التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مركز الحوار الوطني أم أكاديمية العلوم الاجتماعية؟؟؟


 
 
 

تظهر في بلادنا مؤسسات وهيئات ليس لها وجود في مكان آخر في العالم، وكأننا نعيش في عالم خاص بنا، فهذا مركز الحوار الوطني هيئة لها أمينها العام وجيش من الموظفين تسعى إلى عقد ندوات ومؤتمرات ومحاضرات وتصرف أموال طائلة على هذه النشاطات ولكن ما المردود الحقيقي؟ لقد استضافني منتدى المركز فقلت لهم بصراحة ليس المطلوب مؤتمراً هنا ومؤتمراً هناك بل الأولى أن ننشئ أكاديمية للعلوم الاجتماعية كما هو الحال في كل دول العالم تسعى إلى تطوير هذا المجال المعرفي من خلال العناية بالدراسات الاجتماعية وبدعم أقسام علم الاجتماع ودعم الأقسام القريبة منه.

وليس المطلوب أن تتولى جهة معينة إعداد مؤتمرات ولكن المطلوب أن يكون كل قسم في الجامعة له مؤتمراته الداخلية والإقليمية والعالمية. لقد مرت خمس سنوات وأنا في قسم الثقافة الإسلامية ولم يرتب القسم مؤتمراً واحداً ولا حتى ندوة على مستوى الرياض أو المملكة، وأعرف أنني مقصر في أني كان ينبغي أن أفكر في تقديم موضوع، ولكن ما بال السبعين أو الثمانين أستاذاً ألا يشجعهم أحد على عقد مؤتمر أو ندوة. والمؤتمرات تحتاج إلى موافقة من المقام السامي وفي بلاد كبلادنا تنعم بهدوء واستقرار مباركين وللمقام السامي انشغالاته الكبرى فلماذا تظل المؤتمرات والندوات مربوطة بالمقام السامي أو حتى بوزير التعليم العالي؟ إن وزارة التعليم العالي لديها من الأمور الكثيرة التي تشغلها عن أن تناقش قسماً من الأقسام في ترتيب مؤتمر أو ندوة.

إن التطوير الحقيقي للتعليم العالي هو أن يتخلص من كل البيروقراطيات.ولا بد أن تكون الخطوة القادمة أن تكون مجالس أمناء للجامعات لا تكون مربوطة بوزير التعليم العالي الذي لن يستطيع الآن وقد أصبح عندنا عشرون جامعة حكومية أن يحضر مجلس الجامعة في كل هذه الجامعات وأعتقد أنه توقف. يجب أن نتوقف عن إدارة الجامعات على أنها ثانويات عليا

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الطبعة: الرابعة. الناشر: دار المعارف بالقاهرة (تاريخ بدون). عدد صفحات الكتاب: 219 صفحة من القطع المتوسط. إعداد: مازن صلاح المطبقاني في 6 ذو القعدة 1407هـ 2 يوليه 1987م بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة : يتحدث فيها المؤلف عن معنى التاريخ، وهل هو علم أم فن، ثم يوضح أهمية دراسة التاريخ وبعض صفات المؤرخ وملامح منهج البحث التاريخي. معنى التاريخ: يرى بعض الكتاب أن التاريخ يشمل على المعلومات التي يمكن معرفتها عن نشأة الكون بما يحويه من أجرام وكواكب ومنها الأرض، وما جرى على سطحها من حوادث الإنسان. ومثال على هذا ما فعله ويلز في كتابه "موجز تاريخ العالم". وهناك رأي آخر وهو أن التاريخ يقتصر على بحث واستقصاء حوادث الماضي، أي كل ما يتعلق بالإنسان منذ بدأ يترك آثاره على الصخر والأرض.       وكلمة تاريخ أو تأريخ وتوريخ تعنى في اللغة العربية الإعلام بالوقت، وقد يدل تاريخ الشيء على غايته ودقته الذي ينتهي إليه زمنه، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع الجليلة. وهو فن يبحث عن وقائع الزمن من ناحية التعيين والتوقيت، وموضوعه الإنسان والزمان، ومسائله أحواله الم...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد.. وما أشبه الليلة بالبارحة

                                      بسم الله الرحمن الرحيم                                  ما أصدق بعض الشعر الجاهلي فهذا الشاعر يصف حال بعض القبائل العربية في الغزو والكر والفر وعشقها للقتال حيث يقول البيت:   وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلاّ أخانا. فهم سيقومون بالغزو لا محالة حتى لو كانت الغزوة ضد الأخ القريب. ومنذ أن نزل الاحتلال الأجنبي في ديار المسلمين حتى تحول البعض منّا إلى هذه الصورة البائسة. فتقسمت البلاد وتفسخت إلى أحزاب وفئات متناحرة فأصبح الأخ القريب أشد على أخيه من العدو. بل إن العدو كان يجلس أحياناً ويتفرج على القتال المستحر بين الاخوة وأبناء العمومة وهو في أمان مطمئن إلى أن الحرب التي كانت يجب أن توجه إليه أصبحت بين أبن...

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية

                             يردد الناس دائما الأثر المشهور :(من تعلّمَ لغةَ قوم أمن مكرهم أو أمن شرَّهُم) ويجعلونها مبرراً للدعوة إلى تعلم اللغات الأجنبية أو اللغة الإنجليزية بصفة خاصة. فهل هم على حق في هذه الدعوة؟ نبدأ أولاً بالحديث عن هذا الأثر هل هو حديث صحيح أو لا أصل له؟ فإن كان لا أصل له فهل يعني هذا أن الإسلام لا يشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟ وإن كان صحيحاً فهل الإسلام يحث ويشجع على دراسة اللغات الأجنبية وإتقانها؟         لنعرف موقف الإسلام من اللغات الأخرى لا بد أن ندرك أن الإسلام دين عالمي جاء لهداية البشرية جمعاء وهذا ما نصت عليه الآيات الكريمة {وما أرسلناك إلاّ كافة للناس بشيراً ونذيراً } (سبأ آية 28) وقوله تعالى { وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين } (الأنبياء آية 107) وجاء في الحديث الشريف (أوتيت خمساً لم يؤتهن نبي من قبلي، وذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة). فهل على العالم كـله أن يعرف اللغة العربية؟ وهل يمكن أن نطالب كلَّ...