المراكز الصيفية وتجربتي فيها





ملحوظة: أثارت إحدى الأخوات في منتدى ساعة حوار هجوم محمد آل زلفة على المراكز الصيفية فأردت أن أدلي بدولي في الموضوع وكنت صاحب تجربة وإليكم المقال الذي كتبته هناك......

عندما أكرمني الله عز وجل بالانتقال إلى المدينة المنورة للعمل محاضراً في المعهد العالي للدعوة الإسلامية بقسم الاستشراق كلفت بالعمل مديراً للمركز الصيفي وكان ذلك عام 1407هـ و1408هـ. وكان يعمل في المركز عدد من الإخوة الأفاضل من المعلمين في المعهد العلمي لجامعة الإمام مثل والم الروقي ومحمد سعيد القعيطي وإبراهيم الجار الله وغيرهم (معذرة لنسيان الأسماء)على الرغم من أنني المدير ولكن كان عمل المركز قد أصبح يسير وفق نظام معين فلا حاجة لمدير ولكنه منصب كانت جامعة الإمام تصر على أن يكون موجوداً. ولم يقل لي إن منصب المدير شرفي، ولكني كنت ألاحظ العمل وكان يسير بطريقة لا أملك الاعتراض عليها أو مناقشتها. فقد كانت النشاطات التي يقوم بها الاخوة الكرام لا تخرج عن إطار التسلية البريئة من ألعاب رياضية مختلفة وتعلم مهارات والتدرب على الإلقاء والخطابة.

ماذا في المراكز الصيفية إنها والله من أكثر النشاطات بركة في بلادنا(وفقاً لما رأيت) لقد رأيت الشباب يتسابق على الالتحاق بها فلا أحد يحضر وهو مضطر للحضور، ولا أحد يتغيب وهو يستطيع الحضور، فليست مثل الدروس المدرسية أو المحاضرات الجامعية. إن الذين كانوا يحضرون هذه المراكز كانوا من أبناء المدينة المنورة ومن جميع الفئات والطبقات منهم ابن الفقير المعدم ومنهم الثري ومنهم المتوسط، ولكنهم يشتركون في صفات أساسية أهمها حبهم لهذا الدين ورغبتهم في التعلم وفي قضاء أوقاتهم في أنس وصحبة مباركة.

عندما استولت فئة معينة على مقاليد الأمور في جامعة الإمام وكان من أول ضحاياهم المراكز الصيفية كتبت مقالة أتحدث فيها عن المراكز وكنت قريب عهد بها ولكن الآن مر على التجربة عشرون سنة كاملة، فماذا أتذكر؟

حتى مع المدة الطويلة أتذكر أنها كانت أياماً عظيمة أسأل الله أن يجزي خير الجزاء كل من تطوع بوقته وعمل مع أبنائنا تطوعاً يرشدهم إلى الفضيلة والصدق والأمانة ويساعدهم على أن يبنوا شخصياتهم بناءً سوياً.

لم يكن المركز مجرد محاضرات وأشرطة كاسيت ولكن كان أكثر من ذلك كان بناءً للشخصية لتكون ذات همة عالية وسمو أخلاقي وأدب وحب للخير وتعاون. وكان فيها بعض المحاضرات الرائعة ومنها محاضرة ما زلت أذكرها للشيخ عبد المجيد زنداني عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة. وفي تلك المحاضرة ذكر الشيخ الزنداني التجارب العلمية التي مولتها الحكومة الأمريكية على الحبة السوداء والعسل، وكيف أنهما يرفعان المناعة في الجسم مئات الأضعاف مما تفعل المضادات الحيوية. ألم تدرك أمريكا أن الأطباء المسلمين الذين يستندون إلى الطب النبوي والإعجاز العلمي في السيرة يستطيعون أن يقدموا الكثير للبحث العلمي في العالم.
         أما آل زلفة فأمره أصبح معروفاً ألا يكفيه أن يصبح كأبي رغال الذي قاد إبرهة الحبشي لهدم الكعبة؟ ألا يكفيه ما يصل إليه من الدعوات عليه؟ أليس له عقل أم إن أضواء الإعلام ملكت عليه قلبه فلا يستطيع أن يتراجع وكلما انتهى من موضوع انتقل إلى موضوع جديد ليفتري على الله الكذب. هل عرف المراكز الصيفية هل عاش فيها يوماً واحداً حتى يحكم عليها هل سمع شريطاً من الأشرطة التي توزع في المراكز الصيفية؟ أذكره بشريط للشيخ علي القرني الذي يحث على الهمة العالية؟

ماذا يريد الزلفة لأبنائنا أن يتسكعوا في شوارع بريطانيا يتابعون اللحوم الحرام المعروضة في الشوارع أو يطاردون الخليعات من بنات الانجليز أو من أي مكان في العالم؟ ماذا يريد الزلفة لأبنائنا أن يحتشدوا في الشوارع وفي أحد الشوارع في الرياض الذي لا يزيد طوله على كيلو متر واحد أو زيادة قليلاً تحتاج إلى أكثر من ساعة لتقطعه وأنت ترى السيارات الفارهة ونصف الفارهة واللافارهة وهي تسير على غير هدى وبدون هدف. أهذا مايريد لأبنائنا وبناتنا أي يفعلوه؟

لقد خبت وخسرت في تهجمك على المراكز الصيفية وأسأل الله أن تيبس أطرافه فلا يكتب كلمة واحدة وأن يجمد لسانه فلا يتفوه بكلمة ضد هذا الدين وأهله


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية