قراءة ثقافية في تاريخ دورات الجنادرية- قبل أن يصبح المهرجان موضع نقد ويكثر فيه الرقص والمنكرات (لم أشاهدها والحمد لله)


 
       الأنشطة الثقافية إحدى الفاعليات المهمة في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة، وقد تعددت محاور هذه الأنشطة طوال الدورات الماضية للمهرجان ففي الدورة الأولى في العام 1405هـ أقيمت بعض الندوات الثقافية المبدئية التي دارت حول موضوعين فالندوة الأولى جاءت بعنوان "بين الأدب الشعبي والأدب الفصيح" شارك فيها كل من: د. سعد الصويان ود. مرزوق بن تنباك وأدارها د. عبدالله العثيمين، أما الندوة الثانية فجاءت بعنوان "نظرات في الأدب السعودي" شارك فيها كل من: د. محمد عبدالرحمن الشامخ و د. عبدالله الحامد و د. فهد العرابي الحارثي وأدارها د. عبدالله الغذامي وقد أقيمت محاضرة واحدة ألقاها د. عبدالله الشهيل في عنوان "الملك عبدالعزيز أمل العرب في مرحلة اليأس" وأقيمت أمسية شعرية شارك فيها كل من: علي عبدالله خليفة، و د.عبدا لله العتيبي، وأحمد صالح الصالح .

       وفي المهرجان الثاني عام 1406هـ أقيمت 5 ندوات ثقافية ومحاضرة واحدة وثلاث أمسيات شعرية وتحدثت الندوات عن عدة عناوين هي "القصة القصيرة في الجزيرة العربية بداياتها وتطورها"، و"الرقص والأغنية الشعبية"، والخصومات الأدبية بدايتها دوافعها غاياتها"، و"الجزيرة العربية وتراثها القديم"، و"التنمية الثقافية في الخطة الخمسية الرابعة"، وألقى عبدا لعزيز السريع محاضرة عن "عهد المسرح الخليجي"، وشارك 11 شاعراً في الأمسيات الشعرية منهم: علي الشرقاوي، واحمد راشد ثاني، ومعيض البخيتان، وعبدالرحمن رفيع، وإبراهيم العواجي .

       في المهرجان الثالث في العام 1407هـ أقيمت ندوة ثقافية كبرى عن التراث الشعبي شملت مجموعة من الندوات والعناوين، وكانت عبارة عن أوراق بحثية وتعقيبات على هذه الأوراق وجاءت في عناوين: ماهية الموروث الشعبي العربي علاقة الموروث الشعبي بمخيلة المبدع أهمية الموروث الشعبي في الأعمال الإبداعية أثر الموروث الشعبي في السلوك والأنماط الفكرية الموروث الشعبي في التراث العربي الموروث الشعبي في الفنون الاحتفالية، الفكاهة، المسرح، الموسيقى، الرقص، البرامج الشعبية وأهميتها وأثر الموروث الشعبي السعودي في عرب بلاد الشام، والتراث التقليدي لملابس النساء في نجد. وأقيمت ندوة دينية قدمها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمة الله – وأقيمت ندوة عن "أدب المرأة السعودية وتطوره" بالإضافة إلى أمسية شعرية قدمها عدد من شعراء مجلس التعاون الخليجي.

       في المهرجان الرابع 1408هـ استمر النشاط الثقافي الخاص بالتراث العربي؛ فأقيمت عدة ندوات قدمت فيها البحوث وأوراق العمل وجاءت في عدة عناوين هي: السيرة الشعبية العربية و"لغة المعاش اليومي في رواية السردي"، و"الفن القصصي في التراث الشعبي"، و" الرواية السودانية واستلهامها للموروث الشعبي"، و"ألف ليلة وليلة في القصة العربية" و"البيئة المحلية في قصة السباعي". وأقيمت ندوات موسعة تحت عنوان" التراث ماذا نبعث منه وماذا نترك"، و"تجربة التنمية ماذا بعد النفط"، و" الغزو الثقافي "، و"الشعر الجاهلي وجذوره"، و "هل العقل العربي في أزمة"، و"فلسطين صراع حضاري" وأقيمت في المهرجان نفسه خمس محاضرات هي: "القوانين العرفية في منطقة عسير"، و" توظيف التراث الشعبي في الأدب العربي" و"القيم الجمالية لمختارات الفنون الإسلامية"، و"جماليات الخط العربي وتطور أنماطه الفنية ودورها في ازدهار الفنون الإسلامية"، و"التراث ودوره في تحديد الهوية الفكرية والثقافية للأمة" قدمها كل من: محمد آل زلفة، وسعد الجنيدل، ومحمود الربداوي، وعبدالحميد الدواخلي، ومحمد قطب على الترتيب وأقيمت في هذا المهرجان 3 أمسيات شعرية .

       وفي النشاط النسائي أقيمت 3 محاضرات الأولى بعنوان "حياة المرأة الاجتماعية والاقتصادية في نجد في عصر الإمام فيصل بن تركي" وألقتها مضاوي الهطلاني، ومحاضرة بعنوان: "الطب النبوي في معالجة بعض الأمراض"ألقتها سهير النجار، ومحاضرة بعنوان "مشاهير النساء اللاتي كان لهن دور إيجابي".

       وفي المهرجان الخامس 1409هـ أقيمت عدة ندوات هي: "ظاهرة العودة العالمية للتراث"، و"الانتفاضة"، وندوة عن "المخدرات"، و"الجورباتشوفية وانهيار الماركسية"، "وثقافتنا والبث الإعلامي العالمي"، و"الحركات الإسلامية المعاصرة بين الإفراط والتفريط"، كما أقيمت عدة محاضرات هي: "نعم الله تعالى عمومها وخصوصها" للشيخ محمد العثيمين – يرحمه الله – و"المثقف اللامنتمي" لأحمد الشيباني، ومحاضرة دينية للشيخ عبدالعزيز بن باز – يرحمه الله – ومحاضرتان عن : "تغير نظرة المجتمع للإنسان المعاق" و"والأدب السعودي النسائي".

       وجاء المهرجانان السادس في العام 1410هـ والسابع في العام 1412هـ ليركزا على الجانب الأدبي ويحملا عددا كبيرا من الندوات التي تهتم بالأنواع الأدبية المختلفة حيث كان فن المسرح هو محور المهرجان السادس وجاءت الندوات الخاصة به في العناوين التالية: "الفن المسرحي في العالم العربي تاريخه وعوامل ظهوره"، و"لغة المسرح بين الفصحى والعامية وعلاقته بالتراث"، و"الشكل المضمون في المسرح العربي"، و"والتجربة المسرحية في المملكة العربية السعودية"، و "نحو مسرح إسلامي "، وأقيمت ندوة عن الحركة التشكيلية في السعودية .

       كمـا أقيمت في المهرجـان السادس مجمـوعة من النـدوات الفكريــة هي "الاتجاهات الفكرية في العالم العربي وأثرها على الإبداع"، و"أزمة الثقافة العربية "، و"منهج الإسلام في الدعوة"، و"الثوابت والمتغيرات في ثقافة الأمة" أقيمت محاضرة بعنوان "علاقة الشعر الشعبي بالمجتمع"، وأمسية شعرية واحدة .

       أما النشاط النسائي في المهرجان السادس فقد تمثل في محاضرتين وندوة المحاضرة الأولى محاضرة عامة للمرأة المسلمة وقدمها فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله –، والثانية قدمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان "المرأة ماذا يراد منها ؟ وماذا يراد لها ؟" وجاءت الندوة بعنوان :"الدلالات الأنثروبولوجية لبعض عناصر التراث" وأعدتها الرئاسة العامة لتعليم البنات .

       وفي المهرجان السابع أقيمت ندوات ثقافية وندوات فكرية في الندوات الثقافية كان فن الشعر هو المحور الرئيسي وجاءت ندواته بالعناوين التالية "الشعر العربي والحياة الشعبية"، و"الشعر والحكاية"، و"الموروث الشعبي والرومانتيكية الأوروبية"، و"الخيال الشعري في الشعـر"، و"موسيقى الشعر العربي والأشكـال الشعبية "، و"الرمز الأسطوري في الشعر المعاصر"، أما الندوات الفكرية فجاءت على النحو التالي: "المسلمون في آسيا الوسطى والدور الإسلامي المطلوب"، و"أزمة الفكر السياسي العربي في التعامل مع القضايا الكبرى"، و"ومكاننا في النظام العالمي الجديد"، و"في سبيل إستراتيجية أهدى وأجدى للحركة الإسلامية"، و"الوحدة الفكرية بين الثوابت وعوامل الاختلاف"، و"الطريق السوي للوحدة العربية الإسلامية"، وكانت محاضرة المهرجان والوحيدة بعنوان: "فقه الاختلاف" وألقاها الشيخ محمد العثيمين – رحمه الله - .

       واستمر مهرجان الجنادرية في مواصلة نشاطه الثقافي حيث أخذت الندوات في المهرجان الثامن في العام 1413هـ والتاسع في العام 1414هـ والعاشر في العام 1415هـ طابعا متنوعا شمل الفكر والفلسفة الإسلامية وسؤال الهوية والفنون التشكيلية والإعلام والتاريخ الإسلامي .

وجاءت الندوات في المهرجان الثامن معبرة عن هذه التوجهات الشاملة حيث عقدت مجموعة من الندوات في عناوين متعددة هي: "الهوية الثقافية للأمة العربية"، و"الإسلام في الإعلام الغربي"، و"النفط والفكر في منطقة الخليج العربي"، و"أزمة المياه في العالم العربي"، و" التطورات التاريخية والفنية للفن العربي الحديث"،  و"الحركة الإصلاحية في الجزيرة العربية"، والإسلام في شرق أوروبا "وكتابة التاريخ الإسلامي"، و"اتجاهات التجديد في الفن العربي المعاصر". وأقيمت ندوات عن السير الشعبية في أدب الطفل، ونظرة مستقبلية إلى أدب الطفل، والقصة والمسرح في أدب الطفل وغيرها من الندوات .

       وركز المهرجان التاسع على النقد والنظرية الأدبية والتذوق الفني أقيمت عدة ندوات حول هذه المسائل كما أقيمت عدة محاضرات عن " مفهوم الشورى في الإسلام"، و"أدب الحوار في الإسلام"، و"برامج الدراسات الإسلامية والعربية في الجامعات الأمريكية"، و"التراث المخطوط في المملكة العربية السعودية"، و"الفقه والمشكلات الإنسانية المعاصرة"، و"القدس ومعناها الرمزي والديني في ضمير الأمة".

       وفي المهرجان العاشر للعام 1415هـ بدأ المهرجان في تقليد ثقافي جديد وهو تكريم شخصية سعودية حيث بدأ بتكريم علامة الجزيرة الراحل حمد الجاسر، وأقيمت ندوات عن التأصيل والتجديد في ثقافة المسلم، وفن الزخرفة الإسلامية والعرب في مواجهة التحديات، وفلسفة الفن الإسلامي، وواقع الحسبة في ضوء المنهج الشرعي، والعرب في مواجهة التحديات: الثقافة والإعلام، والعرب في مواجهة التحديات: التربية والتعليم، والشعر السعودي، كما أقيمت أمسيتان شعريتان، وأمسية نسائية أدبية، وندوة عن عمل المرأة .

       تحول مهرجان الجنادرية في العام 1416هـ إلى ان يصبح واحداً من أهم المهرجانات الثقافية العالمية في المنطقة حيث فتح محورا شديد الأهمية في هذه الدورة التي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، حيث حضر ندواته الثقافية التي كان محورها الرئيسي:" الإسلام والغرب" مجموعة كبيرة من المفكرين العالميين مثل: صامويل هنتنجتون، وجيمس زغبي، ومراد هوفمان، ومايكل وولف، وخالد بلانكنشيب، وجون اسبزيتو، وانجمر كارلسون وغيرهم بالإضافة إلى طائفة كبيرة من المفكرين المسلمين .

       وجاءت عناوين الندوات لتناقش: الإسلام والغرب الجذور التاريخية، وموقف الغرب من الإسلام، رؤية معاصرة، والخطر الإسلامي بين الحقيقة والوهم، والموقف الإسلامي من الغرب، والإسلام والغرب رؤية مستقبلية، وموقف الإسلام من الأديان والحضارات الأخرى، والتجربة السعودية في خدمة الإسلام في الغرب ومستقبل العلاقة بين الإسلام والغرب كما أقيمت أمسيتان شعريتان، وندوتان ثقافيتان نسائيتان من جزأين في عنوان  الاتصال الثقافي وتأثيره على المجتمع السعودي وتم تكريم الأستاذ أحمد محمد العقيلي كشخصية ثقافية لهذه الدورة .

       وكان المهرجان الثاني عشر في العام 1417هـ استمرار لمحور الإسلام والغرب وجاءت عناوينها كالتالي "نهاية التاريخ: ومراجعة ونظرة إلى المستقبل"، و"مستقبل الإنسانية"، و"الأسس المعرفية والفلسفية للرؤيتين الإسلامية والليبرالية"، و" صورة الإنسان المسلم في الغرب وصورة الإنسان الغربي في العالم الإسلامي"، و"الاستراتيجيات الاقتصادية الغربية وعلاقاتها بالعالم الإسلامي"، و"الإسلام والديمقراطية"، واستمر المهرجان بدءا من هاتين الدورتين وحتى الدورة 17 في تقديم مختلف القضايا الثقافية العربية الإسلامية والعالمية التي تهم أمتنا واستمر في تقديم الأسئلة التي تناقش مستقبل الثقافة العربية كما في الدورة 13 ثم توقف النشاط النشاط الثقافي عند احتفال السعودية بمرور 100 عام على بداية تأسيسها ثم استمر في متابعة الأنشطة الثقافية في الدورات : 16،15،14 كما طرح المهرجان موضوع :"القضية الفلسطينية" كمحور رئيسي في الجنـادرية 17 حيث افتتح المهرجان في 9ذي القعدة1422هـ.

       وقد شارك في مهرجان الجنادرية طوال دوراته السابقة عدد كبير من أكبر وأبرز المثقفين والمفكرين العرب والأجانب وقد قام المهرجان بطبع أكثر من 200 عنوان في قضايا ثقافية وتراثية مختلفة فضلا عن الكتب التي توثق للمحاضرات والندوات التي أقامها طوال دوراته السابقة .

       إن هذه الفاعليات المختلفة نتاج جهد كبير للمهرجان الذي انطلق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز – حفظه الله – بدءا من العام 1405هـ، وقد أقيم حتى الآن منه 17 دورة وتقام الدورة 18 أوائل شهر ذي القعدة 1423هـ ومحوره الرئيس "هذا هو الإسلام" ليؤكد هذا المهرجان الوطني خلال هذه الدورات الحس الثقافي الواعي الذي يوليه لقضايا العرب والمسلمين الثقافية والفكرية والدينية.

 



1

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تلخيص كتاب منهج البحث التاريخي للدكتور د. حسن عثمان

الكلمات النورانية: وتحمل الكل

الإسلام وتعلم اللغات الأجنبية