبر سناً أو الأكثر علماً ينظر إلى من هو أقل منه نظرة دونية. يمكن أن يصدر هذا من البعض لأنه ليس عالماً حقيقياً فالعالم الحقيقي هو العالم المتواضع. أما من يحتقر الصغير لصغر سنة فلم ينل حظاً من التربية وأنه لا أخلاق له.
السؤال الرابع:
 ما الأمور التي ندمت على فعلها؟ وما الأمور التي ندمت على تركها ؟
الإجابة: ما ندمت على فعل شيء إلاّ إذا كان في غير مرضاة الله وما أكثر الذنوب والتقصير. أما ما ندمت على تركه فيمكن أن يكون أنني تركت فرصة تعلم اللغة الفرنسية وقد كنت قادراً على ذلك.

سؤال :هل تأمل من تخصص الثقافة الإسلامية أن يعطي فرص وظيفية للإعادة في جامعة الإمام أو أنه كغيره من التخصصات لا يزيد عنه في المميزات ..
الإجابة:
هذا سؤال إداري وليس لي علم بالفرص الوظيفية ولكن إذا اجتهد الإنسان وسأل الله العون وكان متميزاً فيمكن أن يحصل على وظيفة المعيد، ولكن عدم الحصول عليها لا يعني نهاية العالم، فينبغي أن يسعى الإنسان إلى أن يعمل شيئاً مهماً والتوفيق بيد الله، والأرزاق بيد الله.  والله عز وجل يقول (وفي السماء رزقكم وما توعدون) وفي الحديث الشريف (فأجملوا في الطلب)
سؤال : وهل تنصحني بالانخراط في هذا التخصص...رغم جهلي أو بصوره أكثر قرباً أجد أن الفقه وأصوله أكثر نفعاً عموماً بالنسبة للثقافه ..
الإجابة:
حتى لو التحقت بالثقافة الإسلامية فما المانع أن تتعلمي أصول الفقه وتتقنيه، أحياناً أشعر أن التخصص في الثقافة الإسلامية بلا فهم عميق لبقية العلوم الشرعية لا يفيد. لا بد من معرفة هذه المعارف معرفة جيدة.
- ما هي مراجع الثقافة الإسلامية التي يعتمد عليها في الماجستير.. وهل الدراسة والبحث فيها سهلاً أم يواجه عقبات
الإجابة: هذا سؤال واسع فالمجالات في الثقافة الإسلامية كثيرة وكل منها له مراجعه. أما مسألة السهولة والصعوبة فمسألة نسبية وهل في الدنيا بحث دون عقبات أو صعوبات؟ ومن يريد بحثاً بلا صعوبات فليبحث عن مجال آخر، وهل الحياة الدنيا بلا كمد كما قال ربنا سبحانه وتعالى.
سؤال :هل صحيح أن الإعادة في الثقافة الإسلامية لابد أن أكون حاصلة على جيد جداً وممتاز في مواد الثقافه..إن كان كذلك ..فأقول حسبنا الله على من وأد الطموح..وهو الأستاذ المشهور بعدم التصحيح .
الإجابة: لا علم لي بالمطلوب للإعادة ولم البكاء على مادة تعتقدين أن الأستاذ ظلمك فيها، وما دمت ظُلمت كما تعتقدين أليس الله عز وجل ناصر المظلومين؟ لقد ظُلمت ووجدت أن الله عوضني كثيراً.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية