رسالة إلى سفير (لم يرد)



        فقد شجعني للتقدم إليكم برغبة العمل معكم في واشنطن العاصمة الأمريكية رغبتي في أن أخدم بلادي وأمتي في ميدان العلاقات الخارجية ويشجعني على ذلك عملي  في إدارة الشؤون الدولية بالخطوط السعودية مدة تزيد على اثنتي عشرة سنة (1394-1406هـ). وهذا قد أعطاني خبرة طيبة في الشؤون الخارجية. كما أن التحاقي بقسم الاستشراق وإعداد رسالة دكتواره حول أبرز المستشرقين المعاصرين البروفيسور برنارد لويس بالإضافة إلى حضوري عشرات المؤتمرات في أوروبا وأمريكا وقيامي بزيارات علمية في دول كثيرة من اليابان إلى السويد وهولندا وأكسفورد وغيرها. كما أنني كنت ضيفاً في برنامج الزائر الدولي عامي 1995م (برنامج خاص بي لزيارة مراكز الأبحاث وأقسام الدراسات الجامعية المتخصصة في دراسات الشرق الأوسط) وكذلك ضيف البرنامج نفسه الخاص بالتعليم الديني والعام في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007م والذي دام ستة أسابيع.

        وفيا يأتي أبرز النقاط التي يمكن العمل على تحقيقها في واشنطن:

أولاً:

        التعرف إلى المجتمع الأمريكي سياسيا واقتصادياً وتاريخياً وجغرافياً والمشاركة في النشاطات الثقافية في الولايات المتحدة الأمريكية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. فمن مصادر هذه المعرفة على سبيل المثال: التقرير السنوي الذي تصدره الحكومة الأمريكية وبخاصة تقارير وزارة العدل وغيرها. كما يمكن توجيه بعض الطلاب السعوديين لدراسة قضايا في المجتمع الأمريكي.

ثانياً:

        التأكيد على الإسهام السعودي في النشاطات الثقافية في الجامعات ومراكز البحوث الأمريكية بالإفادة من طلاب الدراسات العليا السعوديين والعرب والمسلمين وكذلك من خلال دعوة بعض الشخصيات الثقافية الفاعلة من المملكة إما ليكون الحديث في  السفارة أو عن طريق بعض الأندية الثقافية المختلفة

ثالثاً:

        دعوة عدد من قادة الفكر والرأي في السعودية وبخاصة ممن يتقنون التحدث بالإنجليزية لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وترتيب لقاءات لهم مع قادة الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم زيارات لهم للساسة الأمريكيين والعاملين في الدوائر الحكومية الأمريكية من مجلس الشيوخ والنواب وحتى مقابلة الرئيس الأمريكي والوزراء المختلفين. فكثيراً ما قرأنا عن لقاءات لكبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية مع شخصيات من البلاد الأوروبية.

 

رابعاً

دعوة عدد من قادة الفكر والرأي والسياسيين الأمريكيين في زيارات مبرمجة إلى المملكة وتنظيم لقاءات لهم مع المثقفين السعوديين الذين يمكن أن يعكسوا صورة صادقة عن المملكة العربية السعودية. ويمكن أن نفيد من تجربة بعض الدول الكبرى في مثل هذه الأمور.

خامساً:

دليل الساسة الأمريكيين: أرى أنه من المناسب  أن يتوفر في السفارة دليل للساسة الأمريكيين وحتى الكنديين وبعض دول أمريكا الجنوبية عموماً يوضح مواقفهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم العقدية والإيديولوجية ومواقفهم من قضايانا المختلفة لتشجيع من يتعاطف مع قضايا الأمة وبذل الجهد في محاورة المخالف إما لتحييده أو لكسبه لجانبنا وإعطاء صورة صادقة وجميلة عن بلادنا بصفتها تشكل مركز الثقل في العالم الإسلامي.

 

سادساً:

        دليل قادة الفكر من الكتاّب والصحافيين وأساتذة الجامعات، وهناك وسائل كثيرة للوصول إلى هذه المعرفة من خلال ما هو منشور من آرائهم وأفكارهم أو من خلال دعوتهم والتحدث إليهم مباشرة.

سابعاً

التأكيد على أن تؤدي المؤسسات السعودية أو التي يتم تموينها من السعودية دورها الحقيقي المناط بها حسب الأهداف التي وضعتها المملكة. 

         

       

                                                        د. مازن بن صلاح مطبقاني

       

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية